سلافة فتاة في مقتبل العمر ذات ال١٤ ربيعا لكن قلبها وعقلها أينع ونضج كإمرأة في العشرين.. بيضاء اللون واسعة ومكحلة العينين فرعاء الشعر دقيقة الخصر كل من رآها أعجب بسحرها..
لقد كانت تعاني من فراغ عاطفي كبير ألى ان جاءت لحظة غيرت نظرتها للحياة.. في بعض الزيارات العائلية عندما لمحته لأول مرة كانت الضربة القاضية كالسهم أصاب قلبها الصغير فقد تسارع نبضها واختلف تفكيرها واصبحت صورته لا تفارق خيالها في كل لحظة.. ذلك الشبح الأسمر صاحب العيون الساحرة والأنف المدبب والشفتين الممتلئتين والصوت الأجش الساحر.. لقد أصبحت مريضة به دون أي سبب يذكر.. حتى سلافة كانت تشعر بالاستغراب لما كلهذا الحب_نعم كانت متأكدة أنه حب_مع انها لم تكلمه ابدا ولم تراه سوى بضعة دقائق..هذا هو الحب العذري الطاهر الذي يرزقه الله لمن يشاء ويزرعه في شغاف القلب..
بقيت عامان وهي تكتم ذلك السر في قلبها لم تخبر احد بل احتفظت بتلك المشاعر الجميلة لنفسها دون أن يشوبها باقي البشر بحسدهم المعهود للمتحابين..
وفي عامها الساس عشر كانت المفاجأة الكبيرة.. حين دخلت غرفة الجلوس في اجتماع عائلي وأخبروها أن حسن_حبيبها_قد طلب يدها للزواج!!
نزل عليها الخبر كالصاعقة.. كادت ان تنهار من شدة المفاجأة والفرح..لقد كان حسن هو أيضا واقع في غرامها دون أن تدري.. ولكن فرحتها لم تدوم سوى لحظات بعد أن أخبروها أهلها برفضهم القاطع لهذا الخاطب لأسباب كثيرة من بينها فقره ومستواه التعليمي وأسباب واهية أخرى لا قيمة لها أمام حبهما العظيم..
هنا اضطرت أن تفصح عن حبها له فقوبلت برفض أشد وخصوصا بعدما رأوا دموعها وإصرارها وبدأت الشكوك والملاحظات والتحقيقات وعندما تأكدوا أهلها أنها ليست على صلة معه ولم تره سوى مرة واحدة بدأوا يقنعوها أنها مازالت طفلة وأن هذه المشاعر غير حقيقية ولا قيمة لها لمن هم في سنها..
لقد دمروها.. ودمروه أيضا.. لكن حبهما كان أقوى فقد جاهد حسن كثيرا حتى حصل على رقم هاتفها الخاص وكانت اول مكالمة بينهما واول لقاء.. وما أجمله من لقاء لولا أن كان يشوبه بعض الحزن بسبب رفض الأهل.. وبدءا يخططان كيف يقنعوا أهلها وأهله أيضا الذين عارضوا زواجه من سلافة بعد أن قوبلوا بالرفض القاطع وأحسوا بالإهانة..
بدت الأمور أكثر تعقيدا وحدثت مشاكل كثيرة بعد أن علم الأهل بلقاءاتهما المتكررة وهكذا إلى ابعدوهما بالقوة وحلف عليهما أغلظ الأيمان وأخذ عليهما أشد المواثيق والعهود بأن لا يلتقيان من جديد ويلغيا فكرة الزواج من أساسها..
كانت سلافة هنا قد أتمت الثامنة عشرة بعد سنتين من المشاكل وخرجت من قصتها المؤلمة مجروحة قلبها مشوه عقلها أقرب للجنون وبدأت رحلة علاج نفسي لمدة عام كامل حتى أتمت التاسعة عشرة.. هنا تقدم لخطبتها شاب وسيم كامل الصفات بالنسبه لأهلها ولكن ليس بالنسبه لها.. هيهات أن يدخل قلبها المحطم ذلك الشاب او غيره.. لكنها وافقت على الزواج من هذا الخاطب بعد مباركه أهلها واقناعهم لها لمدة اسابيع.. وتمت الخطوبة والزواج واستطاعت خلال هذه الفترة ان تتجاوز آلامها وتتعايش مع وضعها الجديد.. خصوصا بعد رأت الحب والمعاملة الطيبة من زوجها.. لكن للأسف لا شيء يدوم فقد تبدل حال الزوج وأصبح إنسانا لئيما حقودا ذو طبع حاد يوسعها ضربا ويبخل عليها بالنفقة.. وفوق ذلك كان عقيما لاينجب فقد حرمها أيضا من حقها أن تصبح أما واستمر الحال هكذا لمدة عامين ذاقت خلالها الأمرين.. إلى أن تم الطلاق بالتراضي والاتفاق بين سلافة وزوجها وعادت لأهلها لتتفاجأ بحسن أيضا قد طلق زوجته.. لكن سلافة لم تعد كما كانت انها الآن في الثالثة والعشرين ذات فكر واع وعاطفة صلبة يغلبها العقل والمنطق بعد أن طحنتها الظروف..
الا انا حسن لم يستسلم هذه المرة وظل يقاتل ويحارب من أجلها إلى أن أقنع أهليهما بزواجهما..لقد تمت الموافقة هذه المرة بسهولة أكبر بعد تجربة كل منهما في الزواج والطلاق.. حينها أدرك الأهل أنهما مقدران لبعضهما..
وتمت خطبتها وحفل زفافهمافي أقل من شهر وتوج اخيرا هذا الحب الطاهر العذري بالزواج المبارك وعاشا أجمل الأيام بسعادة وحب وأنجبا ٥ أطفال بنين وبنات وكبرا و هرما معا.. وهما الآن يسألان الله كما من عليهما وجمعهما في الحياة الدنيا أن يجمعها في الآخرة في جنان الخلد
You must be logged in to post a comment.