في عالم البشر كما يدّعون

في عالم البشر كما يدّعون..  

العدل في السماء ..أما في دنيا البشر كما يدعون فهي غابة تعيش فيها جميع المِلل والأديان والأجناس لكنهم بالحقيقة أشباه للحيوانات والبقاء فقط للأقوى ...

تعلمنا  أن نميز بين الخير والشر وبين النور والظلام وبين السيء والحسن لكنا جُبرنا  بقبول التمييز والتفرقة  بين الذكر والأنثى شئنا أم أبينا والحُجّة القوية والوحيدة أن الذكر هو السند الوحيد بعد سنوات التعب وأنه حصاد لأيامنا العصيبة وأنه ثمار لمحصولنا العظيم وأن فقد الولد لا يعوضه عوض وأن رضاه لا يساوي الدنيا وما فيها  رغم أن الحقيقة أن المعظم وليس الجميع وبمجرد خطوته الأولى نحو قفصه الذهبي تُطمس لديه عائلته الأولى ويفقد ذاكرته ويتناسى واجباته ويستضعف بالحصول على ما يسمى بحقوقه الملزمين على تحقيقها وكأننا له مصباحه السحري الذي كلما شاء فركه فلبى له كل صعب أو مستحيل ... لذا جُبرنا على  تقبل عقوقه وقبلنا عصيانه وبررناه.. ولربما في كثير من الأحيان إستحللناه وطاب لنا منه كل شيء وما عاد يهمنا قبيحه من حسنه  طالما أنه من محصولنا الثمين  وفوق ذلك ضاعفنا مشاعرنا تجاهه نرجوا  رضاه عنا وتقبله لنا وبقاءه بالقرب منا  وصار الأب والأم  جسر العقوق الوحيد لذلك السند وتناسينا في نفس الوقت ضعيفه الجناح لينة الجانب رقيقة المجلس كريمة النفس تلك الفتاة التي أصبحت ثقلاً يرهق كاهل الأم والأب قبل الأخوة إن طالبت بأقل الحقوق وأبسطها فألزمناها بالتقنيين في كل شيء حتى يتمتع بالنعيم أخوها وأجبرناها بالتنازل عن كل شيء إرضاءاً لسندها المزعوم  شبيه الرجال هو وأميرته النائمة في قفصه الذهبي ..

وفوق كل هذا إستحللنا الصواب فقط للذكر واستحرمناه على الأنثى فهي غداً ذاهبة لبيت زوجها مرتاحين من حملها الثقيل  ويبقى الذكر مهما بلغ من العمر مدلل الأباء والأمهات حتى وإن وصل من العمر أعظمه همّنا إطعامه و إرضاءه و إسعاده و تدفئته و إستحسان كل خير له دون غيره وندعوا الله في سرنا أن يسعد ويبعد إبنتنا طوال العمر حتى وإن كان حظها من الدنيا القليل ...

ويبقى السؤال كيف لنا أن نربي أنفسنا على بر أبنائنا حتى يبرونا وكيف لنا أن نتعلم أن نقسم التفاحة من المنتصف حتى نتذوق حلوها وحامضها وكيف لنا أن ننام قريرين الأعين ووسادة إحدى بناتنا تملؤها الدموع ظلماً من الأباء والأمهات قبل الأخوة ... وهل نحن جاهزون لعدل السماء ؟؟؟؟      

  

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٨ ص - jimina
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٥ ص - شهد بركات
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١:١٤ م - Amani
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١:٠٨ م - soha
أبريل ١٢, ٢٠٢٢, ٢:٠٠ ص - Zm23138244
أبريل ١٢, ٢٠٢٢, ١:٥٩ ص - Kawthar hasan