تآمر قائدان من حرس السلطان على نزعه وتولية ولده القاصر وانظم اليهما القاضي ابا عمر ليضفي الشرعية على المؤامرة قبل القاضي طمعا في ان تعلو مكانته وخوفا من ان يبطش به القائدان وقد عرفا عن المؤامرة اذ هو رفض المشاركة فيدبران قتله قبل ان يسبقهما ويخبر السلطان وقبل يوم من التفيذ اكتشفت المؤامرة وسيق الثلاثة الى الحبس في دار واسعه
وضع كل واحد منهم في غرفة وحده وذات ليله سمع صرير السلاسل في ايدي الحرس وجلس كل واحد منهم في آخر الغرفة ثم فتح الحرس باب غرفة القائد ابي المثنى وراح الآمر يوبخه على خيانته ثم أمر الحرس فأضجعوه كالشاه وذبحوه واخذو راسه بعد ان رمو جثته في بئر ومضت ساعة من الليل عاد بعدها الحرس وسمع السيجينان الباقيان الاقفال فارتاع وفتح الباب
وفتح باب غرفة القائد ابن ابي داوود واضجعه الحرس ليذبحوه فاخذ يصيح بهم اتقو الله الا تسألون عن مالي لأفدي نفسي عندي ذهب مخبوء لا يعلم مكانه الجن اخرجه لكم فاذهبو قولو ذلك للسلطان ولكن الحرس اضجعوه وذبحوه واحتزو رأسه بالسيف ورمو بجثته في البئر اخذ ابو عمر القاضي هذا الثالث يدعو ربه طول الليل وطلع النهار عليه ولم ينم سمع صوت الاقفال فأيقن انه مقتول كصاحبيه فهبطت عليه السكينة ورفع راسه الى السماء وقال يا رب ان كنت تريد ان تعجل قدومي عليك فلا اسألك رد القضاء لكن تب عني يا الله وفتح باب غرفته وجذبه الحرس جذبات منكرة وقال له يقول لك السلطان يا فاعل يا صانع ما حملك على نكث بيعتي فتكلم ابو عمر القاضي وقال شقائي وسوء ما صنعت نفسي وقد تبت الى الله فعسى ان يتوب عني فغاب الآمر ثم رجع وقال للحرس خذوه فقد تكلم الوزير في أمره
واخذ ابو عمر عند الضحى فجيئ به الى مجلس السلطان فكفله الوزير في المجلس
فصار السلطان يأنبه ويغلظ له القول وهو ساكت والوزير يرد عنه وهو في كل لحظة يتوقع أن يأمر به فيقتل في المجلس نفسه وازداد غضب السلطان فدعا بالنطع والسيف والنطع هذا بساط من جلد يوضع تحت المقتول حتى لا ينتثر دمه في جنبات المجلس لكن الوزير ضل يرد عنه فالتفت السلطات الى الوزير وقال له أتروم عصيان أمري اذا قد قضيت بقتله وقبل ان يعصف السلطان بوزيره تريث والتفت الى الوزير وقال ما الذي بينك وبين هاذ العاصي قال الوزير كنت كاتبا في والكم في اول عهدي واجتمع علي كبار الكتبة يريدون اقصائي ودبرو لي المكيدة وساقوني الى القاضي ابي عمر فما زال بهم حتى كشف امرهم وحكم ببرائتي وضل حالي بصعود حتى رفعتني الى الوزارة فأنا ارد جميله فسكت عن السلطان
فقال للقاضي تذهب الى بيتك فلا تقع عيني عليك ما دام احدنا في الحياة فذهب القاضي الى بيته فرآه بعض اهل البيت فنظرو في وجهه متعجبين مندهشين وحال منه التفاتة الى المرآة فاذا شعره قد شاب والله اعلم
You must be logged in to post a comment.