قصة طائر الشهامرج ، تأمل ودعاء

هذه قصة من قصص التراث العربي القديم ، كان في ذلك الزمان اثناء الخلافه العباسية رجل يسمى علي بن يزيد كاتبا عند الامير العباسي ابن المامون وغضب عليه الامير لشيء فعله فصادر امواله ولم يبقى له الا دابه بسرجها ولجامها وجب وعمامه وبقي عنده غلام يخدمه.


كان يركب الدابة في الصباح فيتردد على من يعرفه في مدينة سامراء عساه ان يجد عملا ثم يعود ظهرا فيأخذ غلامه الدابة فيعمل عليها حمالا ليكسب دراهم يشتري بها علفا للدابة وخبزا له ولسيده ، وحصل ان الغلام لم يكسب شيئا يومين فبات هو وسيده علي ابن يزيد جائعين ، فكر علي في هذه الحال ونظر في بيته فلم يجد شيئا يصلح ان يباع فأخرج من جيبه منديل حرير عتيقا فقال للغلام انطلق الى السوق وبع هذا المنديل واشتري بثمنه علفا للدابة فأن صبرنا نحن على الجوع فهي لا تصبر وان زاد درهم فاشتري لنا خبزا.

مضى الغلام الى السوق وجلس علي ابن يزيد في بيته فرأى طائر الشهامرج الذي كان عنده وهو طائر شبيه بالصقر رآه وليس له القدرة على ان يطير ليجلب الطعام لنفسه ولا هو يجد شيئا في المنزل لياكله ثم اذا بعصفور يقف على حوض ماء في الفناء ليشرب فنهض اليه الشهامرج ليفترسه ولكنه كان اضعف من ان ينقض على العصفور فأفلت العصفور وطار ثم رجع العصفور امنا الى المكان نفسه ووقف على مقربة من الشهامرج فأنقض عليه وقويت نفس هذا الطائر الكاسر بعد ان أكل العصفور وصار يصفق بجناحيه فرحا لقد شبع رأى علي ابن يزيد هذا المنظر فبكى ورفع يده الى السماء وقال اللهم كما فرجت عن هذا الشهامرج فرج عنا وارزقنا من حيث لا نحتسب.

عاد الغلام بخبز ولحم وقال ان البزاز عرف قيمة المنديل فاعطاني فيه مئة درهم وهذه بقيتها.

قال علي ابن اليزيد وهو يروي ما حصل معه: بعد ايام نفذت الدراهم وعدنا الى ما كنا فيه وعاد الشهامرج ضعيف بالمساء جائني رسول الامير فقلت هو الحبس او الفرج ومضيت اليه دخلت مجلسه فلوح امامي ناظري بالمنديل الحرير وقال ما جعلك تبيع منادلينا بالسوق الا وقد اشتدت بك الحاجه فجائنا تاجر بهذا المنديل وعليه تراب فاعتذرت بما حضرني من قول وسالني وهو يبكي فكم بعته قلت بمئة درهم قال اشتريناه بثلاث مئة فدعوت للامير واقفا وصمت الامير وتهيأت فقال اجلس ولم ازل لليوم جالسا فقد اعادني الامير الى الخدمة ببركة دعائي.

لا تيأس فهنالك فرج قريب
تذكرها دائما 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٣ ص - Momen
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٢ ص - صانعة السعادة
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٣٧ ص - anis
أبريل ١٣, ٢٠٢٢, ٣:٥٥ ص - Mohamed
مارس ١٨, ٢٠٢٢, ٣:٣٢ م - Sarora Fayez
فبراير ١٢, ٢٠٢٢, ١٠:٥٣ م - مريم حسن
About Author