كان في القديم هناك مملكة فيها ملك يخرج عادة للصيد في الغابات برفقة أحد وزراءه و قد عرف عن وزيره هذا كثرة التوكل على الله فكان يقول "لعله خير" في أكثر حالاته مع الملك.
و في ذات مرة كانوا يمشون في رحلة الصيد فوقع الملك في حفرة ممتلئة بالشوك و الحجارة فقال الوزير "لعله خير" إلا أن الملك قد تأذى بالفعل من هذه الحفرة و أصيب بنزف شديد في إحدى أصابع يده و عندما شاهد الطبيب إصابة أصبع الملك أخبره بأن لا سبيل إلا قطع هذه الأصبع لأنها قد تضر بباقي جسده إلا أن الملك رفض ذلك و ما زال الوزير ينظر إليه و يردد "لعله خير" لكن شدة الإصابة و الألم جعلت الملك يسمع لنصيحة الطبيب و سمح له بقطع أصبعه و حينها قال الوزير "لعله خير" فسمع الملك ذلك فغضب غضباً شديداً و طلب من حراسه أن يضعوا هذا الوزير في السجن فقال الوزير "لعله خير"
و في ذات يوم خرج الملك إلى الصيد برفقة حراسه لكن هذه المرة من دون الوزير و بينما هم في الغابة هاجمهم أشخاص يعبدون الأصنام فقتلوا الحراس و أخذوا الملك معهم ليقربوه و يذبحوه عند أصنامهم لكن الدهشة وقعت عندما شاهد قائدهم يد الملك بلا أصبع فأطلق سراحه لأن القربان يجب أن يكون سليماً .
و عندما عاد الملك إلى قلعته كان فرحاً بنجاته من الذبح ثم دخل قصره و أمر الحراس بأن يطلقوا سراح وزيره ثم اعتذر الملك للوزير لأنه سجنه و سأله عن سبب ترديده عبارة "لعله خير" أينما كان فقال الوزير أنه لو لم يكن في السجن و رافق الملك في الصيد لكان سيكون قربان بدلاً عنه و أن التسليم لله و الإيمان بالقضاء و القدر من الواجب علينا.
You must be logged in to post a comment.