قطار الحياة

     إن لم تكن صامدا دفنتك الحياة               لطالما رقصت على جثث المنهزمين حياة

 

سنوات الحياة تمر بنا كقطار لا يتوقف عند كل المحطات؛ بل يتابع مسيره حتى يصل إلى المحطة الأخيرة!

ما زلت أذكر أيام الطفولة التي كانت مليئة بالأحلام ورغبة تحقيقها، والأهداف والسعي إلى إنجازها وأمنيات لا تحصى ولا تعد!

والتي كان من ضمنها أمنية فريدة..

" أريد أن أصبح كبيرا" !! والتي يعقبها تساؤل " متى سيحين ذلك؟ "

لست وحدي من تمنى ذلك؛ بل كانت أمنية جميع الأطفال!

ظنا منا بأن العالم الأبيض الذي نعيش فيه سيبقى على حاله؛ ولا شيء سوف يتغير سوى أن أعمارنا سوف تزداد وطول قاماتنا أيضا!!

الجزء الأخير من ظنوننا قد تحقق بالفعل ولكن الجزء الأول منها قد تلاشى عندما كبرنا ورأينا العالم الحقيقي بأم أعيننا!!

عالم مختلف تماما عن عالم الطفولة الذي كنا نعيشه.. عالم تحول فجأة من الأبيض إلى الأسود!

لم يعد فيه لبراءة الطفولة أي مكان، عالم تتهافت علينا فيه المسؤوليات وتتوالى فيه المشاكل والتحديات!

مفترق طرق قررنا فيه أن نسلك طريق آخر..

طريق آخر مختلف عن طريق الماضي وذكرياته، نسير عليه مع تيار الحاضر ويمضي بنا نحو المستقبل المجهول.. طريق مليء بالعثرات والانكسارات وفي نهايته نجد لذة الانتصارات وفرحة الإنجازات!

نحاول أن نتجنب التعثر والسقوط ولكننا نتعثر ونسقط!!

كثيرون ممن يتعثرون ويسقطون يرفعون راية الاستسلام ويعلنون انهزامهم، وقليلون هم من يرفضون أن تسجل أسماءهم ضمن سجلات أسماء المنهزمين التي سطرتها الحياة، ويقررون النهوض مجددا ومواصلة الطريق..

قطار الحياة يمر مسرعا سارقا سنوات حياتنا من دون أن نلحظ، ولا ينتظر أحدا أبدا!

فإما أن تنهض وتحاول الصعود على متن القطار مجددا وإما أن تصبح جثة هامدة حالك كحال الجثث التي رقصت عليها الحياة!

والمجد لمن نهض واستمر ..  والسلام على من انهزم وانكسر.!

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٨ ص - jimina
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٥ ص - شهد بركات
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١:١٤ م - Amani
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١:٠٨ م - soha
أبريل ١٢, ٢٠٢٢, ٢:٠٠ ص - Zm23138244
أبريل ١٢, ٢٠٢٢, ١:٥٩ ص - Kawthar hasan
About Author

محمود جوده محمود أبو الهيجاء كاتب وروائي أردني مواليد 14/9/1994 خريج جامعة اليرموك عام 2020 - تخصص التربية الرياضية الأعمال الخاصة بي: رواية "أحببتها برجوازية"