كان لرجل خمسة أطفال جميلين خَلقاً و خُلقاً عدا أخاهم الأصغر كان الشر بذاته وكان اسمه قيصر، في يومٍ من الأيام أتت اليه عجوز تتكأ على عصاها تسأله أن يسقيها ماء وأن تجلس وتستريح قليلاً وكما هو متوقع من قيصر لم يقبل اعطاءها ولا قطرة ماء، وفجأةً تحولت هذه العجوز إلى ساحرة وضربت بعصاها فحوّلته إلى عملاق كبير وقالت: لتعش مع هذه اللعنة إلى أن يبيّض قلبك. وذهبت.
بدأ ينظر إلى يديه وقدميه مستغرباً "اه كيف أصبحت هكذا بعد أن كنت طفلاً صغيراً" في الحقيقة كان مذعوراً جداً ولكن من كان يشعر يذلك أكثر هو كل من يراه في الطريق كان يصرخ ويهرب بسبب شكله المفزع.
وبعد هنيهة قرر أن يستعمل شكله الضخم في تدمير البلدة بأكملها اقترب من أول منزل صادفه وحاول كسره بيديه العملاقتين ولكنه لم يستطع بل آلمته يده بسبب الضربة وحاول مرات عدة تحطيم المنزل إلا أنه لم ينجح.
عندها كانت تنظر الناس إليه بدهشة مع أنهم فزعوا من شكله في البداية ولكنهم الآن يسخرون منه قائلين "عملاقٌ بالمظهر فقط لا قوة لديه".
عاد قيصر إلى منزله الذي بالكاد يتسعه الآن ثم جلس يفكر بما عليه فكره فقرر أن يسافر إلى مكانٍ بعيد ويعيش في بيت ما دون أن يكلم أحداً.
وسافر قيصر وكان أهله يبحثون عنه في كل مكانٍ دون جدوى، مع أنهم سمعوا بقصة العملاق التي حدثت في البلدة ولكن لم يخافوا أنه قيصر.
يصل قيصر إلى بلدةٍ أخرى ولازم منزله كما قرر أن يفعل.
وبعد ثلاثة أيام من مكوثه في المنزل جلس يفكر "ترى ماذا كانت تعني العجوز بقولها إلى أن يبيّض قلبي، ما هو بياض القلب؟"
ثم يقرع جرس المنزل هو لايريد فتحه ولكن صوته المزعج يجبره على ذلك فتظهر أمامه فتاة شابة تقول"مرحباً، أنا أدعى سيلينا جارتك هنا" دون أن تلقي بالاً لمظهره. فيرد عليها صارخاً "حسناً، وماذا تريدين؟ "
تجيبه بهدوء" لقد انتقلتَ إلى هنا حديثاً فأردت أن ألقي عليك التحية وأعطيك هذا الطعام."
فيغلق الباب في وجهها قائلاً بصوتٍ عالٍ يشبه الزئير:"لا أريد طعاماً ولا أريد جيراناً".
فتعود إلى منزلها بهدوء.
وبعد مرور الأيام على اكتئاب قيصر وعدم مغادرته المنزل يسمع صوت صراخٍ من البيتِ المجاور وكان صراخ الألم يعلو كل دقيقة
فيقول" وما شأني أنا فالتصرخ كما تريد" ويزداد الصراخ هكذا إلى أن يرّق قلبه ويقول" ريما تحتاج المساعدة سأذهب لأرى ما بها"
يذهب بسرعة فيراها واقعةً على الأرض ماسكةً بطنها فيتصل بالاسعاف وينقلونها إلى أقرب مشفى غير آبهٍ إلى شكله أمام الناس.
فيخبرونه أنها يجب أن تنقل إلى غرفة العمليات سريعاً لكن هذه العملية تكلف الكثير من المال.
يقول غير مدركٍ لم يحصل فالتفعلها بأسرع وقت سوف أحضر المال.
يذهب إلى منزله ويجلب كلّ المال الذي أحضره معه متمنياً أن يكفي لعلاجها.
يصل إلى المستشفى مع المال فيراها واقفةً أمامه بخيرٍ وصحة فيقول "ما الذي حصل أكنت تمزحين؟"
بتتحول إلى شكل الجوز الساحرة وتقول " لقد ابيّض قلبك يا بني" لا يصدّق ما يراه يفرك عينيه وينظر بدهشة ثم يقول"أتلعبين بي ما الذي تريدينه مني و من أنت لم تفعلين بي كل هذا؟"
تجيبه"سأخبرك بكل شيء لتخرج أولاً"
قيصر:"لن أخرج حتى أعود كما كنت، وقد قلتِ أن قلبي قد ابيّض مع أنني لا أفهم ما هو بياض القلب.
ترد الساحرة"حسناً سأعيدك قيصر الصغير ومتأكدة من عدم ندمي على ذلك."
يعود لشكله ثم يسألها بعد أن أمضى ساعاتٍ بالتأمل بيديه وشكله"حقاً من أنتِ ولمَ فعلتِ هذا بي؟ يجلسان وتقول له" أنا ساحرة طيبة ولا أحب الشر آبداً وأنت كنت شراً بحد ذاتك فأردت أن أصلحك قبل أن تكبر ويكبر الشر فيك ولو لم ألقنك هذا الدرس لما كنت ستعود إلى فعل الصواب وتمييزه رغم محاولة أهلك لفعل ذلك"
قيصر:" حسناً يا ساحرة أنا لا أعرف ماذا أقول الآن ولكن ربما سأشكرك في المستقبل أما الآن فعليّ أن أعود إلى عائلتي"
ابتسمت الساحرة واختفت.
يعود قيصر بمظهره الطبيعي إلى عائلته ويقابل نه بدموع الفرق والعناق ثم ونهال عليه الأسئلة أين كنت؟ لماذا ذهبت؟....
- يخبرهم بكامل القصة فيدهشون جميعاً ثم يقول والده مع افتقادي لك تلك المدة الا أنني ممتن لتلك الساحرة فقد أصبحت شخصاً آخر ناضجاً ومدركاً لمَ تفعل.
You must be logged in to post a comment.