بَشر ولكن!

جلس خالد شارد الذهن يناظر بفضول القريب والبعيد الصغير والكبير، هلووووو خالد قالها صديقه مؤيد وهو يلوح بيده، أنت شارد الذهن منذ وصولنا الى المطعم سأطلب لنا الطعام أكاد اموت من جوعي، هز خالد رأسه موافقا دون ان يزيح نظره عن المتواجدين في المكان حتى أن الفتاة التي كانت تجلس الى الطاولة المجاورة لطاولته استغربت نظراته وامعانه فيها وحركت رأسها لاسفل كانها لا تراه .

ها هات ما عندك قال مؤيد، مالذي يشغلك ولم هذا الشرود؟ قال خالد اشعر بشيئ غريب منذ مدة طويلة ولكني لم اخبر احد حتى أمي لم اخبرها بالذي احسه، نظر اليه مؤيد مستغربا نحن صديقان منذ اكثر من خمس سنوات ما الذي تخفيه عني ايها الثعلب ؟ قلت لك انني اخفي هذا الشيئ منذ وقت طويل... طويل جدا... منذ كنت في الخامسة من عمري!

تحمس مؤيد وقال: ماذا؟ هل يمكن ان تخفي أمرا عن جميع من حولك لاكثر من خمسة وعشرون عاما ؟؟! اذا قررت ان تخبرني اليوم أليس كذلك هيا هيا ياخالد سأكون معتزا بصداقتنا ان فعلت 

حسنا ولكن ارجو ان تأخذ كلامي على محمل الجد وأن لا تقاطعني حتى النهاية، هزّ مؤيد رأسه موافقا.

خالد: منذ طفولتي وأنا احس بالوحدة بالرغم من المثالية والحب والتناغم العائلي الذي ترعرعت وكبرت فيه، وحدتي اكبر من محيط منزلي ، احس بالوحدة عن هذا العالم بأسره، احس وكأني المخلوق البشري الوحيد على هذه الأرض وباقي العالم سكان فضاء او ربما روبوتات، آه يا رأسي (ممسكا برأسه )، لم تكن امي تهتم لاخوتي كما كانت تهتم لأمري، لم اسمعها يوما تسال احدهم ان كان جائعا ام لا أو كيف هي المدرسة ، كان اخوتي يعتمدون على أنفسهم بكل شيئ ، حتى المعلمة كانت تركز على آدائي للواجبات اكثر من باقي الطلاب ، حتى في عملي أُعامل بطريقة مختلفة عن زملائي، أينما ذهبت احس بأني مختلف.

صم مؤيد شفتيه محاولا حبس ضحكته ولكنه لم يقدر وانفجر ضاحكا قلت روبوتات ها هههههههههه 

خالد بيأس : لهذا اخفيت ما احس به طوال هذه السنين ، لا أحد سيصدقني حتى أنت، على كل حال اعتبر انني لم أقل شيئا (نهض وغادر المطعم)

ظل مؤيد يناظره حتى خرج من المكان، تصلبت ملامحه، تغيرت نظرته، حرك رقبته كالآلي، وضع الهاتف على أذنه، بنبرة غريبة وصوت جديد :انه يعلم كل شيئ.

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٣ ص - Momen
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٢ ص - صانعة السعادة
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٣٧ ص - anis
أبريل ١٣, ٢٠٢٢, ٣:٥٥ ص - Mohamed
مارس ١٨, ٢٠٢٢, ٣:٣٢ م - Sarora Fayez
فبراير ١٢, ٢٠٢٢, ١٠:٥٣ م - مريم حسن
About Author