#كل_ما_كتبته_هنا_بصدق_دونَ_تموية_بقلمي_صابرين_جعفر_قصة_تحكي_قصص_مئات_الفتيات_بوسط_مجتمع_ملطخ_بالجهل.
لم أستطع كتابة تلك المذكرات وأنا على قيد الحياة، وها أنا أكتبها في الظلام الدامس، تماماً أسفل الأرض بوسط التراب المتكدس فوق بعضه البعض، في قبري الهادئ الساكن الذي سميته فيما بعد ( مذكرات القبر المشهودة).
أمسكت القلم ذات مرة في إحدى الأمسيات المجهولة، قد كان شيء ما بداخلي ينقر مثل الضفدع، كان ينقر بمهجتي في كل مره ويقول لي: اكتبي نهاية ما ...! وأنا لا أصغي إليه، كنت أكتب حلم وأحياناً أكتب عن حبِ العميق لوالدي، كانت تلك النقرة تشتد غضبًا عليّ في كل مرة، كأنها تنفي ما أكتب أو لا يعجبها، لا أعلم!!
وفي ذات ليلة أوقفتُ القلم ومزقت الأوراق فلا أنا أكتب خاطرة جميلة ولا أرضي النقرة التي لا أعرف ما تريد، وأنام.
مرت الأيام دونَ إذن كالعادة، وشرعت السفن ووصلت إلى حد هذا اليوم، يوم ( زوجي المستقبلي)، الذي اقتناه قلبي دون علم، بالفعل قد امتلئت السعادة روحي، وتوزعت الأبتسامات على ملامح وجهي.
تقدمَ إلى طلبتي من بيت عش أبي، آه يا أبي كيفَ سوف أبتعدُ عنك عندما أتزوج، لم أكن أفكر بالزواج من ذي قبل، لكن الله أراد ذلك.
بعدَ إتفاق رزين بينَ أهل (العريس) وأهل أبي على موعد الخطوبة وما شابه ذلك (كتب الكتاب)، خرجت مع أحد صديقاتي وزوجي المستقبلي، بعد فترة من الزمن إلى مطعم ما، تحتَ علم بيت أمي وأبي، وقد تبادلنا الحوار وكدت أفقد عقلي من السعادة لا أدري لما كنت سعيدة بذلك الوقت هل لأني سوف أتزوج مثل باقي صديقاتي أم لأن ذلك الشاب قد وقعت بحبه.
عدتُ إلى البيت وأنا سعيدة جداً، دخلت إلى المنزل وكنت على عجله أريد أن أخبر أمي بما حدث اليوم، وقد أستقبلي أبي ونهالت ضرباته على وجهي واللكلمات على ظهري،وكنت بين الحين والآخر اسأل: "أبي لمَ تضربني، ماذا فعلت؟" دون جدوى وظل على هذا الحال إلى أن تكسرت عظام ظهري واغمي عليّ واستيقظت وانا في سرير المشفى على أغطية بيضاء، نظيفة!!
علمت في ما بعد أن أحد الأقارب قد وشَ إلى أبي بلقائي مع زوجي المستقبلي، لكنَ الذي كان يفقد صوابي أن ابي كانَ يعلم !!!
بالطبع أبي لا يقف بجانب ابنته مع طرف عادات مجتمع عادات جاهلة عزيزة عليه !!
بعدَ مرور الوقت قد بدأت أتحسن قليلاً، مرت أيام قليلة وأنا قابعة في المشفى، وفي أحد اللحظات غفوت وقد حانَ خروجي من المشفى، فجأة في لحظة خاطفة بدأ الضرب تاره أخرى وكان هذه المره مسؤل عن ضربي زوج أختي وبمساعدة من أبي العزيز، نعم كانو يريدون أن يخلصو (العار) الذي جلبته لهم !!
بقيت عادة الضرب أيام لا بأس بها، وفي آخر أيامي بعد أن أصبح عنقي باللون الأزرق وظهري باللون الاحمر، شعرت أني مثل أضواء كباريه حديث!!
في أحد الصرخات كان الألم قد اشتد ذروته، حتى الدموع أصبحت تحرق القروح التي على وجنتاي، تابعت طريقة الصراخ بعنف وإغلاق عيناي بقسوة حتى تنذرف الدموع إلى الأرض وتسقط كي اتخلص منها، وفي بعض الأحيان كنت استخدم طريقة أخرى أبلع الدموع إلى روحي، وظلت الطريقة الثانية قائمة وتدفع بالروح وتدفق بها إلى أن صعدت إلى السماء العالية !!
ها أنا الآن بالظلام أكتب لنفسي، وأعاتبها عتاب العاشق على تلك النقرات التي كانت تدفعني إلى كتابة شيء قبل الموت، كانت تعرف كل شيء، لكني لم أعرف ذكائها بسذاجتي !!.
وصيتي المتأخرة الخاصة إلى أقرب الأشخاص إلى قلبي، أقصد أقرب الأشخاص إلى قتلي، سلامٌ عليك يا أبي، سلامٌ على روحي الطاهرة أعزيك بنفسي، كان يجب علي أن أقبل يداكَ وأنت تقتلني، سلام على روحي ......!
#صابرين_جعفر
You must be logged in to post a comment.