كُن مع الله، ولا تُبالي

كُن مع الله، ولا تُبالي

في ساعاتِ الليل الهادِئة، وفي نقاءِ قَلْبي و فِكري، وبَعدَ الاستغفارِ عمّا مَضى في يَومي، ودعوَة ربّي بِكُلِّ ما في خاطِري، وقَفتُ أتَفَكّر لِلَحظة ، وأنا أسمَعُ نبَضات قَلبي في ظلِّ ذاكَ الهُدوءِ الّذي كانَ مِن حَولي، تفكّرتُ وتنَعَمتُ وشرَدَ ذِهني إلى نِعَمِ ربّي عَلَي، وَكَم مِن مَرةِ كُنتُ أكادُ أغرَق في بَحرِ فِكري السَّلبي، المُتشائم ،الّذي لَطالَما أنساني بأنَّ اللّٰه مَعي ، وأنَّ مَن خَلَقَني لٌن ينساني، وذَهبتُ بِذِهنِي الكَبير ،المَليء بمَواقِف وأحاديث ومشاهدٍ عَلى طولِ تسعَة عشر عامًا، إلى حُجرةِ أدعيَتي الّتي ما زِلتُ أكَرّرُها مُنذُ أربَعة أعوامٍ إلى يومي هٰذا وكأنها جُزْءٌ مِن ذِكرِي المُعتاد ، بدأتُ أتأمّلها واحدة تِلو الأُخرى، دُعاء يتلو دُعاء،  إلى أنْ أيقَنت لِلَحظة بِأنّ أغلبها قَد تحَقّق، فَكيف ومتى وهَل حقًّا الحِلم أصبَح واقِعًا ، والخَيال صار حقيقيًا والرّدَّ على أدعيَتي كانَ بالإجابة؟!.. فكَم أنّك كَريمٌ مُجيبٌ، سميعٌ عَليمّ يا خالِقي.. و أمّا الّذي لَم يتحَقّق مِنها، فَكانَ هٰذا  مِن فَضلِك يا اللّٰه، فأنتَ الأعلَم بِحاضِري ومُستَقبَلي ، بِدائي ودَوائي ، وأنتَ الّذي عَلى كُلّ.ِ شَيءٍ قَدير، واللهِ ما مِن يَومٍ لجَئتُ إلَيكَ ورَدَدتَني ، وما مِن سجدَةِ سَجدُتها لَك إلَّا وَ كان ورائها استِقامَة و طُمأنينة وراحَةٍ َوسُكُون، لماذا نيأس؟! ولِماذا نَحزَن؟!.. الخالِقُ مَوْجود، والدُّنيا فانِية ،وهٰذِه حياة الاختِبار والفَناء، وغَدًا النَّعيم والخُلود إن شاء الله، لِنتَكّل على اللّٰه في كُلِّ يوم، في كلِّ ساعة، دَقيقة، أو حتّى ثانِية ، فَقَط.... أغمِض عينَيكَ بِضعَ دَقائِقَ مِن كُلِّ يوم واطلُب مِنه الرحمة وادعوه بعدَ الصلّاة على نبيهِ عليهِ أفضل الصلاة وأتّم التّسليم، ثمّ اقرأ صفحة من القُرآن الكَريم، وبعدَ ذٰلك استغفِره واطلُب التّلَذُّذ في عِبادَتِه، ثُمَّ هنيئًا لَك بالنّتائج، فَكُن مَع اللّٰه، واستَمتِع بالعَطاء

*************************

أمنِية ، حُلمٌ و هَدف،طُموح، بِأي.ِّ مُسَمّى كانَت ، لا أحَد يُنكِرُ أنَّنا لا نَملُكُ إحداها، وأنَّ الحَياة دونها بِلا معنى، كالجَسَد دونَ روح، كالسَّماء دونَ طُيور ، و كالظّلاَم دونَ شُموع....

فَلَذّةُ الشُّعور ومُتعَةُ الدُّنيا بالمُحارَبة لأجلِ حُلُمَك ، بأَن تَعقِل النِّية في كُلِّ عَمَل.. للّٰه ،ثُمَّ لِتحَقيق ذاكَ الهَدَف ،، ثُمَّ ما أجمَل الانتِظار! بَعدَ طولِ الصِّعاب ، وما أروع صوت العَصافير بَعدَ هُدوء وظُلمَة الّليل ، كَم هُو بَهِيٌّ،باهِرٌ ، ساحِرٌ ، زاهِرٌ ذٰلِك الشُّعور الّذي يُراوِدُك في لَحظَة تَحقيق أمنِيتِك، وكأنّك امتلكتَ الدُّنيا وما فيها، وكأنَّك امتَلكتَ البَحرَ بِأسرارِه ، وسعادَة العالَمِ كلّها سَكنَت وتَرَّبعت في قَلبِك، عِندَها فَقَط تُغمِضُ عَينَيكَ لا إرادِيًا وتَسقُط دُموع الفرَح تَعبيرًا عن المَشاعِر الّتي تبَعثَرت في كُلِّ جسَدِك، فَما أبهاها مِن لَحَظات ، وما أروعها ، فَكُن شَغوفًا ،مُتَمسِكًا ، بِحُلُمِكَ على طولِ الطَّريق، فما زال هٰذا العالَمِ بِكُلِّ همومِه وأحزانِه مِن صُنعِ الله المُجيب فَلا تَحزَن ولا تَخيب، ولَملِم أحلامك وطُموحاتِك واحتَضِنها، سَتَطير يومًا فَرحًا بِتَحقيقها. 

 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments
Leen - مارس ١٨, ٢٠٢١, ٤:٥٨ م - Add Reply

ما شاء الله

You must be logged in to post a comment.

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٨ ص - jimina
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٥ ص - شهد بركات
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١:١٤ م - Amani
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١:٠٨ م - soha
أبريل ١٢, ٢٠٢٢, ٢:٠٠ ص - Zm23138244
أبريل ١٢, ٢٠٢٢, ١:٥٩ ص - Kawthar hasan
About Author