لا تفعل كما فعل نعمان
في صباح يوم جميل وزقزقة العصافير، وأشعة الشمس الدافئة ولمعان النهر، والأسماك الملونة تقفز في الماء بسعادة، والطيور تحلق وتتسابق بفرح وسرور، نظر الأرنب نعمان للأسماك وتحسّر على حاله، وقال الأسماك تلعب وتغطس بسعادة في الماء، ورفع رأسه وقال: والطيور تطير وتحلق في كل مكان ما أجمل حياتهم.
قرر الأرنب نعمان أن يغطس في الماء ويلعب كما تفعل الأسماك، قبل أن يقفز قالت الاسماك: يا نعمان أنت لا تعرف السباحة ولا تستطيع العيش في الماء، قال نعمان: بلى أستطيع فعل ما تفعلون! قالت له أحد الأسماك: يا نعمان نحن خلقنا الله لنعيش في الماء وأنت كي تعيش بين الأعشاب والوديان، تستطيع أن تلعب بالمياه الضحلة قرب الشاطيء، رفض نعمان وقفز إلى الماء، كان يشعر بالفرح والسعادة وعندما اقترب من العمق غرق ودخلت المياه إلى أنفه، وبدأ يصرخ انقذوني ساعدوني إني أغرق أرجوكم ساعدوني.
سمعت الأسماك صراخ نعمان واجتمعت مجموعة كبيرة من الأسماك حتى ترفع نعمان وتسحبه نحو الشاطيء، ولكن لا تستطيع أن تخرج الماء من صدره، ثم بدأت الأسماك تنادي على صديقه القط زيدون، يا زيدوووون أين أنت؟ بصوت مرتفع حتى سمع القط صوتهم، وجاء يركض وأنقذ صديقه نعمان وأخرج الماء من أنفه واخذه إلى بيته، شَكر الأرنب نعمان القط زيدون على مساعدته.
في صباح اليوم التالي جاء القط زيدون ليطمئن على صديقه وسأله عن حاله: قال أنا بخير، قال القط: إياك أن تلعب في الماء نحن خلقنا الله حتى نعيش على اليابسة، قال نعمان: مستحيل كدت أموت لن أذهب للنهر مرة أخرى، الآن سأذهب لأتعلم الطيران كالطيور، قال له القط: يا نعمان لا تستطيع الطيران توقف، رفض نعمان وذهب مسرعًا وقال لدي فكرة رائعة، وذهب يسأل الحمامة هل أستطيع التحليق معك؟ قال لكن أنت لا تملك الأجنحة؟ ذهب نعمان وأحضر من صديقه الديك بعض الريش، وصنع منه جناحان جميلان وذهب للحمامة وقال : الآن أستطيع التحليق واللعب معك.
قالت له الحمامة توقف إن الطيران يا نعمان ليس مجرد جناحان فقط، توقف أرجوك توقف، لم يسمع الأرنب كلامها وقرر أن يقفز مع الحمامة قفزت الحمامة وحلقت وقفز معها نعمان وسقط كالصخرة عالأرض فورًا وتكسرت عظامه، وبدأ يصرخ اااه يا عظامي أنقذوووني، أنقذوني، أرجوكم، جاء زيدون مرة أخرى لينقذه، حمله وعاد به إلى بيته، وقال له: يا صديقي لم لا تسمع الكلام؟ لم لا تسمع نصيحتي؟ نحن نعيش على اليابسة ولكل منا ميزة خاصة به.
وبهذا يا أصدقاء نفهم من هذه القصة إلا ننظر إلى ما ليس لنا، وليس ضمن قدراتنا، لا نتطلع لقدرات الناس، لا ننظر إلى ما في أيدي الناس، ونقنع ونكتفي بما لدينا، ونشكر الله على نعمه وما كتبه لنا، حتى لا نقع في المشاكل، لن ترى السعادة في ما بين أيديهم، السعادة تأتي حيث أنت، لذلك لا تكن مثل نعمان.
You must be logged in to post a comment.