لماذا وكيف ولما والأهم من ذلك كله إلى متى
لا زلت أعد قهوته التي تميل إلى الحلاوة كل صباح
لا زلت أودعه بقبلة على وجهه الحليق قبل ذهابه إلى العمل
لا زلت أنتظر الساعة حتى تدق الخامسة عصرا ليعود محملا بأكياس المنغا والدراق والأناناس
لا زلت أعد له ما تشتهيه نفسه برشة من الحب والإخلاص والمودة
لا زلت أمازحه وأداعبه وأضحك على نكاته التي لا تمت للفكاهة بصلة
لا زلت أداعب شعره قبل أن ينام بأنامل تشققت في سبيل خدمته وإسعاده
ما الذي حصل؟
أين أنت؟
متى ستوعد؟
لماذ تتصرف هكذا؟
دخل وقت الظهيرة ولا زالت قهوته الحلوة على الطاولة
أحمر شفاهي ما زال على فمي فقد ذهب من دون قبلة الوداع
الساعة الآن الثانية عشر منتصف الليل ولا أزال محدقة بباب المنزل ريثما يعود
صحن الفواكه لا يوجد فيه إلا حبة منغا مغبرة، آاااه كم أكره المنغا
أكلاته المفضلة قد تكومت في الثلاجة فبالعادة ما يكون نصيب الأسد له
اختفت جميع ضحكاتي فمن امازحه واداعبه واضحك على دعاباته الصبيانية لم يعد هنا
يدي الآن مرتخية على وسادته الفارغة وقد انتابها الشوق والحنين والحيرة
أأنا السبب؟
أأنا المذنبة؟
أأنا المخطئة؟
قهوتي سادة وأحب السهر والنوم إلى وقت الظهيرة وأعشق التفاح وأكل المطاعم
أحب العزلة ولا أستمتع بإلقاء الدعابات
وارغب ولو لمرة واحدة أن يربت أحدهم على شعري إلى أن استغرق بالنوم
فأخبرني أنت
أخبرني أنت من المذنب!
العبرة المستفادة مما سبق هو أن المرآة غالبا ما تكون المضحية في الأسرة وغالبا ما تكون هي التي عليها حمل لم الشمل والإعتناء بهم والتضحية من أجل البقية المتبقية.
فلنتوقف قليلا ولنعطي كل ذي حقٍ حقه.
مدهشة.
You must be logged in to post a comment.