صوت جميل ...
صوت عصافير....
آه،إنه الصباح بالفعل ...خيوط الشمس الذهبية الدافئة تتسلل من بين ستائر نافذتي ، إنه يوم جديد علي النهوض ...أغسل وجهي ، أغيِّر ملابسي ، أسرح شعري، و يبدأ اليوم ككل يوم ... روتين ممل ...
نزلت إلى البهو ،لا أحد في المكتب بعد ، يبدوا أن لدي متسعا من الوقت لتناول الفطور .
ثم ها هو ذا ... الصوت الذي أكرهه ...صوت خطوات قاسية ... صوت الخوف ... إنه صوت سيدي ...
-" مهمة اليوم ".
هذا كل ما قاله و هو يضع ذلك الظرف على المكتب مشعلا سيجارته ... أعرف ماذا يوجد فيه ، و أعرف تماما عملي فأنا محترفة في النهاية ...
أنهيت فطوري في عجل ، أخذت سيارتي البنز السوداء معتمة الزجاج و قصدت عنوان الظرف ، إنه فندق .
الطابق الأخير هو غايتي ، الدخول ممنوع، الطابق محجوز لأجل حفلة السيد "xxxx" ، هذا الإسم أعرفه ، هذا زبوني لليلة ، زبوني الذي سأقدم له الليلة خدمة لن ينساها ... طبعا لدي كل الأدوات اللازمة لأنجز عملي ،و تزوير الدعوات ليس بتلك الصعوبة .
الجو في الداخل هادئ حتى الآن ، الحفلة الليلة ، الساعة التاسعة .
سيدي متعجِّل ، مازال الوقت مبكرا ...
علي انهاء عملي قبل التاسعة و النصف ، أي تأخر ستكون عواقبه أليمة ، كل شيء إلا غضب سيدي .
موسيقى صاخبة ، ازدحام و أجساد راقصة في كل مكان ، أضواء ملونة و جَوُّ الحفلات المعتاد ...
رأيته ، زبوني ، مظيف الحفلة يعتلي منبرا وسط الجموع ، يبدوا أنه يلقي خطابا من نوع ما ... هذا لا يعنيني على كل حال ...
ثبَّتُ الصامت جيدا ، صوبت بثبات و بخفة و دون تردد أرديته قتيلا . أنهيت عملي .
لنغادر هذا المكان قبل أن تعم الفوضى ... و وسط الذهول و الصراخ، اختفيت من المكان ، انتهت مهمة اليوم ، بسرعة لأخبر سيدي قبل أن تدق التاسعة والنصف..
هل استغربت من مجريات الأحداث ؟ بالنسبة لي هذه هي حياتي .
حياتي متوقفة على عدد قتلاي و بقدر ما أريد أن أحيى علي أن أقتل ...هذا هو الواقع الذي وجدت نفسي فيه ، لا أدري من أين أتيت ، أو من والداي ، و لا أعرف مفهوما للأسرة أو الصداقة أو الحب أو المشاعر ، اصْطُنِعْتُ لأكون آلة تتخلص من غير المرغوب فيهم عند أسيادي و انتهى .
عدت إلى قصر سيدي المبني في أعماق الغابة حوالي الساعة الحادية عشر ليلا ، دخلت و اتجهت نحو غرفته و مَثُلْتُ بين يديه ، حنيت رأسي طوعا وقلت:
-"تمت المهمة سيدي "
-" جيد "
أعرف أن هذا كل شيء ، فلأذهب لأحصل لنفسي على بعض الطعام و الكحول .
-" الرقم 03 لديك مهمة أخرى على الرابعة صباحا استعدي".
-" أمرك سيدي".
هكذا مر اليوم الذي سبق لقاءنا ، هكذا كانت يومياتي قبل أن أعرفك ، ثم جئت أنت و قلبت الموازين...08
You must be logged in to post a comment.