دخلت هالة المنزل المجهور مع سام وأخبرته أنها قرأت الأجزاء الثلاثة، ورأت المنزل مليء بدماء غريبة على الجدران على أشكال دوائر ونجوم، وعلى الجدار مشعل به نار، وفي المنتصف داخل المنزل نافورة من الدماء والسقف مليء بخيوط العناكب، وهناك رائحة مقززة تفوح من داخل المنزل، على عكس مظهره من الخارج، فقد كان يبدو من الخارج منزل كبير تراثي، نظيف ومبهج، وكانت تشعر بالخوف الشديد.
- فقال لها سام: لولا قرأتك للأجزاء كاملة، لكنت تحررت الآن مما أنا فيه ولما كنت تورطين في ذلك.
- فقالت هالة: اخبرني بكل شيء، لأني أريد أن أعود إلى طبيعتي.
ضحك سام ضحكة عالية، فاهتز المنزل بأكمله وكأنه سيسقط على رأسها.
- فقال: إذا أردتِ العودة إلى طبيعتك، عليك تنفيذ ما سأطلبه.
وظل يحفر حتى أخرج الجزء المدفون وقال لها: عليك قراءة تلك الأوراق ثم تضعيها على الوشم، وعندها سينتهى كل شيء.
شعرت هالة بكذبه ولكن لم يكن بيدها حيلة سوى أن تفعل ما يقول، ولكن حاولت المراوغة أولا لتفهم أكثر وثانيا تنتظر وصول إيمان وقالت:
- إذن إذا قرأت تلك الأوراق ووضعتها على الوشم سأعود كما كنت، ولكن ماذا سيحدث لك؟
- هذا ليس من شأنك، افعلِ هذا وإلا سأقتلك.
- أنت لا تقدر أن تقتلني وإلا لكنت فعلت ذلك، يبدو أنك بحاجة إلي، ولكني لن أفعل قبل أن أفهم.
- حسنا، اذا فعلتي ذلك ستعودين كما كنتِ، وسأتحرر أنا وأعود كما كنت، لأن عليّا لعنة وأُلقيت علي اللعنة في هذا المنزل منذ زمن، وأحاول فكّها ولولا فضولك لما كنتِ تورطي بهذا ولكنت الآن حرا.
- وما الذى يضمن لي أني سأعود إلى السابق، فربما أموت أو ربما تقتلني وقتها لأنك لن تكن بحاجتي عندئذ.
- لن تستفيدي شيء بهذا الحديث، لأني نعم حاليا لا أستطيع قتلك ولكني أستطيع قتل زملائك أمامك واحدة تلو الأخرى، والآن قرري.
- سأفعل ما تريد وبما أنك قد تقتلني في النهاية، فإني أريد توديع أصدقائي، اسمح لي بزيارة المكتب مرة أخيرة.
- أنتِ حقا حمقاء، لن تستطيعي الخروج من المنزل، فهنا تمت اللعنة عليّ والوشم المرسوم عليك بسبب قراءتك تلك الكلمات يحبسك هنا، وأنتِ الآن سجينة أما أنا فلا، لأني لست بشريا مثلك.
ولكن سأذهب وأجبر الفتيات بالقدوم إلى هنا، وهذا جيد لي، لأنك إن لم تفعلي ذلك، سأقتلهن أمامك.
ورحل سام ومعه الجزء المدفون متجها نحو المكتب، ودخلت إيمان المنزل وقالت لهالة:
- من الجيد أنك جعلته يرحل، لقد سمعت أغلب ما دار بينكم.
- قالت هالة: كيف عرفتي أني أقف في ذلك الركن؟
- قالت إيمان: لأني أراكي الآن.
- ماذا؟ وتسمعيني أيضا! كيف هذا؟ لقد اختفيت ولم أرى نفسى بالمرآه بعد أن ظهر الوشم علي، كما أني مهما حاولت الاتصال بك لم تسمعيني كما شرحت لكى بالرسالة.
- ربما بسبب ذلك المنزل المهجور، يبدو أنك ستظهرين داخل ذلك المنزل التي أصبحتِ سجينته، ولكن دعكِ الآن من هذا، لقد سألت أحد الخبراء بذلك الأمر عن طريق الرسائل الإلكترونية، وأخبرني أن عليك قراءة تلك الكلمات وإحراقها وإياكِ تضعيها على الوشم وإلا ستحترقين حينها وسيتحرر هو، وأن الجزء الباقي وهو الذى دفنه إذا احترق سيحترق سام؛ أمسكِ ذلك المشعل واخفيه.
واختبأت إيمان مرة أخرى، وعاد سام إلى المنزل المهجور ومعه جميع الفتيات بعد أن قام بتهديدهن فذهبن الجميع معه لظنهن أنه مجنون.
- وعندها قالت مديحة لهالة: هل حبسك هنا ذلك المجنون؟ وما تلك الرسومات التي عليكِ؟
- فقال سام: ليس هناك وقت لذلك الحديث؟ والآن يا هالة إذا لم تفعلي ما طلبته سأقتل زميلاتك أمام عينيكِ.
- فقالت هالة: حسنا، سأفعل ما تريد
وأمسكت هالة الأوراق وقرأت المكتوب ثم أخرجت المشعل واحرقت تلك الأوراق واحترق سام وتحول في لحظة إلى تراب، واختفى الوشم من هالة وتعجب الجميع مما رأوا ولكن وقعت هالة فاقدة للوعي، ثم بدأ ذاك التراب يتطاير حول المنزل في جميع الاتجاهات وبدأ المنزل في الاهتزاز وكأنه سيسقط عليهن وامتلأ المكان بالدخان
حملت مديحة وإيمان صديقتهن هالة وخرج الجميع مسرعين من ذلك المنزل قبل سقوطه، وعندما خرجن ونظروا إلى المنزل وجدوه ثابتا في خارجه.
ثم تم نقل هالة إلى المشفى وظلت إيمان تحكي للفتيات ما حدث ولولا أنهم رأوا تحول سام إلى تراب واختفاء الوشم فجأة لظنوا أن إيمان أصابها الجنون، ولكنهن اتفقوا على أن يبقوا هذا الأمر سرا، لأنه لن يصدقهن أحد وقد يظنهن الجميع مختلات عقليا.
وجاءت الممرضة وأخبرت الفتيات أن هالة استعادت وعيها، وفرح الجميع وتوجهوا إلى غرفة هالة وشكرت هالة إيمان على ما فعلته من أجلها، ولكن اخبرني بالقصة.
- فقالت إيمان: إنها بالماضي سمعت قصة مشابهه وهذا من حسن حظك يا هالة، وأخبرها ذلك الخبير أنه سيكون هناك جزء لن يتخلص منه وهذا الجزء إذا احترق سيحترق ذلك الذي يُدعى سام وعليكِ أولا قرأته، لذلك ربما قام بدفنه وأخرجه إليكِ لكي تقرئيه وتضعيه عليكِ، وكنتِ ستحترقين حينها، ثم كان سيأخذ تلك الأوراق ويعيد دفنها وسيتحرر حينها، ولكن الآن قد تخلصتِ من تلك اللعنة التي اشتركتِ فيها دون قصدا منك.
- فقالت هالة: وهل كل شيء انتهى الآن والخطر انتهى؟
- ردت إيمان بابتسامة: لا تقلقي، لقد انتهى الامر، فقد احترق وتحول إلى تراب ولكن بقي شيئا واحدا، فقد أخبرني الخبير أنه يجب عليكِ العودة إلى ذلك المنزل المهجور ووضع ذلك التراب داخل زجاجة ودفنها في أرض ذلك المنزل، لأنه إذا دخل بشري ذلك المنزل سيتجسد ذلك التراب على هيئة ذلك الشخص وقد يعود مرة أخرى.
- فقالت هالة: إذن سأذهب الآن.
ولكنها عندما حاولت النهوض لم تستطع الوقوف.
- فقالت إيمان: اطمئني لن يقترب أي بشري من المنزل المهجور، وسيبقى التراب على الأرض فلترتاحي الآن وسنذهب جميعا معك غدا، ربما ما أنتِ فيه من صدمة تلك الاحداث.
- فقالت هالة: حسنا، وهذا درسا قاسي تعلمت منه الكثير.
- ثم سألت هالة الفتيات: من أرسل باقة الزهور تلك؟
فلم تعرف أين منهن المرسل ثم ذهبت مديحة لتقرأ المكتوب على البطاقة وقرأت بصوت عالٍ المكتوب وكان المكتوب "تمنياتي لكِ بالشفاء العاجل، سام"......
You must be logged in to post a comment.