لقاء مع طيف كاتب

 

Screenshot_%25D9%25A2%25D9%25A0%25D9%25A2%25D9%25A0-%25D9%25A0%25D9%25A9-%25D9%25A0%25D9%25A3-%25D9%25A0%25D9%25A7-%25D9%25A5%25D9%25A1-%25D9%25A3%25D9%25A4-1.png

كنت أتجول حول منزلنا أتأمل البيوت

 

وأقول في نفسي

 كل بيت من تلك البيوت هو كتاب يحمل العديد من القصص 

ويروي الكثير من تفاصيل المشاعر والمواقف والخبرات ،

وكأني  في رحاب مكتبة ضخمة 

تصطف تلك المنازل كالكتب  فيها ، 

وأنا في لحظة تأملي

 وإذا بي ألمح طيفا أبيض رغم شدت العتمة،

 وأسمع صوتا ينادي بإسمي وريد ....وريد....وريد 

إتجهت مسرعة لتلبية النداء فربما ذلك الطيف يحتاج للعون

أو للمساعدة ،كان طيفا ولم يكن شخصا

 أصابني الهلع وأرتعدت أوصالي، ولكنه عرفني بنفسه

 فهو روح لأحد كتابي المفضلين الذي أدمنت على قراءة كتاباته

 والسفر مع مشاعرة وتحليل أفكاره وأنفعالاته

 والإنصات لصوته وهو يلقي المقالات والمحاضرات 

،تلاشى مني في حينها الهلع ليتحول إلى فرحة باللقاء 

فرحبت به وأعتذرت منه لأني كنت خايفة منه في البداية 

،وبدأ الحوار فيما بيننا 

طيف الكاتب:لقد وقع إختياري عليك ياوريد من بين 

جموع قرائي ومحبين حرفي لأنك لم تكوني قارئة حروف

 وكلمات بل كنت قارئة مشاعر ومنصته لموسيقي الأحاسيس

 لقد إقتربت روحك من روحي حتى بلغت معرفتك

 رغم إختلاف العالمين الذي يسكنه كلانا 

وريد:هذة شهادة أفخر بها ووسام على جبين روحي

 بأن أبلغ ذلك المقام الذي مثلتني به 

،فأنت يا كاتبي قريب من الروح دون حاجة للتعمق .

طيف الكاتب :اليوم ياوريد أريد أن ادخلك عالمي الحقيقي

 الذي كنت احيا فية، المكان الذي كنت أكتب وأعيش فيه

 وأعرفك على أصدقاء العمر والروح والذي ألمني كثيرا فراقهم 

وتركتهم لليتم والضياع والهجر ،

اليوم سأجعلك تدركين أن قربك من روحي لم يكن فقط شعورا عاديا منك ،بل كان شعورا يخترق كل حواجز الزمان والمكان ،

فتعالي معي،لقد سمعتك كثيرا تتمنين أن تتعرفي على كل ما يتعلق بروحي من امور مختبئة خلف أروقة الزمان،ويحجب عن

 مشاهدة العين من ذكريات طفولتي ، من أيام مراهقي ،

 من مغامرات شبابي ، من الأشخاص الذين أحملهم ويحملوني في قلوبهم وكان لهم الأثر الكبير  فيما كنت علية ،من ألام رافقني ودموع ذرفتها وجروح لم تجد لها مداوي 

،كنت أنصت لحلمك بأن تكون لك قوة خارقة  

وتدخلين زماني ومكاني متخفية وتنصتين لأحاديثي السرية بيني وبين ذاتي وكم كنت تتوقين لأن تكوني صديقة لتلك الذات ،

 اليوم سأحقق لك حلمك فتعالي لأدخلك أرض عالمي كما تتمنين .

 

وريد :حقا أن كل ما ذكرت أمنيتي وحلمي ولم أستوعب بعد أنك كنت تنصت وتسمع كل أحاديث روحي إليك ،كنت أظن أني فقط من يزعجك بذلك التواصل وبأنك أبدا لم تكترث له ،واليوم انا أحلق فرحا لأني أخيرا سألج لعالمك الحقيقي سأرى روحك من خلف الستار فهيا نذهب إلى حيثما تشاء 

 

وماهي إلا لحظات قليلة وإذا بي أنا وطيف كاتبي أمام منزل كبير مطلي بالبياض بشرفات مطلة على  حطام حديقة  لم يتبقى منها سوى شجرة سدر معمرة شاحبة اللون  تحيطها أوراقها المتساقطة من كل جانب ، وتمثال نافورة تصدع من تجدب ماءه  وتشقق من لهيب الشمس ،

وكانت هناك مظلة ممزقة  أسفل منها أرجوحة للكبار

 ألتوى أحدى كاحليها وكأنها تعلن النهاية 

طيف الكاتب :هذا هو بيتي ياوريد ،هاهو المكان الذي كنت أهرب فية من  ضجيج العالم ، من نفاقهم ورياءهم ومجاملاتهم الإجتماعية ،مازلت أسكنه روحا ولم أغادرة سوى بجسدي 

، مازالت روحي تحرس كل ما فية وتودع الراحلين من أشيائي على مضض مني فهذة حكمة الحياة 

وبينما نحن نسير ، وإذا بالسدرة تسعل منهكه ، 

وتقول اهلًا بعودتك لقد تأخرت 

فرد عليها طيف الكاتب أهلا بك يا سدرتي  العزيزه

 أود أن أعرفك على روح جميلة 

هي من أخرجتني بعيدا عنكم للحظات، لأنها كانت ترسل لي كل يوم طلب بالتعرف علي وعليكم في كل ليلة تطلب صداقتي ألف مره فكان لابد أن ألبي طلبها 

فأبتسمت السدرة وقالت  هل مازال هنا مثل تلك الأرواح !!!!

فأجاب طيف الكاتب :نعم هو نادر ولكن موجود ربما هي أخر امتداد لتلك الأرواح 

لأعرفك عليها وريد 

وريد :تشرفت بلقائك أيتها السدرة الجميلة والنبيلة الحسناء في صفاتك والراقية في جمال أسلوبك 

السدرة وهي تحملق بتعجب !تجيب الشرف لي عزيزتي وريد 

وريد :هل من الممكن أن أسألك عن ذكرياتك مع صديقك الكاتب 

 وكيف كانت أيامه معك قبل ان يرحل جسدا !!!

السدرة وهي تستفيق من غيبوبتها ،وتستعيد نشاطها وتجيب بكل ثقة نعم وبكل سرور فتلك الذكريات تعيد عنفواني وتشعرني بصباي 

وهاهي السدره تتورد خدود أغصانها بالإخضرار وتبدأ بتدوير شريط الذكريات منذ أول لقاء لها مع صديقها الكاتب وهاهو المكان يعود لسيرته الأولى من إخضرار وازهار متفتحه وتغريد عصافير و  هاهي المرجوحه تعود لشبابها وتقف بعنفوان على ساقيها  وكأن لمسة سحرية أعادة للمكان رونق الحياة ،كما تفعل بعادتها ذكريات الطفولة بروح شيخ مسن ،

السدرة :كنت شجيرة صغيرة حينها وكنت أرى والدته وهي تحملة في أحشاءها جنينا وكانت والدته شديدة الولع بالنباتات والإزهار  ، بالحديقة هي مكان لتأملاتها ووقت قراءتها  وكانت تتحدث مع كل شي وكأن له روح  واعية وناطقة وكانت تعتني بي وبكل النباتات بشغف وإهتمام كبير وتحب تربية العصافير والكناري وتعشق صوت البلابل على آغصان الشجر وكل ذلك أظن أنه أنتقل لطفلها وراثيا فلقد كان صديقي شبيها لصفات والدته وطريقة تعاملها مع الحياة ،

ولد بعد أشهر قليله وكنت أراه كل يوم يكبر ويكبر 

وهاهو يبدأ بالنطق بأول كلمه ماما كانت والدته مسرورة بذلك اليوم 

وقد أرخته كذكري في مذكراتها وكانت حريصة على تصوير كل لحظات نموه وكنت بالصدفة أبدو بأغلب صورة، وهانحن نكبر سويا ويبدأ بالوقوف والمشي ومن ثم الإلتحاق بالمدرسة 

ذلك اليوم كان صعبا على كليهما فلم يعتد هو على فراقها رغم أنه كان في أحيان كثيرة يجلس تحت جذعي ويتأمل لساعات السماء وهو مستلقي على العشب ، وكان لا يجيد التعبير عن مشاعره إلا بلغة واحدة وهي لغة العين وكانت والدته متمرسة في فهم تلك اللغة كعادة الأمهات فهن يشعر بمكان الألم في أجساد أبناًئهن أكثر من الأبناء أنفسهم ، 

كانت طباعه مختلفة عن بقية الأطفال،

 ربما لانه كان الوحيد المدلل الذي يحيطه الحب من كل جانب

 والذي ينتظر والدية منه  أشارة واحدة ليسرقو منه إبتسامة جميلةو لكي يقدمو له كل ما يطلب وأكثر ولكن كان لصديقي عقلا مختلفا فهو لا يرى في الحياة  ما يثير شغفه 

بل كان حريص على كل مقتنياته من أشياء ومشاعر وحتى أفكار رغم أن صفة البخل لا تنتمي إليه ولكن هو لا يعطي لمن أراد الأخذ عنوة منه هو يعطي متي شاء وحيثما أراد ، منذ بداية طفولته كان قلبه ينبض بالحب ويتعرف على ماهيته ويخلص له بطريقة طفوليه،

 واظن أنه مازال محتفظا بذكرى أول نبضة قلب طفولية له ، فقلب صديقي ذاكرته قوية جدا وهو السر في معاناته الوجدانية التي صادقها طوال مسيرة حياته حتى هذة اللحظة ، كان يجلس في كل يوم منذ ان عقدنا صداقتنا يتساؤل  ويسأل ويقص علي مواقفه اليومية التي تحدث اثرا به ويعبر عن مشاعره للنجوم وضوء القمر ، ويكتب ويكتب ويكتب وأظن أن مكتبته زاخرة وغرفة نومه بذكريات تفوق التي دارت بيني وبينه                       

 

 

وريد: أشكركِ أيتها السدرة النبيلة على ما أثريتني به من ذكريات جميلة وأظن أن ما بين كل ذكرى وذكرى تفاصيل لا تروى ولكنها فقط تحس مع كل شهيق  وزفير ونبضة قلب وأنتي تعيدين  صدى صوتها على مسامع روحك 

وهنا قال طيف الكاتب متوجها بالحديث لي، 

هيا بنا لنكمل رحلة الذكريات وندخل ذلك البيت الذي يملك الكثير والكثير منها

وريد :أستأذنكِ أيتها السدرة ولنا لقاء أخر 

السدرة :تفضلي يا عزيزتي وانا في إنتظارك 

 

وها أنا وطيف الكاتب أمام الباب الرئيسي للمنزل ننظر لبعضنا وكأننا نخشى سويا لقاء ذكرى لا تقوى الروح على حملها !!

فقلت له أرى في عينيك الكثير من الألم والحنين والخوف من الإقتراب هل فعلا ما تشعر بِه روحي فلقد أنتابتني نفس الأحاسيس .

 

إبتسم طيف الكاتب وأغمض عيناه إشارة منه للتأكيد على حدسي ، 

فقلت له أولست تعيش معها وبها فكيف تخافها !!!

فأجاب :هو ليس خوف ولكن روحي لا تحتمل إعادة فتح أبواب أغلقتها منذ سنين بكل  ما بداخلها من أرواح ومشاعر  .

وريد :إذا لا داعي للدخول وفتح تلك الأبواب وأكتفي بحديث السدرة 

وهاأنا أهم بالإلتفات للعودة من حيث أتيت ،وإذا بيده تمنعني من الإبتعاد ويطلب مني تجاوزه ومشاعره والدخول إلى هناك .

وريد :حسنا سأفعلها وذلك لأني سأشاركك ذات الألام وستحمل روحي كما ستحمل روحك لذلك سأوافقك وأدخل إلى هناك .

وها انا أضع كفي على الباب مرتجفة وكأن  الباب قطعة ثلج يحرق من برودته ، ودفعته بقوة وأسمع أزيز وفرقعة تروسه 

وأنينه الذي يشعرني وكأنني أضغط بقوة على بناء متهالك ،وها هو الباب يبدأ بالحبو على الأرض فقد أنهكه الجمود وبدأ يظهر لي من خلال الفتحة التي كانت تتسع وتتسع لأرى ما يقطن داخله بشكل واضح 

وفي تلك اللحظة تتعالى الأصوات من كل صوب

 متوجهة بالحديث لطيف الكاتب

وإذا بالجدران وكل ما يسكن من أثاث وموكيت وأرائك ولوحات معلقة وطاولات الخ من محتويات الصالون 

كيف تسمح لنفسك أيها الكاتب أن تدخل علينا روحا غريبة ونحن بثيابنا الرثة والبالية وبمعنوياتنا المتهالكة أنت أقتحمت خصوصيتنا ولم تستأذن منا لتفعل ذلك وهذا جرح للمشاعر لا يغتفر !!!!

وإذا بالجميع يعبس ويثور في ذات الوقت وهانحن نتقدم للمكتب والذي كان بابه مفتوحا على مصراعيه وكأنه يحتضن غبار الزمن 

واذا بالمكتبة تتثائب فتصاعد الغبار منها في كل مكان وتتطايرة بيوت العناكب التي نسجت عليها  وتضطرب غيظا تلك العناكب لتختبأ من جديد في أحدى الزوايا ،

وفي تلك اللحظة دخل الغبار لرئتي وأخذت أسعل بقوة وإذا بجميع الكتب المرصوصة على أرفف المكتبة تستفيق ويفتحون أعينهم بصعوبة وكأنها مثقلة بأطنان السنين

المكتب :أهلا بك سيدي لم أرك منذ مدة طويله لقد إشتقت كثيرا للجلوس معك 

كرسي المكتبه وهو مشرع ذراعيه أهلا بك وأخيرا جئت لأحتضنك من جديد 

وهاهيالجيثاره تحاول الوثب ولكن قدماها تيبَّست لأنها لم تعد تُمارس الرياضه منذ أن توقف  نبض أوتارها 

وهاهو الكمان يخرج من خلف الجيثاره فلقد أحتمي فيها بعد أن شق علية البقاء في زاويته الخاصه وحيدا 

وفي تلك الأثناء رد عليهم طيف الكاتب أهلا بكم جميعا وأعتذر عن إدخال ضيف دون أن أعلمكم 

ولكني كنت أريد أن نقوم برحلة جميعنا مع الذكريات ونحقق أمنية لروح تستحق أن تبقى بالروح 

ولقد أخترتها لأنها ستحتفظ بذكرياتنا معها فهي ستكون في مكان أمين 

وماهي  إلا لحظات ويعود كل المكان وبكل محتوياته لسيرته الأولى مع اول أحساس لهم بالعودة لزمن الذكريات

فالذكريات تدفق للدماء بالأوردة ،نفوق المشاعر بعد موتها ، هو عودة ليست لزمن بل لعمر بل لقلب بل لحياة تنضح بالمعنى الواضح والحقيقي ،الذكريات جهاز إنعاش يعيد روح اللحظات .

كان المكان جميلا ساحرا فأوراق الجدران أتخذت من طيف الغروب لونها ومرصعت بأزهار ناعمة  واللوحات بإطاراتها الذهبية وبمعانيها التي تحتاج كل واحة منها الوقوف عمرا لتحليل محتواها وفهم معناها ، رغم بساطة المكان ولكن فخامة الذوق هو من عكس روعة لا متناهية فالمسات الناعمه والتفاصيل الدقيقة هي من أثرت جماله ,المكتب كان من خشب السنديان بلونه البني القاتم و الكرسي  والمكتبة  كذلك وكان الكرسي منجدا بالجلد ذا اللون الاسود وكذلك كانت مقابض الأدراج  ،

وريد من أين أبدأ ياترى ؟؟!!!!

طيف الكاتب :أنا سأبدأ في كل درج من تلك الأدراج تفاصيل لمرحلة عمرية بجميع ذكرياتها بهدايا عيد ميلادها، بقصص حبها، وطيشها وحماقاتها ، وبشرائط أغانيها وأسطواناتها، هنا المرحلة الابتدائية وهنا المتوسطة، وفي اليمين الدرج الأعلى للثانوية والأسفل للجامعة وأخر الأدراج لسنوات الإغتراب التي أكملت فيها دراستي بالخارج ،وفي كل رفق من رفوق المكتبة 

كذلك تسلسل لما قرأت مع كل مرحلة إضافة لتلك الكتب الأساسية في التعليم 

أما الذكريات الأكثر قربا فهي التي أحتفظ بها في غرفة نومي أتشارك معها أنفاسي واحيي على أنفاسها ، لم أتنازل عن شئ من أيامي كلها دفنتها في كتاباتي قبل أن أدفن أنا في قبو العمر 

وريد :مابين نشوة وحسرة وفي عيني لمعة دمعة رافقتها إبتسامة فلقد شعرت بكل ما كان يحس به من أوجاع وحنين يمزقه وهو صامت كتمثال يرسم إبتسامة التجلد على معالم بينما عالمة الداخلي جاثم على ركبتيه من ألم ما يحمل .

وها أنا أوجه كلامي له وأرجوه أن نخرج ولكنه يتنهد ويحرق وجه الذكريات معه 

طيف الكاتب:نحن الأن في وسط البحر فلابد من المواصله لبلوغ الضفة الاخرى .

وريد :إذا سأبدأ بتلك الطفولة ،فلدي الكثير من الأسئلة التي طرأت علي من خلال حديثي مع السدره 

لماذا كنت لا تعير أو تعطي ألوانك أو كراستك لزملائك وأنت تعلم أن والداك سيأتون لك بغيرها ؟؟

طيف الكاتب:هههه لقد أضحكني سؤالك الذي أعادني إلى لحظات مازلت حتى الأن أتعمق وأختلق أسباب ودوافع لها ولم أجدها حتى الأن ، ولكن سأبحث معك الأن عن الدافع الحقيقي وراء فعلتي تلك ، ربما كنت أعتبر كل شي لي هو بمثابة جزء من تكويني وأن سلبي أيها يعتبر نوع من الضعف عن حماية نفسي وممتلكاتها ، وربما الطريقة التي طلب بها هذا الشي كانت مستفزة  لي وفيها نوع من الإجبار لي لذلك بدوت لكي بهيئة اللئيم والحريص او البخيل !!!!

وريد :دافع منطقي ،السؤال الثاني لماذا كنت تحرص على مصادقة فقط من يشبهون سلوكك ويحبون ما تحب ولم تكن محبا للإختلاف في صداقتك ؟؟

طيف الكاتب:السبب يعود لأني شخصية لا تجيد التعبير عن مكنوناتها ومن يشبهني سيتفهمني ويفهمني ولا أحتاج لتبرير تصرفاتي وردود أفعالي معه فإن وجد كنت معه وإن لم يتواجد فأفضل البقاء مع ذاتي التي لا تحتاج مني لتبريرات ولا أخشى أن تسئ فهمي او تتحسس مما يصدر مني بشكل عفوي وتلقائي .

وريد :لماذا اخترت الصمت لغة لك ؟!هل لأنك لم تجد من يفهمك !أو لأنك تريد أن تبقى الغامض الغير مفهوم !وتمنع الأخرين من الإقتراب منك ؟

طيف الكاتب :ربما جميع ما سبق !!

وريد سأكتفي الان من الأسئلة وسأعود لها في وقت لاحق !!والأن سأستمع لذكريات تلك الجدران واللوحات معك 

أيتها الجدران ماذا لديك من ذكريات مع كاتبنا الجميل 

الجدران :وهي تذرف الدموع بإبتسامة يا وريد الذكريات كثيرة ولكن منها ما تذهبه الذاكرة ومنها ما يحفر بعمق القلب لا تمحوه الأزمان ،ومن تلك الذكريات كان كاتبنا يدير الأسطوانات الموسيقية بإختلاف نوعها سواء كانت راب  او الكلاسيك او الطرب الشرقي وكان يرقص السلو في اغلب أوقاته وكأنه بالفعل يدعو روحا لمراقصته وكل معالم وجهة تتغير وتختلف وكنا نشعر وكأنه بالفعل يراقص معشوقته وكأن الأزهار والفراشات ترقص معهم وتدور حولهم النجوم ، 

في هذة اللحظة إلتفت على طيف كاتبي ووجدت معالم وجهة منتشية بفرح وإبتسامة مشرقة ولمعت تتلألأ كبريق ماسه من عينه 

فقال لي وهو يبتسم أظنك تفعلين مثلي ياوريد ؟؟؟!!!

أبتسمت وتصاعد الخجل إلى وجهي وشتعل بالحرارة فقلت كيف عرفت ذلك !!

فغمز بأحدى عنية وقال أوَليست الأرواح تعرف الكثير عن بعضها دون لقاء!!!

وريد :أجل هو كذلك 

وإذا بِه يمد يده اليمني طالبا مني مشاركته رقصة السلو  وما كان مني إلا أن وافقة دون تفكير وعلى انغام أغنيتي التي تعودت أن أرقص عليها 

وهي للمغني البريطاني إنجلبرت همبردنك فقد كان هو يرقص أحيانا عليها وهي بعنوان how I love you

وها هو يدير الرقص و إسطوانة المشاعر تدور معنا فقال لي أظن أنك تعين جيدا ما معني أن تراقص روحا روح غير مرئيّة بالعين ولكن فقط محسوسة ملموسة بالنبض والروح 

فقلت له أظن أنه أعمق أنواع التواصل التي قد يمكن تواجدها بين الأرواح ولكن هل كانت الروح التي تراقصها من نسج خيالك مثلي أم أنك عشت وتذوقت طعم الحب معها ولم يكتب الله لكما لقاء يجمعكما فأكملت سرد نبض حبك معها خيالا ؟

طيف الكاتب :كانت واقعا لم يشأ الله وقوعه وذلك الواقع بكل تفاصيله الصغيرة المهمة والساذجه بعطرها ،بضحكاتها، بنبضاتها ،بصوتها ،بلمساتها بنومها بصحوتها ...بكل ما تسعفني الذاكره على سرده الان لك ومالا تسعفني علية أحياه باليوم ألفا ،لا بل بالثانية ألفا .

وفي أخر الألف!!!!! توقفت الموسيقى وتهاوى هو على الأرض وهويت أنا معه أدماني شعوره وأبكاني وفاءه وأغاضني نوع إحساسه النادر الذي شغفت بلقاء مثله ، شعرت حينها وكأن سهما من النار أخترق ظهري وأخرج رأسه من صدري ولكنه لم ينطفأ فأشغل كل ما يسكن بالقفص الصدري من مشاعر ،كان صمتا ينهمر دموعا من
كلينا وكلانا يتحد بشعور واحد وذلك الشعور ينتمي لواحد فقط هو طيف الكاتب .

وتوقفة اللحظة 

وكان كل شئ حولنا تتلاطمه أمواج الذكريات لتكسر أحدى أضلعه أو تسلب منه مجداف تقاويه حتى يستسلم للغرق في بحر الحنين 

.  شعرت بعجزي عن تخفيف معاناته فأنا فقط شاطرته بعض إحساسه ونهارت دفاعات مشاعري وأصبت بنوبة من البكاء  

وهاهي الدموع تنهمر كالمطر وتختلط بالحبر والورق وغبار الزمن وحنين اللحظة ،وفي تلك الأثناء كان طيف كاتبي غير قادر على رفع رأسه  والنظر لنا وكأنه وضع نفسه في موقف ضعف،  ذلك الضعف الذي لم يشاركه يوما إلا مع ذاته بعيدا عن الجميع  ،لكن حالتي الوجدانية التي كنت فيها جعلته ينسى ما يمر به ،ويستجمع قواه ويبدأ بمحاولة النهوض ويعيد لروحه رباطة جأشها 

طيف الكاتب :توقفي عن ذلك !!ماتلك الدموع التي تنحدر كالشلال ،ياترى ماذا تذكرتي من أمور جعلتك تنهارين هكذا !!!خاطبني متعجبا!

وهي بأوج ضعفها وتتلاطم الأمواج  في عيناها كإعصار مرعب ينذر بالخطر ، وثبت كالنمر بعد أن كان قبل ثواني كطائر مكسور الجناحين ، نظره في عيني الكاتب وقالت بصوت يزلزل المكان وقلوب من فيه 

وريد:صفقوا ......هيا صفقوا 

واخذت تصفق بقوته وكأنها تتعمد كسر كفوفها وكأنها تهدي لنفسها الوجع 

طيف الكاتب :ماذا حدث لكي أيتها الوريد نصفق لما ؟؟ولمن ؟؟

وريد :صفقوا للغدر ، الخيانه ، الظلم، للإستغلال ، للكذب ، للنفاق ، للإحتيال لكل الصفات التي تكسر القلوب وتسلب الأرواح وهي داخل الجسد، أجيبوني وبصراحة أوليس وفاءكم وصدقكم وأخلاصكم وعدلكم وإنصافكم وحقيقته مشاعرك وجوهكم  وأحاسيسكم النبيلة والجميلة هو من جعلكم بكل هذا الألم وبكل تلك الأحزان؟؟

طيف الكاتب :قد يكون كلامك صائبا ولكننا أخترنا أن نكون أنفسنا على أن نتلون ونخسر ذواتها ونتوه منها .

وريد :أين هي أرواحكم أو حتى ذواتكم التي تتكلم عنها أنظر حولك ،انظر لنفسك بصدق كما تعطي بصدق 

هل عاد قلبك حيا ؟!هل ترى في عينك أنت !؟هل تفكر فيك وحدك ؟!هل تستسيغ الطعام والخروج والنوم الخ من مقومات الحياة 

أم هل تحيا الحياة أم مازلت تبحث عنها ؟!

كفاك كذبا وخداعا وغدرا وخذلانا وخيانة وتلاعب وتلون ونفاق  على نفسك لنفسك !!!

تأمل جيدا كيف تعطي مالا تعطيه لذاتك ،ألم يقولون الأقربون أولى بالمعروف !!

فماهو المعروف الذي قدمته لنفسك أن تقضي عليها بسبب أنك لا تريد أن تكون مشاعرك غير حقيقة او غير وفيه الخ من أمور وصفات لا تسعدك بل تؤلمك !!!

وريد أوليس الوفاء والإخلاص هو ما يقيد كل شي هنا ويميته وهو على قيد الحياة ، 

لماذا أبقيت تلك الأشياء تتذوق الموت ببطئ وهي على أنفاس الحياة وفي إمكانها العيش في حيوات أخرى والإستمتاع بأيامهم

لماذا لم تكن رحيما بهم ودفنتهم معك ليموتو مرة واحدة لا مرات لا عدد لها !!!هل ذلك هو الحب ؟؟؟هل ذلك هو الإيثار ؟ماذا أسميه هل أنانية منك ؟فقط لأنها أملاكك أنت سلبتها حق الحياة كما فعلت في كل شي تملكه  ويسكن جوفك !

 

وإذا الأصوات تأتيني من كل الجهات ، تتساقط اللوحات من واجه الجدران وتسقط الكتب من رفوف المكتبة وتتناثر الأوراق  والهدايا من الدورج  وتحيط بي الشمعدانات المحملة بالشموع من كل جانب  ،وتقف الجيثاره  متقبطة خصرها بحنق ويأتي الكمان حاملا عصاه يشير بها علي  الكل ثار من كلامي وطريقتي في الحديث مع صديقهم ،والجميع يهمون بطردي من البيت 

 

وريد :نظرة لهم بشفقة وحزن وقلت لهم وفاء غبي لا ينفع أحد ولكنه يؤذي روح ذلك الأحد الذي يحمله ،هل لأنني نطقت بالصوت المخنوق والمدفون تحت ثلاث ظلمات في بطن حوت  أرواحكم أغضبتكم  علي ، ذلك الصوت الذي ترفضون الإستماع إلية حتى بينكم وبين ذواتكم لأنه يجهز عليكم ويفتح كل جراحاتكم المندملة ، هذا الشي غير مستغرب فحين يقول الإنسان الحقيقة التي تلامس وجدان الأرواح  توجعهم الحقيقه فيوجعونك بردة الفعل ، تعال أيها الكمان الذي تشهر بعصاك بوجهي ،أريد أن أسألك سؤالا واحدا وسأكتفي بما تقول ولن أكمل حديثي المزعج هذا على مسامعكم وسأخرج كما تطلبون .

الكمان :لا أريد الحوار معك فقد سقط قناع طيبتك الزائف فأخرجي بكرامتك إن كنت تعرفين معناها !!

طيف الكاتب :توقف عن هذا الكلام أيها الكمان ، هي تقول ما يلمس روحها قد يبدو الكلام موجها لنا فقط ولكن هو للجميع هنا فهي روح لا تختلف عنا في شئ سوى أنها تصارح نفسها بنا وتصارحنا بنفسها ، هل أستوعبت كلامي أيها الكمان ، وأيضا أنا من دعوتها لتلك الرحلة مع الألام والذكريات لأحقق لها حلما تتمناه فلا تتردد بالحوار معها !

الكمان :أعتذر يا صديقي كلامها مستفز وهو ما دفعنا للهجوم عليها ، وسأنفذ ما طلبته مني بكل موده من أجلك فقط!

وريد :شكرا لكليكما ، السؤال أيها الكمان ، ألا تتمنى ولو خيالا بينك وبين ذاتك أن تسمع صوت أوتارك ورقص عصاك مع أنامل ناعمة وتبادل نظرات الإعجاب والترقب والشغف بينك وبين عازفك والتمتع بالإهتمام والعناية والتنقل من بيتك لكتف عازفك والمشاركة بالسنفونيات العالمية او حتى السهرات الرومانسية وفي لحظة الخيال تنسكب دموعك وتلعن نفسك ألفا لأنك شعرت بعدم وفائك وخيانتك لصديقك الغائب ؟ 

 

الكمان :نظر في عيني وطئطأ رأسه وصمت !

وريد :للصمت صوت يشئ بدافعه !!لقد بلغني الجواب أيها الكمان 

وانتي أيتها القيثارة ألا تتمنين خيالا أن يشاركك الرقص عازف يعيد لروحك الصبى ويجعل من أوتارك موطنا للغة الحب والجمال 

هل أشتقتي لصوتك هل ثقل سمعك هل تهاوى شموخ عنقك وأنتي مركونة في دهليز الوفاء

القيثارة تعود لمكانها دون أن تنطق بحرف !!!

وريد الجميع يعانق الصمت الظاهري ويحبس دموع مواجهته الحقيقه ويكتفي بسكبها حمما داخل أعماقة ففي الأعماق تروى الحقيقه !

الحب ليس أن أتركك خلفي تتألم وتتصارع مابين وفائك لمشاعرك الحقيقية وبين صدقك مع نفسك 

الصدق يتكلم والوفاء يخنق أنفاسه ليخفي صوته ولا تسمعه الروح التي تعلم جيدا ما سيقوله دون أن ينطق به 

الحب ليس بأن أحصل عليك فإن لم تكن أنت سأميت الحب او سأعيش بخياراتي معك بعالم وهمي وأنت تعيش السعادة  بواقع  حقيقي ، الحب هو أن أراك سعيدا حتى وأن كنت بين يدي سواي وأن أدعو لك بالخير كلما هممت للدعاء لنفسي وهنا يكمن الوفاء لمشاعري والصدق في وعدي  وليس في أن أحرم نفسي من الحب وفاء لمن يعيش الحب بعيدا عني 

السعادة ليست حلم او أمنية او قلب أحبه فيحبني السعادة لا اسباب لها فهي تأتي من العدم ، ففي حين كل ماهو حولك يدعو للحزن والشقاء والألم تجد الله قد زرق السعادة في قلبك وروحك بلا أي شروط تسبقها ، فلا تخدع نفسك بأنها تأتيك من سبب معين .

وبعد تلك الكلمات عادت وريد للأرض تلملم دموعها المتساقطة التي لم تجد لها مكان في هذا البيت ، فالأرض نبذتها والجدران وكل الاشياء لأنها صدحت بالحقيقه !

طيف الكاتب :شعرت بكل حرف شعور نطقت به روحك أيتها الوريد وأعترف أن كل ما قلته صحيح ، وجعلتي روحي تتقاذم أمام كلماتك وأزلتي بصراحتك غشاوة كنت لا أستطيع بسببها النظر للأمور والمشاعر بوضوح ،جميل أن تجد معك بالحياة روح تكون كالمرآة تريك وجهك الحقيقي بلا شوائب أو ضبابية تمنحه الجمال . لقد وصلت من خلالك أن الحب حرية مطلقة لكل الأشياء التي نحبها ، هي العيش على أنغام سعادتها بالحياة دون إلغاء لبحثنا عن الحياة في الإتجاه الأخر .

وريد :أعتذر من هجومي الحاد ولكني تلاشيت بكم وخاطبتكم وكأني أخاطب نفسي وذلك غير لائق ، وأني أتألم لأن كلماتي تسببت في جرح مشاعرك وأرواحكم وأرجو أن تسامحونني جميعا ، ولكن أحيانا تحتاج المرء لنوع من القسوة لكي يستفيق من خيالاته ! 

.

طيف الكاتب :لا داعي لإعتذار ففي  كلماتك  رغم أنها مبنية على تجربتك البسيطة بالحياة ولكنها لا تخلو  من الحقيقه  ،وأنا لم أوقع إختياري على روحك إلا لأني أعلم أنها لا تصمت عن حق ولا تخفي ما يجول في أعماقها سواء كان مفرحا او مشقيا 

وريد :أشكرك على ثقة التي أرجو أن تكون بمحلها !!! 

طيف الكاتب :هيا لنكمل مشوار الذكريات تبقى أخر محطة للذكريات وهي غرفة النوم 

وريد :حسنا لنكمل ما بدئنا 

في جهة اليمين كان السلم الذي يوصلنا إلى الطابق العلوي الذي تتواجد فية غرفة النوم الخاصة بطيف كاتبنا 

على طول إمتداد طريق السلم كانت هناك أنتيكات جميلة ولوحات تتدرج من هبوط لعلو تحمل صور أزهار جميلة بألوان فاتنه 

وبعد إجتياز الإثنى عشر درجة ، كانت هناك صالة كبيرة ولكن ليست للجلوس بل للممارسة الرياضة فهي تحتوي على أجهزة رياضية ، 

وكذلك تضم مطبخ لتحضير المشروبات البسيطه

وعلى اليمين تقع غرفة الكاتب ، فتحت الباب وكان اول منظر تقع عليه 

 عيني تلك الشرفة المطلة على الحديقة بستائرها البيضاء وتحتوي على كرسي هزاز وطاولة صغيرة 

وأصائص الأزهار تحيطها من كل جانب 

وتقدمت بخطوتي أكثر وكان اثاث الغرفة خليط من لونين الأبيض والأسود وكانت الشموع موزعه بتناسق وجمال فيها وكذلك بعض التماثيل البسيطة الشكل وكان في مقابل السرير مكتبة بأدراج وشاشه تلفاز تضم بعض الكتب والمقتنيات الخاصة وعلى اليسار من السرير تصطف العطور وأدوات العناية بالبشرة ، وعلى الجهة اليمين تقع طاولة متوسطة الحجم بكرسي من أجل الكتابه، وعلى الحائط الخلفي للسرير رسمه لشخص كاتبنا   

وريد :مكانك المفضل الشرفة حيث تنام أغلب الوقت وانت تتأمل النجوم والقمر على ذلك الكرسي الهزاز !

طيف الكاتب :في أغلب الأحيان بالفعل هو ذلك !!

وريد :أيها السرير هل من الممكن أن تتذكر بعض من ذكرياتك مع صديقك ؟

السرير:أتذكر أنه لا يستلقي علي إلى للضرورة القصوى ، ودائما يغط في نومه على الكرسي الهزاز او على طاولة الكتابه ، وذلك لأنه طوال مسيرته لا يأتي للنوم بل النُّوَّم يذهب إليه ويسرقه من نفسه دون وعي منه ولو أنه يملك الوعي طوال وقته لما نام دقيقة واحدة،كنت أراقبه من بعيد ودائما أتساؤل لماذا يهتم بترتيبي كل يوم ونحن لا نلتقي كثيرا ، ربما هو يفعل ذلك لتغيير فهو يمل الثبات على نمط واحد رغم أني أجد تناقض في هذا السلوك فهو ينام ويجلس يوميا ويتناول ذات الشي يوميا وبذات التوقيت  ويشعل الشموع ولم  يمل تلك الاشياء ولم يغير تلك الأماكن، ربما هو يمل فقط الأشياء التي لا يطيقها   أنا من ضمن تلك الأشياء فمن يضع علية علامة إكس مستحيل ان يدخل قلبه مرة اخرى طوال الحياة !

وريد :لا تكن سئ الظن أيها السرير لو أنه لا يطيقك لماذا يهتم بك !!!هو لا يعنيك بهذا الشعور ولكنه يمتلك في أعماقه شعورا طفولي أجهل أسبابه وكيف نشأ ولماذا ؟! ولكني أيقن أن بداية كل طفل والدته فهي المكون الأساسي لكل مايسكون عليه هو وأبناءه غدا ، وربما هو يفعل ذات الأشياء ولكن بطرق مبتكرة ومختلفه وأنت تراه يتكرر فتلك الأشياء ممكن التنويع في التعاطي معها ولكن بالنسبه لك كيف يتنوع !!!!ويمنع التكرار ؟!تعمق بالتفكير بهذا السؤال وستعي لماذا هو يشتاق اليك ومن ثم يأتي مرتميا بأحضانك   

طيف الكاتب:لقد أوشكت الشمس على البزوغ ويجب أن نغادر الآن .

وريد:هل سألتقيك مرة أخرى فلم أتعرف على الكثير منك كل تلك الأمور التي أطلعتني عليها كنت أعرفها !!

وفي تلك الدقيقة تومض السماء ويبدأ المطر بالهطول ، وما أن سمعت وريد صوت المطر حتى خلعت ثوب الحزن والألم وأبدلته بثوب الطفولة والمرح  ونزلت السلم دون إلتفاته منها لطيف الكاتب ، وكأنها البطلة سندريلا حين أعلنت الساعه عن الثانية عشر ، ولكن الفرق أن  سندريلا كانت تنتعل حذاءا ووريد حافية القدمين وأسرعت  للخارج ، فأبتسم طيف الكاتب  وتبعها ووقف أمام الباب وكذلك جميع من في الداخل،

 كان الجميع ينظر لها بتعجب  من قمة الحزن لأوج السرور ، من وهن الكهولة لحيوية الطفوله ، كيف لتلك القطرات رغم تشابه هيئاتها أن تبدل المرء من النقيض إلى النقيض ، كيف لتفاصيل صغيرة قطرة مطر أن تصنع كل ذلك الفرق في روح !

 

كانت وريد تدور وتدور وهي تمنح وجهها للسماء فتنهمر قبل اللقاء عليها  ، وتصرخ انه المطر قبلة من السماء إلى الأرض لتنشر ربيع المحبة وخيراتها على جميع من يسكنها ،وتوقف المطر ، وأنتشر عبقة بالمكان رائحة الأرض لون السماء بريق أغصان السدرة 

غاب عن بالها في تلك اللحظة إنتظار جواب طيف الكاتب حين سألته هل سنلتقي مرة أخرى ،وفي غمرت نشوتها بالمطر غاب طيف الكاتب ،وسمعت صوت جرجرت اقدام وإذا بباب البيت يؤصد عنها ،إستفاقة من مرحها وركضت للباب وهي تنادي أين ذهبت أيها الطيف ؟؟لم تقل لي هل سألتقيك ؟؟؟أرجوك لا تتركني حائرة في الإنتظار ؟؟لا تقيدني بأمل اللقاء الذي ربما لن يكون ؟؟وأخذت تطرق الباب وتطرق حتى كلت يداها وكلت روحها وسقطت أمامه تبكي وتختنق من البكاء 

وإذا بصوت يناديها وريد......وريد........أستفيقي ... أنه حلم 

فتحت عيناها وأكملت ما بدأته بذلك المنام وأحتضنت توأمت روحها بخيبة أمل وإنشطار زلزل أركان روحها 

فهي تدرك أن في الإنتظار تلاشي وفي الوهم موت للروح !!

كانت تقطر من البلل كأخر لحظة كانت فيها هناك مع طيف الكاتب !!

وهذا مازاد وأثار تساؤلها 

 هل كان فعلا حلما ؟؟أم أني بالفعل كنت مع طيف كاتبي؟!

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٣ ص - Momen
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٢ ص - صانعة السعادة
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٣٧ ص - anis
أبريل ١٣, ٢٠٢٢, ٣:٥٥ ص - Mohamed
مارس ١٨, ٢٠٢٢, ٣:٣٢ م - Sarora Fayez
فبراير ١٢, ٢٠٢٢, ١٠:٥٣ م - مريم حسن
About Author