لم يُخلق الإنسان مضطرباً أو عنده مشاكل نفسية. المشاكل النفسية تنمو مثلما ينمو الطفل، صغيرة ثم تكبر و تكبر و تكبر، تنمو من كلمة تنمر، من شماتة من إستخفاف بقدارت الطفل مثلا ،العنف الأسري، العنف المجتمعي. من المواقف التي تحصل، فتتخزن في العقل و تعتقد بأن المشاكل التي مررت بها و تجاوزتها لم تؤثر عليك، لكن ستكتشف بعد وقت بأنها أثّرت عليك بشكل كبير و أنك لم تتجاوزها بعد..
دائما التركيز على الأوائل و الناجحين في الحياة، أما لمن لم يحالفهم الحظ أو بسبب إمكانياتهم الإجتماعية الضعيفة لا مساندة، لا تشجيع لهم، بل إذلال و تقليل من شأنهم.
في المدرسة كانوا يقسّمون الصف إلى ثلاثة أجزاء جماعة المتفوقين في ركن خاص بهم، جماعة الجيدين في ركن خاص بهم، أما جماعة اللا بأس فهم في ركن مهمّش، لا يُسلط الضوء عليهم.
يصنفون الناس ويضعونهم في أماكن لا يعرفون مدى تأثيرها عليهم فقد يحطمون الشرارة الإيجابية بداخلهم ليستسلموا للسلبية التي زرعوها فيهم. النقد البنّاء يجب أن يكون و يجب أن تُنتقَد لتُحسن آدائك . كما أن ليس لكل البشر طريقة تفكير واحدة فلكلٍ ظروفه و بيئته يجب الإطلاع عليها. لا بأس بتشجيع بسيط يرفع معنوياته!
مثلا أقيمت مباراة جري، الأسرع يفوز، يجب على المتخصصين أن يروا من الأسرع و مكافئته و أيضا أن يراقبوا من يحاول للوصول و يجاهد و يتعب و يعطي كل ما لديه للفوز، لكن الحظ لم يحالفه، يجب أن يأخذوا بعين الإعتبار المجهود الذي قدمه هذا الفتى و مكافئته وتشجيعه بدلا من ذمه و لو كان بشيئ بسيط لمجهوده الذي بذله.
نريد مجتمع خالٍ من الأمراض النفسية و التي سببها التعليم الخاطئ. الأمراض النفسية من أكثر الأمراض المؤذية لصاحبها و لمن حوله.
و تذكروا "جبر الخواطر" من أعظم الهدايا التي تقدمها لأخيك الإنسان. لا تذم، لا تتنمر، لا تشتم. لنعيش في مجتمع سليم.
You must be logged in to post a comment.