ليلي🖤

خفتاه تدعي ليلي..

فتاه نشأت في الابتلاءات منذ صغرها وهي تعي ذلك منذ الشعور الأولى التي تحسسته بغير عاديتها من الأطفال الذين يسكنون حولها كانت تتلمس ذلك من وعيها التي لا تعلم من أين اكتسبته اتسأل احيانا انولد بالفطره حكماء  أم انها هبه يهبها الله لمن يشاء كما جاء في قوله تعالى "يؤتى الحكمه لمن يشاء ومن يؤتى الحكمه قد أوتي خيرا كثيرا" اعتقد ان الله كان يعلم أنها ستحتاجها في حياتها   

المقبله لتتلمس بها أطراف الأمل..يموت المرء احيانا بين الأمل واللامل والالم مئات المرات يوميا وفي كل مره  اعتقد ان حكمته ستنقذه أن كان يملكها وإن لم يملكها فعليه الرحمه بنفسه حتى ينقذ من هذه الفخ التي تحفرله لنا الحياه احيانا لنتوقف عن الأمل اتسأل احيانا اننا كيف نتوقف عنه ونحن به نحيا؟ الذين يحملون الأمل يستطيعون أيضا أن يتحلوا دائما بالشجاعه لمواكبه الحياه بل وغلبها احيانا.. 

نشاءت ليلي في إحدى أحياء القاهره تحديدا "وسط البلد" الذي يؤخذ عنه الانطباع الأول بأنه حزينا ربما إثر    ذلك نشاءت ليلي حزينه كنت أرى منذ قبل أن البيوت والأماكن هما وجهه قلب اصاحبها  وان ترعرت في بيت دافيء يظهر ذلك ع ملامحك ولكن ليلي كسرت لدى هذه القاعده هذه هي الحياه نتعلم فيها كل يوم نكتسب قناعات ونفقد أخرى يأتي شخصا ليكسر قاعده ويعلمك شيء ويأتي موقف ويعيد ترتيب المشاهد وربما يقلب حياتك رأسا ع عقب للحياه وجوه كثيرا ي صديقي عليك أن تتقبلها بمرونه تامه وبكل قوه فقد نشاءت طفوله مأساويه في بيت جدها مع امها دون ابيها ولم يكن السؤال عن الاب مسموحا به بالمره وكأنه قيد تسلسلت به منذ الصغر وسؤال بعلامه استفهام سكنتها دون اجابه.. كبرت ليلي وكبر معاها الألم وأصبحت تقف بين رحله الشك واليقين بمعرفه الله والسؤال الذي يستاءلوه جميع  من يظنون أنهم مبتلون "لماذا هي"؟ واين هي الآن من كل هذا؟ متى وكيف ستصل؟ تائهه لا تعرف الطريق   ولكن من الأحداث التي عاشتها كانت تدرك اداركا تاما ان ثمه شيء ما ينتظرها ثمه أمر غريب لا تعلمه بعد ستناله يحدث لاجله كل ذلك ربما لإيجاد نفسها وان عجزت كانت تقول نحن ليس صالحون ربما ذلك تكفيرا للذنوب لانال الجنه ولكن جميعا مذنبون لماذا أنا؟ كل هذه الاسئله كانت تدور خاصه بعد أن سميت منذ صغرها بأنها غريبه الأطوار كانت تدرك وتتذكر كل المواقف التي المتها كم مره احتاجت لدفيء ولم تجده كم من المرات التي كانت تصدر رأي في أمر ما وتشعر من عيون من حولها انها أصابت تتذكر وتتذكر تفاصيل لم تكن تعلم أن ذاكرتها ستحملها الي هذا الحد.. كان هناك صوت خفي دائما يتردد مع دموعها التي كانت تتساقط وتراها أكثر من أي شيء رأته في حياتها"الحياه ليست عادله ي ليلي" ينفطر قلبها في كل مره كانت تشعر فيها أنها ولدت في الجزء الغير عادل من الحياه وتتسأل لماذا لم أنعم مثل الآخرين؟ لماذا لا تأتيني الأشياء من تلقاء نفسها دون كل هذا اللهث وراءها؟ لماذا لم أحصل ع مااريد؟ أين ابي من كل هذا؟ لماذا لم اذق حضن أمي إلى الآن؟ كل هذا الاسئله دون أجابات ولا شيء يطيح بالإنسان وراسه عرض الحائط الا الأشياء التي يقف أمامها عاجزا عن وضع اجابه تنهي باحتمالاته وتضرب باسئلته عرض الحائط..

كبرت ليلي وكبر معاها الألم وزاد حملها شيء فشيئا عندما نكبر نعي الأشياء بوضوح وعند الإدراك يتوقف كل شيء ويصبح أمامنا شفافا واضحا بل ويجعلنا نقف امام انفسنا لنرى اي طريق سنسلك طريق الرحمه ام طريق الاذي نسير إلى الله ام نبتعد ونلعن الحياه كل يوم.. نأمل أن نمل ونتوقف عن السعي.. يجعلنا نضع الأمور في نصبها الصحيح ونفهم ماكانت تعنيه الحياه وماكانت تعنيه المواقف بل ويجعلنا نصبح أكثر تسامحا ورحمه بالأشياء التي المتنا من قبل ترعرت ليلي فهمت مايمكن فهمه علمت لماذا لم تذق حضن امها لأن امها كانت هي ماتحتاج للحضن هذا علمت لماذا لم تربت ع كتفها في كل خطوه لأنها كانت تفتقد الخطوه وتفتقد كيف تربيها علمت أشياء كثيره منها أنها كيف يستطيع أن يعطي الإنسان مايفقده لغيره بصدر رحب لأنه ذاق مرارته يوما تعلمت كيف تصبح نورا لمن ساد الظلام طريقهم ولكن ظل الألم سكين روحها لاتقدر احيانا ان تكمل الطريق فتتوقف ويأتي شيء يدفعها فتكمل عظمه كل منا تكمن في الوقت التي كان يجب أن يتوقف فيه ع المسير ولكنه أراد أن يكمل كمحارب قوي يضحك في وجه الحياه حتى لا تستطيع هزمه.. أصبحت ليلي ترى أنها لابد أن تكمل بل ولاحظت أن كل كسر يمسك بيدها ليجعلها تعبر سلما وراء سلما كأنه صديق معين ومخلص .. وصلت ليلي للمرحله الثانويه وماقبل ذلك مرت بظروف ومواقف كثيره لكنها في كل هذه الظروف كانت تذهب إلى الله في كل مره حتى وإن تاه منها الطرق تذهب إليه تناجي وتبكي فتتحسس أن ثمه امل يعود ظلت وظلت تفعل ذلك إلى أن وصلت لليقين وعندما يصل المرء لليقين تصغر في عينيه الدنيا ويكبر في قلبه الله.. بعد ذلك التحقت ليلي بالجامعه لم يكن المجال التي ستدرسه هو المجال التي تمنته اعتقد ان نصف من يعيشون في هذه البلده لم يدرسوا المجال الذي يحبونه الا بعد تخرجهم من الجامعه المبدعون أغلبهم لم يدرسوا من الأصل فلا تقف عند هذه المرحله ي صديقي الإبداع يولد بداخلنا اولا ليس بما ندرسه فالابداع نقطه انطلاق لمن يريد أن يحيا بحريه .. أكملت ليلي دراستها لم تكن مرحله الجامعه يسيره بالمره فقد مات جدها وأصبحت هي ووالدتها فقط أمام محراب الحياه من سيأويهم قد رحل عنهم من كان يؤيهم  هنا عملت ليلي لماذا كانت تمر بهذه الابتلاءات كأنها كانت تجهز لمحراب آخر ينتظرها

هنا بدأ المحراب هنا بدأ الوعي ينقذها هنا بدا الألم الحقيقي ينحتها هنا اصحبت ليلي تسطر حروف قصتها الملمهه لغيرها دون أن تعلم ماينتظرها ولكنها كعادتها لم ولن تستسلم أكملت المسير عملت ليلي بجانب دراستها لم تكن ساعات العمل مع الدراسه عادله بالمره ولكنها كانت تحاول أن تكمل بكل قوه أكملت بالفعل تلمست في هذه اللحظه انبعاث النور الحقيقي  في طريقها هنا أصبح المدد الالهي قوتها التي تستمد منها الطاقه لتكمل هنا اصبحت تتلمس الصدف والاقدار هنا انفتح الطريق هنا اصبحت تقابل الابتلاءات بصدر رحب بل وأصبحت ممتنه لها هنا أصبح الله وجهتها الأولى والأخيرة هنا سمعت أولى نبرات ضحكاتها هنا تلمست الحضن الأول من صديقتها الحنونه هنا نالت التعويض الالهي عن كل ماحدث يأتي العوض من تلقاء نفسه دون مناهده كل الأشياء تحدث من تلقاء نفسها فى وقتها الصحيح لا عليك إلا السعي فقط ي صديقي هنا وجدت ليلي نفسها الحقيقه وقفت أمامها تهذبها وتعلمها كيف ترضي كيف ستصبح نور لغيرها طوال طريقه هنا أصبحت تنتقي الكلمات حتى لاتوذي قلب أحد هنا كبرت وتعلمت العطاء هنا أصبح حضنها مأوى لأمها هنا أصبحت تفعل كل خطوه وهي تعي ماعليها فعله حتى البكاء اصحبت تفهمه والرحمه اصبحت صديقتها هنا اصبحت ليلي فتاه الإلهام لمن حولها لم يكن أحد يعلم قصتها كامله كل من يراها يظن بانها معافه من الابتلاءات يعلم أنها تسعد بتفاصيل التي تحياها في حياتها الذين يظنون انها ورديه لا عليك ي صديقي جميعنا نعاني بشكل أو بآخر ولكننا نعاني أريدك أن تعلم ذلك نحن عباره عن صور مخبأ حولها تفاصيل سترعبك وتدهشك ان علمتها فليكن من الأفضل أن تجعل محراب تركيزك ع حياتك وان لم تنفع بربك لا تضر.. وحدهم المقربون كانوا هم الذين يشهدون ع معاركها التي تخوضها أكملت ليلي المسير ووجدت الحب والمسرات نالت من النجاحات مانالت أصبح اسمها يضوي هنا وهناك في المجال التي بكت ع حصولها عليه في السنوات الفائته لم يفعل الله شيئا عبثا علينا فقط التفويض التام للخطه المرسومه وهذا لا يعني أنه لم يكن عليك البكاء افعل ماشئت ولكن لا تفقد ظنك بربك فمن منا لا يعيش دون ابتلاءات من منا لم يذق ألم الفقد من منا لم يتوه من نفسه مرات ومرات من منا لم تعصف به الحياه و بقلبه مرارا وتكرارا من منا لم يأخذ النضج من روحه طبقات وطبقات قرأت منذ مده أن النضج الحقيقي يعني البهجه وليس الحزن كما يصورون لنا انا أعي ذلك النضج حقا يعني الإلهام يعني القوه التي تتحدث بها مع غيرك وانت تمسك بيده حتى يكون طريقه أيسر من طريقك ليلي أكملت الطريق ربما لم يرحمها الماضي ولكنها علمت في رحلتها انها عليها أن تعيش الحاضر اللحظه التي تحيا فيها الآن يجب أن تكون هي محض تركيزها تعلمت خلال رحلتها أن القراءه نجاه وان الكنز الأكبر في رحلتها كانت هذه الابتلاءات التي علمتها ونحتتها لجعلها إنسانا فعلا وقولا تعلمت أن الحياه الأولى توجد داخل كل منا واننا يجب أن نفتش عنها بداخلنا اولا والا يجب أن نفتش عنها بعيدا عن الله لأننا دون معونته عدم وأننا لم نخلق لنعيش الصراعات والألام خلقنا للحب وللصلوات والأحلام خلقنا ليخلد اسمنا بأثر حتى وإن كان هذا الأثر خيط رفيع سنتركه لمن بعدنا ليكملون المسير دون خوف ولا عليك أن يكون هذا الأثر ضخما يكفي انه كلمه طيبه تركت في قلب غيرك نورا يتلمسه فجعلت مجملك سيره حسنه جعلت الآخرون يوم وفاتك يكتبون على قبرك كان إنسانا مثل ليلي🖤

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٨ ص - jimina
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٥ ص - شهد بركات
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١:١٤ م - Amani
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١:٠٨ م - soha
أبريل ١٢, ٢٠٢٢, ٢:٠٠ ص - Zm23138244
أبريل ١٢, ٢٠٢٢, ١:٥٩ ص - Kawthar hasan
About Author