احاول النوم جاهدة...صوت قطرات المطر يداعب افكاري فيحدث ضجيجا صاخب ..سكون مريب يشعرني بالخوف .
لا ادري ما سبب ذلك الخوف . . .ربما كان ذلك لاقتراب سفر ولدي ،كان يدرس الطب فى الخارج ..لكنني لم اعتد على الخوف بهذا الشكل عند سفره.
كم كان طويلا ذلك الليل .احس بانه بلا نهاية ..مرت تلك الليلة ببطئ شديد.
نهضت في الصباح الباكر فاعددت حقائب السفر .كانت الدموع تنهمرمن عيني ...لا استطيع ان اتمالك نفسي ...وشعور الخوف ما زال ينتابني،كم كان غريبا ذلك الشعور.
انطلقنا الى المطار وكان لساني يلهج بالدعاء ،لعل الله يريح قلبي ويهبه السكينه.
كان ولدي مسرعا لا يأبه بشئ ،لا يشعر بخوفي، ولا بخطواتي المتثاقلة،ولا بدموعي التي كنت احاول اخفاءها عنه.
ودعني ولدي انا ووالده وانطلق مسرعا حيث كان صديقه بانتظاره ليصعدا الى الطائرة.
مرت ايام وشعور الخوف ما زال يلازمني .لم اعد احب الليل ،ولا ارغب في النوم ،ولا يستهويني الحديث ،كنت اميل الى الصمت دائما.
كنت دائمة التواصل مع ولدي في الغربة .كان يطمئنني عليه باستمرار لكن ؛ شئ ما لم يكن يشعرني بالراحة.
اتصلت به يوما ولكنه لم يرد على الهاتف ،حاولت اعادة الاتصال مرارا دون جدوى ،بدأ الخوف يأكل قلبي والأفكار المزعجة تغزو رأسي.
اتصلت بصديقه فاخبرني بانه تعرض لمشاكل وهو في السجن بعد ان دبر له احدهم مكيدة.
وعاد ظلام الليل ليسدل ستائره في سراديب روحي.لم اعد اذق للنوم طعم ،ولم اعد احس بالحياه. بكيت حتى جف دمعي .كنت ادعو الله ليلا ونهارا لعل الله يمطرني بالفرج .
وطال الانتظار ..
رغم ذلك كله كنت اؤمن بقدرة الله ..وبعدله وفرجه القريب ورحمته التي لا تغيب.
وجاء الفرج.. وعاد ولدي سالما معافى.حمدا لك يا الله .. يا واسع الرحمات.. يا مجيب الدعوات .. يا من وسعت رحمته كل شيء.
Mariam
You must be logged in to post a comment.