مالكة المنزل رقم 20
(ملاحظة: مالكة المنزل رقم 20 هي قصة قصيرة ضمن مجموعة قصصية أقوم بتحضيرها حاليًا و اخترت موقع تبويب لأنشر أول قصة قصيرة في هذه المجموعة.
القصة ليست حقيقية و لكنها تصف حالة حقيقية تمر بها مجتمعاتنا العالمية و ليست العربية فقط!)
الجزء الأول:
تلك السيدة الصغيرة مالكة المنزل الضخم رقم 20 في شارع الحرية 107, صاحبة السيارة الفاخرة و الضحكة الفاتنة لم تكن كذلك قبل السادس من يونيو في العام السابق...كانت تبدو أقرب لفتاة لا تملك قرشًا واحدًا, أسمعت اسطورتها؟ لا, حسنًا لا بأس سأحكيها لك في السطور التالية...
السيدة انيثا ويب, كانت احدى النساء التقليديات من يضحون بمستقبلهم من أجل "السيد الصحيح" بل هي كانت تعتبر نموذج لهن, رغم أنها كانت تبلغ من العمر 26 عام إلا انها اختارت أن تخلص لزوجها المستقبلي و تتخلى عن أحلامها مقابل أن تكون أم لأولاده. السيد ستيفن باركر احد أهم رجال الأعمال في القرن الواحد و عشرين, رجل في الثلاثينيات من عمره صاحب مكانة عالية في الدولة و زير نساء حقير, قرر "السيد الصحيح" -كما تسميه انيثا- بأن يفعل ما يجيده جيدًا قبل زواجه بيومين و هو أن يلهو في النوادي التي تملؤها النساء ممن يفعلن كل شيء مقابل المال!
المسكينة انيثا داهمت خطيبها في شقته و بين يديه امرأة ترتدي ملابس غير لائقة! رغم صدمتها و انكسارها و رغبتها الشديدة في البكاء, قامت بضرب خطيبها أقصد السيد الحقير و عشيقته بحذائها زاهد الثمن...
الآن و بعد أن عادت الى منزلها الدافئ بدأت في لعنه و لعن نفسها و الحسرة على ما قدمته له من تضحيات...بعد ساعة او اثنين من البكاء المزعج خلدت انيثا الى النوم.
مرت عدة ايام و أنيثا على هذه الحالة الى أن استيقظت انيثا يومًا ما في وقت مبكر جدًا عكس ايامها التي كانت تستيقظ في وقت متأخر بعد ليلة دردشة طويلة مع خطيبها الذي لم يكن يرد على معظم رسائلها!
توجهت انيثا بعينيها المتورمتان و شعرها الأشعث لحاسوبها المحمول و فتحت صندوق البريد الالكتروني بملل كعادتها.....قامت بجولة في اعلانات البريد و حتى ما صادفت عينيها اعلان لدورة تعليمية "كيف تستفيد من وحدتك؟" استهزئت انيثا بالعنوان و وصف الدورة الذي كان يتضمن الآتي:
" تعانين من ألم الفراق؟ تركك زوجك/خطيبك/صديقك؟ لم يأتي حب حياتك بعد؟ ليس لديك أصدقاء؟ دخلت سن اليأس و لم تتزوجي بعد؟..... انسي كل ما سبق....لا تحتاجين لأحدهم لتنهضي بحياتك ولدت وحيدة و ستموتين وحيدة! "
توقفت انيثا عن القراءة و هي تنتقد الوصف بصوت عالي " ما هذا أتريدون منا أن ننتحر! يالكم من.." توقفت انيثا عن التذمر و أخذت نفس عميق و أكملت صندق الوصف " لا تيأس لدينا الحل... انضم لنا في دورة "كيف تستفيد من وحدتك؟ " لتلقي بعض الحيل للاستفادة من وقتك و الاستمتاع بحياتك دون الحاجة للجوء الى الغير! للمزيد من المعلومات قم بزيارة موقعنا"
" ترهات " قالت انيثا وهي مبتعدة عن مكتبها...لم تمر سوى بضع ثواني لتعود انيثا لمكتبها و تزور موقعهم الالكتروني بدافع الفضول, تصفحت الموقع لترى ما هي الدورة و ماذا تتضمن برامجهم.
بعد ساعتين من التحديق المستمر لشاشة الكمبيوتر ساعدها في اتخاذ القرار الأكيد للانضمام للدورة جملة واحدة فقط "الدورة تتضمن تذاكر سفر مجانية ل 5 مدن عالمية!" رغم عدم اقتناعها بمصداقيتهم و لكن جازفت و انضمت للدورة التعليمية.
بعد انضمامها بأسبوع وصل لها اخطار في بريدها يذكرها بأن الدورة ستبدأ الاثنين القادم و يتضمن عنوان مقر الدورة.
كانت التجهيزات للانضمام للدورة كافية لأن تنسيها الخيانة التي تعرضت لها...
أتى اليوم الموعود و الآن انيثا في طريقها لمقر الدورة و كل ما يشغل تفكيرها "متى سأحصل على تذاكر السفر المجانية؟"...
وصلت أنيثا للمقر و قامت بملأ بياناتها و رقم ترتيبها الذي حصلت عليه بعد الحجز الالكتروني توجهت أنيثا لقاعة المحاضرات 2 في آخر الممر لتجد سيدة في السبعينات من عمرها تبتسم و ترحب بها قائلةً "مرحبًا بك في أول يوم من حياتك الجديدة" ...
انتهى الجزء الأول من القصة
انتظرنا في الأسبوع المقبل بإذن الله
رافقتك السلامة قارئي العزيز و عسى أن تكون أيامك جميلة و مزهرة♥
You must be logged in to post a comment.