لم تكنْ تلك الليلة كباقي الليالي الحزينة التي عَهِدتها، بل كانت ضوءا خافتا يزدادُ إنارةً عند كلمةٍ او حدثٍ ما يستهجنهُ عقلُها، وقلبُها، مع النبضِ حائرٌ بين إشارةٍ تفهمُها وأخرى تعلقُها من مشاعرِها لتصدرَ تنهيدةٌ بعمقٍ قائلةً آآآآه، ماذا ولماذا وكيف؟؟ كلُّ تلك التساؤلاتِ التي اذا ما توقفتْ عنها ستدفعُها للجنونِ لا محالة، فتحاولُ أن تعودَ ادراجَها وتحاولُ سدَ الضوءِ الذي يجتاحُها شيئاً فشيئاً، وما إن وصلتْ لقوقعتِها الصمّاء وإذ بالبابِ موصداً، وقفتْ هنا، والظنُ يأسرُها أنَّ لا عودة، لتبقى بين حيرةٍ وأملٍ "بأن يحتويها ذاكَ الشعاعُ او يطفئُها لتعودَ لقوقعتِها التي تخبئُ بجوفها الكثيرَ من الخيباتِ والظلماتِ، عادت، وكأنها ارتكبتْ خطيئةً بحقِها وتُعاقب عليها، والآن تتوسلها قائلة " سأحيا معكِ لكن دعيني ادخل، انا التي سَمِعت كلامَ الناسَ بأن اخرجي تكلمي وتعلمي من هذا وذاك ، أعتذرُ واكرر اعتذاري، كنتُ احبكِ اكثر، صحيحٌ اني كنتُ العنكِ مرات، خرجتُ لأنكِ مللتِ مني أنتِ أيضاً، الا تتذكري عندما كنتُ اغني مرةً عن الحياةِ والأملِ والصداقات، لعنتني، نعم حتى قلت أن لا حياة مع الحياة ولا أملٌ مستمرٌ هنا ولا حتى صداقات كلنا فترات اتذكري، لكنني أعترف انا من أخطأتُ، تسرعتُ وخرجتُ دون أن أعقد اتفاقاً معكِ بالعودةِ، ارفقي بحالي انا بينكِ وبينَ النور، قربَ البابِ أقف، أحدهم اخذَ شيئا من قبسي وأضاف فوقَ الكومةِ قشة، دعيني ادخل لأخبِركِ باقي القصة، ارجوكِ واعدكِ بأن ابقى معكِ للأبد، طالما هذا العالمُ الخارجيُّ لا يستضيفُ الغرباء وأصحابُ المبادئِ الغريبة كما يزعمون، أريدُ أن أختبئَ فيكِ أنت التي اثق بها الآن دون احدٍ بإستثناء الله، فدعيني أدخلُ، لن أكونَ طفوليةً صدقيني ، ولن اقطفَ الوردَ كل يوم لأجلُكِ عنوة، هذا وعدٌ وقسمٌ عليّ، ولن اشكو لأحدٍ منكِ ولن العنُكِ أبداً ، لأنني عرفت قدْرَكِ بعدَ غيابٍ لنْ يطول أيام.
#حنين_عبدالله
#حنين_عبدالله
You must be logged in to post a comment.