متمردة

سيدي القاضي جئتكم ألتمس عدالة أعدمت على أيدي ذكور مجتمعنا الذين لم يعتزوا برجولتهم إلا عندما عبروا فوق جثث قتيلات الحرية !
قد أعُدم مثلهن وقد أنال الحرية التي حاربن للحصول عليها ، لا يهم !
إن طيراً عاش في قفص عشرون عاماً حتماً لن يهرب حين يفتح باب القفص ، أظن أنني أناضل فقط لإثبات الحق وليس لممارسته وإن كانت في طبيعة الحال متاحة !
أيها السيد ، إن متمردة مثلي لا تقبل بأن تصادر حريتها من قِبل من لا يملكها ، ومن المهين حقاً أن أشكر لطفه حين يمن علي بفتات حريتي !!
إنني ناقمة على كل من يبني رجولته على حطام امرأة ، على كل عُرف يؤكد أن الأنثى كائن أعوج بحاجة إلى تقويم ، على أي مجتمع يعتبر حرية الإناث عاراً !
أمقت تذبذبهم ، حاجتهم إلينا أمام منعطفات الحياة ، بكاؤهم على أطلالنا ، ثم شعاراتهم الرنانة للإطاحة بنا !
انفصام جماعي ليس إلا !
وموروثات حمقاء يدافع عنها أؤلائك المتخلفون دون أن يقتنعو بها فقط ليقال فيما بعد أنه رجل ،  وربما خوفاً من حرب طاحنة يشنها عليه أبناء جنسه إن تفوه بكلمة تنصف تلك التي وهبته عمرها !
عفواً ، بالطبع لم أنسَ أنكَ منهم بل تعمدت أن أسمعك ما لا ترغب في سماعه ، أتعتقد أنني جئت أتسول حريتي ؟
بالطبع لا ، جئت استعيد ما سلب مني بقوة الحرف !
وبما أحمله من كيد النساء الذي تستعيذون منه !
كن واثقاً أن ما أريده ليس إلا امتلاكي لنفسي ، أن أبكي متى اشاء دون أن أكون مجبرة على التبرير !
ألا أجبر على شيء ألبته ، أن أكون حرة التصرف في ما أملكه ، أن ارتدي اللون الذي أحبه وأن اقص شعري أو ابقيه طويلا دون مسائلة !
أن استيقظ وانام متى اشاء  أن لا أكون مضطرة لمسايرة أحد خوفاً منه وتلاشياً للوم المجتمع ، أن استطيع الصراخ في وجه كل من يفكر بالتقليل من شأني !
وقد لا أمارس شيئاً مما ذكرته ، لأن امتلاك الأشياء يقلل من قيمتها !
وفقدانها يرفع من حاجتنا إليها !
لا أريد شيئاً عدا رغبتي في أن أحقق نصراً مظفراً على كل من يحارب حرية الإناث !