محطة قطار

في هذا اليوم الممطر حيث الأمطار تتساقط تباعا على نافذة زجاجية مستطيلة تحجب الشارع وراءها الذي قل بسبب غزارة الأمطار عدد السيارات والمشاة ووراء هذا الزجاج يجلس شاب عشريني بيده سبحته الخشبية التي لا تفارقه أبدا وبيده الأخرى كوب شيكولاتة ساخنة وهو ينظر لما وراء النافذة يسبح في أفكاره ويتذكر هذه الفتاة المرحة الطيبة ذات البشرة البيضاء والعين البنية عندما التقى بها العام الفائت في باريس لقد كانت مغامرة ضخمة في أنفاق باريس المخفية ثم يشتاق لها ويخرج مع نفسه اسمها رقيقا عذبا فيقع على أذنه كنغم الوتر تهتز له النفوس فاطِمة كم لي من غبي كيف لم أسألها عن طريقة للتواصل معها حقا كم أنا غبي لكن قطع كل ذلك صوت جرس الشقة فقام مترنحا متكاسلا كعادته يتسائل من هذا الذي رغب في زيارته الآن فتح الباب ليظهر رجل أربعيني حليق الذقن بشارب كثيف وشعر متساقط ويبدو عليه الإعياء من كثرة المشي وصعود السلالم وبيده حقيبة عريضة عل كتفة يظهر منها بعض الأوراق 

-لماذا لا تصلحون المصعد 

نعم لقد نسيت أمر هذا المصعد إن أهل هذه البناية معظمهم بخلاء ولن يصلحوا المصعد حتى تحدث حادثة لامرأة عجوز تهلك على هذا السلم الطويل لقد كلمتهم كثيرا لكن لقد أسمعت لو ناديت حيا لكن لا حياة لمن تنادي 

-معذرة سنصلحه قريبا 

في الحقيقة لا أدري لكن قد يكون أقرب من دمار العالم 

-لا يهم لقد صعدت بنايات كثيرة لكن لي بريد لك 

-لي أنا ؟ 

-يبدو أنك لست معتادا على ذلك 

-في الحقيقة لا لا يرسل لي بريد كثير هل تحب أن تدخل لتشرب شيئا يبدو أنك متعب 

-حقيقة اليوم أنا متعب لذا لن أرفض هذا العرض 

أوسعت له وأرشدته لمقعد بجوار النافذة فجلس الرجل وقد أخرج نفسا يدل ينوب عنه في قول الحمد لله حقا كم هؤلاء الناس يتعبون ولا نشعر به 

-استرح الآن وسأعد لك كوبا من القهوة 

لم أكن أحب القهوة لكن أحتفظ بالقليل منها لاحتمال الزيارات المفاجئة سنختصر وقت إعداد القهوة 

ثم رجعت للرجل بالقهوة 

-شكرا جدا عدد قليل من الناس يستضيفوني 

-إنكم تتعبون من أجلنا هذا شئ قليل نقدمه لكم 

أخذ مني الكوب وهو يقول  

-كم أت مهذب أيها الشاب 

-ما هو البريد الذي جاء لي 

-نعم لقد كدت أنسى 

ثم وضع يده في الحقيبة كأنه يبحث عن شئ ضائع ثم أخرج بريدا لونه أصفر صغير عليه ختم لا أعرفه ثم قال ها هو وبعدها ارتشف شيئا من الكوب أمامه 

أخذت البريد ثم فضضت الختم من عليه وبدأت القراءة 

(مرحبا سيد علي 

كيف حالك أرجو أن تكون بخير أعتذر عن لغة الرسالة إن كانت رديئة فهي مترجمة عن لغتي إن كنت نسيتني فأنا إيميلي التي قابلتها العام الفائت في فرنسا إني بأمس الحاجة لمساعدتك أرجو ألا تكون رسالتي تصل متأخرة فلقد سمعت عن سوء البريد في مصر مع هذه الرسالة تذكرتين تذكرة طائرة وللقطار هناك الكثير لكن لا يمكن شرحه هنا أرجو مقابلتك قريبا 

المخلصة إيميلي) 

تذكر علي إيميلي فهي شابة أرملة عندها ثلاثون ذات شعر أحمر قصير لها بنت في الصفوف الإعدادية وتعمل مرشدة سياحية في باريس ثم تذكر ما حدث في أنفاق باريس فارتعش جسده لكن قال له ساعي البريد يبدو أنك نسيت أنك لوحدك 

-هل قرأت بصوت عالي 

-نعم لقد سمعت كل شئ يبدو أنك لست كما يبدو عليك إن فتيات باريس يراسلنك 

فضحكت ضحكة عابثة وقلت -ليت الأمر كذلك

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٣ ص - Momen
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٢ ص - صانعة السعادة
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٣٧ ص - anis
أبريل ١٣, ٢٠٢٢, ٣:٥٥ ص - Mohamed
مارس ١٨, ٢٠٢٢, ٣:٣٢ م - Sarora Fayez
فبراير ١٢, ٢٠٢٢, ١٠:٥٣ م - مريم حسن
About Author