منذ ان كنا صغارا كنت استمتع مع صديقاتي بقصة سندريلا وكانت أمنية كل بنت أن تصبح كسندريلا،وظل ذلك الحلم يراودنا نحن جيل التسعينات حتي عندما اصبحت بالجامعة كنت انتظر وقت الأجازات لمشاهدة كرتون السندريلا،كنت احسه يخطفني من الواقع يعيشنى حلما اشتاق اليه كل يوم،فمن منا لم تحلم بالامير الذي يخلصها من كل مشكلاتها ويوفر لها جميع طلباتها.
لن انسى نظرة أمي لي ووالدي عندما كنت انظر واتابع ذلك الكرتون بشدة وأظل احدثهم عن حلمي بأن يبحث عني شاب يحبني وسط جميع النساء،كانت نظرة تحمل الكثير من الكلمات والتى لم اكن اعيها رغم كبر سنى وقتها.
فأنا الفتاه التى بلغت من العمر منتصف العشرينات وقتها،أنا الفتاة المدللة التى كانت تنظر للجانب الحسن فقط بحياة السندريلا.لم أنظر لمقدار الفقد التى عانت منه بعد وفاه والدتها ولا مقدار الالم الذي غص قلبها عندما تزوج أبيها ولا مقدار الوجع عندما عاملتها زوجه ابيها كخادمة ببيتها،بكل صدق كنت اظنها حبكة درامية من أجل نجاح العمل فقط.
كرتون سندريلا كان منذ وقت قريب كرتونى المفضل لقضاء بعض الوقت في عالم الأحلام من أجل الهروب من واقع الحياة وروتينها،ولكن الان نظرتي لسندريلا اصبحت واقعية اكثر أصبحت اهرب من التفرج على كرتونى المفضل.فسندريلا لم تعد هروب من الواقع سندريلا سندريلا اصبحت واقع في الجزء الأول من حياتها وواقع بالجزء الثاني ولكن نسى المخرج الجزء الثالث من سندريلا والذي سأقوم بسرده لكم الان.
الجزء الأول من كرتون سندريلا بدون الدخول في أدق التفاصيل هو جزء اساسي بحياة أي بنت،فمن منا لم تمر بمشكلات عصيبة على مر حياتها جعلت شخصيتها تختلف رأسا على عقب. من منا لم تقابل أشخاص هم بمثابة لعنه بحياتها سواء قريب أو غريب ،كلنا سندريلا بالجزء الأول مع اختلاف حكاية كل منا فمنا من استمرت كسندريلا ومنا من تحولت لزوجة والد سندريلا.
الجزء الثاني بحياة سندريلا وهو ملاقاه فارس الأحلام هو أيضا حلم قد تحقق بحيات معظم البنات فمنا من يحالفها الحظ بالحب فقط ومنا من يحالفها الحظ بالحب والمال ومنا من لم يحالفها الحظ الا بلقب متزوجة!ولكن كلنا بل سأقول معظمنا قد تزوجنا الأمير.
وهكذا انهى المخرج كرتون سندريلا ولكن الحياة لم تقف عند زواجنا بل الحياة اظهرت جانب لم نكن ننظر اليه! فمن منا لم تحلم بالحياة الملكية ببيتها والدلال وغيرها من الاحلام التى نشترك فيها جميعنا النساء.الحياة الزوجية من اصعب المسؤؤليات التى تعيشها سندريلا الواقع فعلى سبيل المثال اذا كنتي متزوجة حديثا فانتي عزيزتى ليس عليك الحيرة بين الفساتين الفخمة والاكسسوارات الذهبية ولكن عليكي الحيرة بخصوص غداء اليوم و تنظيف البيت والاهتمام بزوجك عندما يأتى من عمله ،أما اذا كنتى لديكي اطفال فالله المعين على حيرتكي يوميا عزيزتى.فمدام سندريلا عليها ان تتنازل عن حياتها وطموحها مقابل حبها ولا يمكن انكار ان هناك رجل يقدر ذلك ورجل لا يقدر ذلك.
فهل تعلم عزيزى الرجل مدي معاناة زوجتك بتركها بيت أهلها وما ادراك مقدار الأمان والدفء ببيت الأهل ؟هل تقدر تركها لكل هذا وذهابها معك؟!هل تعلم مدى احتياجها لحنانك طوال الوقت؟ هل تعلم مدى خوفها خاصة أول فترة بالزواج حتي وهى داخل جدران المنزل؟ هل تعلم الرعب الذي تعيشه عندما تمرض انت وتكون وحدها معك؟هل تعلم مقدار معاناتها عندما تتعرضوا لأول أزمة مالية خاصة اذا كانت تعيش في بيئة غنية ولم تتعرض لمثل تلك المواقف من قبل؟
عزيزي الرجل انا احدثك بما لا يمكن ان تصرح به زوجتك لك،كل ذلك هو جزء صغير من احساس زوجتك فلا مانع ان تشق على نفسك بتحمل مزاج زوجتك وان تعاملها مثلما تحب ان تعامل امك او اختك.
You must be logged in to post a comment.