مُذكرات طالب توجيهي -1

لم تبدأ سنته هذه من بداية السنة الدراسية "سنة التوجيهي" كان يسمع الناس يقولون: "توجيهي"، "ناجح"، "راسب"، و غيرها من هذه الكلمات، و لم يكن يعي أهمية ذلك لإنه كان يظن نفسه بعيدا عنها، أو أنه سيتفرغ لها حين يأتي..أو غير ذلك.

 

من هذا القبيل لعلي أذكر ما حدث له -قبل أن يكون توجيهي- مرة حين كان ذاهبا لصلاة الفجر في سيارة جاره، فرأى طالب توجيهي واقفاً بباب بيته مهموما، فقال في نفسه:" ما هو الشيء المهم الذي يجعل هذا الطالب يستيقظ حتى صلاة الفجر مهموماً؟ هل التوجيهي مهم إلى هذه الدرجة؟ هل سيفعل التوجيهي هذا بي عندما يصلني؟ إنها مجرد تفاهات، لن يحدث هذا لي. لم يكن هذا تكبراً منه، إنما إنكاراً لما يفعله التوجيهي بالطالب، وكان ذلك اليوم يوم النتائج لتلك السنة.


ومما ساعد في ذلك -أعني عدم معرفته بحقيقة التوجيهي- أنه أكبر إخوانه، فهو المجرب الأول ولم يكن له قريبٌ قد جرّب التوجيهي وأخبره به. كان ذلك كله -عدم المعرفة- قبل أن يصل إلى الأول ثانوي، لكنّه عندما وصل إلى الأول ثانوي

اختلف الأمر كثيراً، فإدراكه لأهمية التوجيهي بدأت تدريجياً ابتداءً من اختياره لتخصصه العلمي و لم يجد صعوبة في ذلك لإنه لم يكن محتاراً بين الفروع، كان هناك فرصة لأن يختار الأدبي لمعرفته المتوضعة باللغة العريبة وحبه التدريحي للشعر بالذات، وأن الله قد وفقه في اللغة الانجليزية، ومع كل هذه الدوافع اختار العلمي، وليس نادماً على ذلك؛ يحتج على ذلك بأنه يعرف اللغة العربية والإعراب وغيره، فلماذا يدرسه مرة أخرى؟

 

في عامه الدراسي في الأول ثانوي كان معلموه والطلاب يبدون اهتماماً لمادة التوجيهي اكثر من الأول ثانوي نفسه، حتى إنّ بعضهم بدأ يأخذ دوراتٍ خصوصيةً في مواد التوجيهي من الأول ثانوي، أي قبل عام من بداية سنة التوجيهي، أمّا هو فلم يهتم بالأمر كثيراً، فهو لا زال بعيدا عنها. لهذ السبب كان عام الأول ثانوي أكثر الأعوام تسيباً و تساهلاً من قبل الطلاب، حتى أنه أهمل دراسة المواد فيه، تهاوناً بحقه وتهاوناً من المعلمين، لذلك فقد كان المعلمون يراعونهم فيه؛ امتحان الرياضيات النهائي الذي قدمه لا ينجح فيه أصلا لأنه لم يدرس المادة، والأستاذ أصلا انشغل عنها بشرح بعض مادة التوجيهي، إلا أن أستاذ الرياضيات نجّحه لإنه يعلم أنه -أي الأستاذ- مُقصّر وامتحان الأحياء، اذكر أنه عقد صفقة مع الأستاذ فيه، إذ أن أستاذ الأحياء عرض عليه أن يبيعه ورقة الامتحان مقابل 39 علامة، وكانت هذه الصفقة تعني أن يكتب الاستاذ له 39/40 مقابل أن يستريح الاستاذ من عناء تصحيحها.


يُــتــبَع...

 

 

 

 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٨ ص - jimina
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٥ ص - شهد بركات
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١:١٤ م - Amani
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١:٠٨ م - soha
أبريل ١٢, ٢٠٢٢, ٢:٠٠ ص - Zm23138244
أبريل ١٢, ٢٠٢٢, ١:٥٩ ص - Kawthar hasan
About Author