مرآة المفاهيم!

صَدَفَة الْيَوْم لَقَدْ كُنْتُ أجوب مُحِيط مَنْزِلِنَا ذَهَابًا وَإِيَابًا مستمتعت بنسمات الشِّتَاء الأولي  

ووبصحبتي الْقَمَر ، كُنْت أَتَحَدّثُ مَعَ نفسي  
وَأَقُول تَرَى تِلْكَ الْمُسَمَّيَات وَالْمَفَاهِيم وَاللُّغَةُ الَّتِي نُعَبِّر فِيهَا عَنْ افكارنا ومشاعرنا 
مِن أَوْجَدَهَا ! ! ! 
مِنْ أَوَّلِ مَنْ أَطْلَقَ وَصْفٌ الْأَلْوَان وَمَنْ الَّذِي سُمّيَ كُلُّ لَوْنٍ بِاسْمِه ؟ 
والرقم بِإِعْدَادِه ؟ ! 
هَل فِعْلًا الْأَبْيَض ابيض  
رُبَّمَا كَانَ الْعَكْسُ ! !   
هَل مسمي الْحُزْن وَالْفَرَح الْأَلَم والراحه  
تَصِف الشُّعُور الْعَمِيق لِلْإِنْسَان بِدِقَّة ! ! 
إذَا لِمَاذَا بَعْض الْحُزْن يُحْمَل فَرَحًا وَالْعَكْس صَحِيحٌ ! 
هَلْ كُلُّ مَا سَبَقَ مَحْضَ تَكْرَارٍ وتلقين وَلَيْس بِالضَّرُورَة تَجْسِيد لِحَقِيقَةِ مَا نَرَى ! 
الْكَوْن وَالطَّبِيعَة وَالْحَيَوَانَات لَا تُمْلَكُ اللُّغَةِ الَّتِي نملكها بَل تُعَبِّرُ عَنْ مشاعرها وحاجاتها بِالْأَصْوَات والإيماءات ونظرات الْعَيْن وَتِلْك اللُّغَةِ هِيَ الْأَصْدَق ، وَكَذَلِك الْإِنْسَانَ يُولَدُ بِلَا لُغَة وَيَكُون الْأَكْثَر سَعَادَة لِأَنَّهُ لَمْ يَتَعَرَّفْ  لِعَقْد الْأَسْمَاء وَالْمَفَاهِيم والمصطلحات وَأَيْضًا يَسْتَخْدِم لُغَةً الْعَيْنُ وَالْأَصْوَات والإيماءات ! ! 
وَهَل تِلْكَ الْمَفَاهِيمِ والمصطلحات الَّتِي تَنَعَّت بِهَا مَشَاعِرِنَا أَو أَفْعَالِنَا هِي فِعْلًا تُعَبِّر بِدِقَّة عَنْ تِلْكَ الإحداثيات  الشعورية!! 
أَم أَنَّهَا فَقَط تُؤَدّ إطْلَاقِ اسْمِ لتسجيلها تَمَامًا كمولود جَدِيد اِحْتار أَبَوَاه بِمَاذَا يُسَمِّيَانِه ! !   
فِي تِلْكَ المتاهة دَخَلَت و. أنبثقت عَنْهَا العَدِيدِ مِنَ المتاهات  
تِلْكَ الْأَسْمَاءِ الَّتِي نَحْمِلُهَا هَل تُعَبِّرُ عَنْ ذاواتنا وَحَقِيقَتُهَا ! ! 
هُنَاك الْآلَاف فِي الدُّنْيَا يَحْمِلُون ذَات الإسم  
أُمِّ أَنَّ الشَّكْلَ هُوَ مِنْ يُحَدَّد سمتك الشَّخْصِيَّة الَّتِي يَعْرِفُك النَّاس بها  
وَأَيْضًا الشَّكْل مُتَغَيِّر ! ! ! 
وَتَوَقَّفَت عَنْ الْخَوْضِ بِتِلْك المتاهة خَوْفًا مِنْ أَنَّ تَبْلُغَ بِي لِنِهَايَة غَيْرَ مَحْمُودَةٍ الْفِكْر ! ! 
وَأَنَا اتصفح قَوْقَل سَقَطَت عَيْنِي عَلِيّ مَقُولَة لِشَخْصِيَّة يصفونها بالحمق  
يُنْعَت (هبنقه) إستوقفتني وَهِي 
يَا أَخِي أَنْت أَنَا . . . . . فَمَن أنا  
ذَلِكَ الشَّخْصُ كَانَ يَرْتَدي قِلَادَةً مِنْ صَدَفَ وعظام  
وَحِين يَسْأَل لِمَاذَا يرتديها يجيب  
لِكَيْ لاَ أَضْيَع نَفْسِي وَكَانَ نَفْسِهِ شَيْئًا مَجْهُولًا عَنْهُ لَا يَسْتَطِيعُ مَعْرِفَتِهِ إلَّا بِتِلْكَ القلادة  
وَذَات يَوْم اِرْتَدَى أَخُوه قِلادَتُه ، فَقَالَ تِلْكَ العبارة  
وَمَن خِلَالِ تِلْكَ القصة  
الْإِنْسَان مَبْنِيٌّ عَلِيّ معتقداته الْخَاصَّةَ الَّتِي لَيْسَ مِنْ الضَّرُورَةِ أَنْ تَكُونَ حقيقيه  
الْإِنْسَان عَدُوّا مَا يجهل  
فَمَثَلًا تِلْكَ الْعِبَارَةِ لَا تُحْمَلُ الْحَمَاقَة بَل تَبْلُغ إبْعَاد عَمِيقَةٌ مِن الوعي  
فَلَو تَأَمَّلْنَا الْبَشَر تَجِدُهُم مَا إنْ يَضِيعَ مِنْهُم شَيّ يَشْعُرُون أَنَّه يُمَيِّزُهُم يتوهون مِن ذواتهم  
فَلِكُلّ مِنَّا قِلادَتُه وَإِنْ اخْتَلَفَتْ أَنْوَاعُهَا ! 
تِلْك الْأَنَا الَّتِي لَا تَبْلُغُ وعيها إلَّا فِي اتِّحَادِهَا مَع كُلِّيَّاتِهَا مِن مُكَوَّنَات الكون  
حِين يَهِيم الْمَرْء عَلِيّ وَجْهَهُ دُونَ وَجْهِة، دُونَ تَفْكيرٍ دُونَ اسْمِ، أَوْ كَنِيَّةِ أَوْ انْتِمَاء دُونَ حِسَابِ لِلْوَقْت وَالتَّارِيخ والزمن  
حِين تَتَحَرَّر مِن أناتها سَتَجِد أَنَّهَا متواجدة فَهِي الرِّيح وَالْمَطَر، وأشعة الشَّمْس، وَسِحْر اللَّيْل، وَالسَّمَاء، والغيوم وَالْجِبَال، والوديان وَالشَّجَر 
مَنْ قَالَ إنْ الْهَائِم عَلِيّ وَجْهَه تَائِه ؟ 
فَهُو مخطأ فِي تِلْكَ اللَّحْظَةَ فَقَطْ هُوَ يَلْتَقِي نَفْسُهُ تِلْكَ الرُّوحُ المتسامية عَنْ كُلِّ مَا يَتَعَلَّقُ بِالدُّنْيَا وَالْبِشْر فالأتحاد مَعَ قُوَّتِهِ الْأَوَّلِيّ الْمُطْلَقَة اللَّه تَعَالَي هُو مَنْبَع لِبُلُوغ سَلَامِه الرُّوحِيّ وَتَقْوِيَة بَصِيرَتِه وأرتقاءه  
الْحَيَاة لَيْسَت مَاذَا أَنْجَزْت فَقَطْ
 بَلْ أَحْيَانًا كَثِيرَةً يُنَجَّز الْإِنْسَان الْكَثِير
 وَأَيْضًا هُوَ لَا يَجِدُ نفسه  
الْمُهِمّ مَاذَا شَعَرْت وأحسست ! ! 
مَاذَا انْبَعَث لِقَلْبِك وروحك ! ! ! 
مَاذَا رَأَيْتَ وَسَمِعْتَ ببصيرتك ! 
لَكِن تبْقِي لِي سوْال كَيْفَ يَسْتَطِيعُ الْإِنْسَانُ أَنْ يَمْحُو ذَاكِرَة فَكَرِه وَشُعُورِه ؟ ؟
 وَيَبْدَأ كورقة بيضاء  
لَا يُحَاوِل فَهُم وَتَحْلِيل الشُّعُور وَلَكِن فَقَط الْإِحْسَاس فِيه وَالْعَيْش معه  
إن منطقة كُلُّ مَا نَمِر بِهِ وَوُضِعَ جَدَاوِل التَّصْنِيف لأفكارها ومشاعرنا وَالتَّدْقِيق الْمُتَوَاصِل لِتَسْمِيَةِ كُلٍّ مُنْعَطَف فِي أعماقنا تَحْت لُغَةً قَدْ لَا تَكُونُ دَقِيقَةٌ فِي وَصْفِ مَا يَقَعُ داخلك والإخفاق فِي فَهْمِ الشُّعُور يَدْخُلُ الْإِنْسَانُ فِي التِّيهِ وَالضَّيَاع لِذَلِك لاَبُدَّ مِنْ تَوَقَّفَ الْعَقْلُ عَنْ تَسْمِيَةِ الشُّعُور وَفْقًا لمنظوره وَتَصَوُّرُاته الْخَاصِّ الَّتي ستبقى قَاصِرةً عَنْ فَهْمِ الشُّعُور !

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٣ ص - Momen
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٢ ص - صانعة السعادة
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٣٧ ص - anis
أبريل ١٣, ٢٠٢٢, ٣:٥٥ ص - Mohamed
مارس ١٨, ٢٠٢٢, ٣:٣٢ م - Sarora Fayez
فبراير ١٢, ٢٠٢٢, ١٠:٥٣ م - مريم حسن
About Author