مراجعة رواية كلمة الله

ساقني الله الى كلمته عندما قدر لي السير في ذلك الشارع والمرور بتلك البسطة حيث استقر كتاب "كلمة الله" بين يدي ، استقر كطفلٍ صغير يتشبث بامه ، كنت على ثقةٍ تامة أننا نحن من نختار ما نريد أن نقرأ لكنني بعد هذا الكتاب ادركت أنه يحق للكتب أن تختارنا ان كانت ك "كلمة الله"  ، كانت مريم أول من استقبلني في اولى صفحاته ،

وكان قلبي يرتعش فرحاً كلما قرأت كيف كان وهيب يحمل بتول على كتفيه ويصعد بها الجبل ، فضول بتول كان يزيد فضولي عندما كانت تسأل والدها "حقاً ؟! الله فعل كل هذا ؟! لابد أنه عظيم ، اريد أن اراه ارجوك يا ابي " 

تعلق وهيب الجنوني بابنته سمح لمخيلتي أن ترسم كل النهايات لهكذا حب الا النهاية التي قادتني اليها اخر فصول الرواية لم اكن اتوقعها قط ، لكنني ادركت امكانية ذلك ان تغلغل الشيطان القلب واستقر فيه ، اما بتول فقد كانت قصةً اخرى  "تعشق هي المحاورة وتحب أن تغير مواقع الخلايا في دماغها التي تضج بمئات الأفكار وآلاف الهواجس في كل لحظة "  وفي أثناء مروري على حكاية بتول وصالح طرق مخيلتي سؤال ، لو لم أكن على ديانة الاسلام هل كان الله سيرسل لي صالحاً ليقودني اليه !

لكنني ما لبثت قليلا الا وتجلت أمامي اواخر ايات مريم "ويزيد الله الذين اهتدوا هدىً" فقط من يطلبون الهداية يجدونها ، فقط من يبحثون عن الله بكل ما اعطاهم من قوة ، فقط من يسأل ويفكر ويتدبر بكل تفاصيل الله ، كل من يستيقظ ليلاً ويقول يا الله دلني عليك ، كل من هو كبتول يدعوا الله بيقين أن يرشده اليه 

لم أكن استطيع أن اخفي تلك الغصة في قلبي وأنا أقلّب آخر صفحات الرواية وان ارى مصير صالح ومن ثم بتول لم أكن اقدر على اخفاء الغصة التي عبّرت دموعي عن مدى ألمها بصدري ، 

ودعت آخر أسطر الرواية وأنا اراقب "الروح تصعد السماء" تلك الروح الطاهرة وكنت اردد دون أن أشعر "حمداً لك يارب على نعمة الاسلام " ، لمت نفسي وددت لو كنت قادرةً على صفعها ، كيف تحيا كل هذه السنين وهي تنسى أن تسجد لله شكراً كلما تذكرت أنني على دين الحق ! 

اشكرك د. أيمن العتوم على أنك جعلتني أرى الله وكلمته الحق بين أسطر الرواية التي خاطبت عقلي ولامست قلبي بقوة كلماتها وقوة وقعها في القلب

اشكرك لانك جعلتنا نزداد ايماناً ونزداد حباً لديننا ، اشكرك لانني كنت أصعد الجبل مع بتول افتش عن الله وادعوه أن يقودني اليه ويدلني عليه ، وانني كنت استمع لصالح واتعلم كيف يحاور المدافع عن قضيته وكيف تسكن القضية خلايا الجسد وتظهر في قوة الكلام وفي قوة الكلمة على الورق  " أنا أكتب ما أنا مقتنعٌ به وما اجد به رسالةً يجب أن تصل الى الناس " 

اشكرك لانك اريتني النهاية التي ما كنت اتوقع رؤيتها ولامست روحي وهيجت بركان الالم في قلبي لكنها جعلتني أقول هي في النهاية كلمة الله هي حكمته  ف "حياتنا ليست أطول من لمح البصر ، غداًيتوفانا الله ، فماذا سنقول له ان وقفنا بين يديه ! " 

شكراً لأنك تعلم كيف تغرس البذرة الطيبة في الارض الطيبة حتى تستقيم فيصبح أصلها ثابتٌ وفرعها في السماء❤

بقلم : تسنيم عبد القادر

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٣ ص - Momen
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٢ ص - صانعة السعادة
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٣٧ ص - anis
أبريل ١٣, ٢٠٢٢, ٣:٥٥ ص - Mohamed
مارس ١٨, ٢٠٢٢, ٣:٣٢ م - Sarora Fayez
فبراير ١٢, ٢٠٢٢, ١٠:٥٣ م - مريم حسن
About Author

لدي قضية أدافع عنها وفكرة أرغب بإيصالها كاتبة محتوى ومقالات