وكأنك ولدت في غابة معزولة او في صحراء بلا اتجاهات
لا تعنيك قبلة الأشياء ولا بوصلتها…متحرر من كل الانتماءات: الانتماء لوطن ما او طائفة او فصيلة.. ولأنك زئبقي لم تتمسك بفكرة ما حتى النهاية ولم تهملها حتى النهاية
فأنت تصنع فكرتك بنفسك تدور حولها تقدسها ثم ترمها باقرب سلة مهملات..
سيراك اولئك المنحازون لاشيائهم بأنك محايد سيئ او جبان او معتوه
لكنك تراها حرية لأنك اخترت ان تكون خفيفا من كل تلك الأشياء التي كان عليها ان تعلق بك وتثقل كاهلك.
فالإنتماء للأشياء مكلف يجبرك ان تكون شرسا احيانا ومنحنيا احيانا أخرى.
لكنك ما دمت هوائيا ستصل نهاية الطريق عاريا من اسباب وجودك ولا شيء خلفك سوى ظلك يحاول الانتحار لأنه لم يلحق بك..!
**** ******* ******
هل يمكنك القفز دون ان يرتطم وجعك بالسقف. او تمد اصابعك دون ان تلتهمها الريح المصابة بهستيريا النوافذ..؟
بالطبع لا.. فوجودك يساوي صفر كفكرة برزخية بين القيامة والقيامة..
او كبجعة قبل موتها بخمس دقائق تخرج عن صمتها..تخرج عن صوتها.. لتقول انا هنا امارس رياضة الموت.. ولن يسمعها سوى الصدى الفضولي..
فلماذا لا تتوقف اذن عن ترميم البدايات المثقوبة وعن السير نحو وجودك جلجامشي الفناء..!
**** ***** ************
ترى هل كانت تعرف "جوزفين" وهي ترش عطرها في غرفة نابليون قبل رحيلها..ان عطرها سيصبح خطيئة تنخر ذاكرة نابليون..ليبقى للأبد معلقا بين رائحة حضورها ورائحة خيانتها..!
من اين للنساء هذا القدر من العبث برجال اعتقدوا يوما انهم يمتلكون الكون والتاريخ ليكتشفوا بعد عمر متأخر من الخيبة انهم ليسوا اكثر من ندبة عابرة على اصابع إمرأة خائنة..!
**** ******* ******
الوطن هو الصمت حين تعلو زعبرة الخطابات.. هو السلام في حضرة إنسكاب الدم.. هو الحياة بين ركام الموت..
الوطن هو الوطن في حضرة ضجيج المنافي..
You must be logged in to post a comment.