ملاك الأسد (المعدلة) إسراء الزغبي

رواية ملاك الأسد (المعدلة) الكاتبة: إسراء الزغبي.

 

أكُتبت أن تكون ابنته أم ابنة قلبه؟

أكان يعلم أن القدر سيقلب الأحوال؟

بالطبع لا.. لو علم لتركها.. لهجرها.. لما أبصرها!

 

لكن سبق السيف العزم وأشرف القدر بلعبته.

 

اقتباس

- إنتى مين؟ وإزاي دخلتى هنا؟! 

ابتلعت غصتها وتعرق وجهها فتبلل التراب أعلى جبينها. فركت يديها فزادت الأوراق انكماشا هامسة: 
- جاية عشان أشتغل.

قالتها بنبرة خافتة مترددة فقابتها الضحكات الصاخبة بأرجاء الغرفة.  تراجعت خطوة للخلف والفتاة المدعوة "تسنيم" تميل تجاهها غي ضحكة مستهجنة. التقطت الأوراق سريعا من الصغيرة في حركة خاطفة: 
- وإنتي يا صُغيّر بقى هتشتغلي إيه؟!
- أي حاجة 

قالتها ببراءة وقد منعت حالها من تعنيف الشابة لتلقيبها بال"صُغيّر".

- منى عبد العال 

نطقتها "تسنيم" مهمهمة وحل الصمت ثوان تحت نظرات الجميع المترقبة خاصة الصغيرة التي ارتعبت متراجعة وقد أدركت أنها فُضحت. لكن حالت يد الشابة بينها وبين الهروب وصاحت بها: 
-سرقتي الورق ده منين يا حرامية؟

شهقت "همس" مرتعدة ولسانها عقد بأشواك الوجل لا تفعل شيئا سوى النهيج والتعرق تحت نظرات "تسنيم" مساعدة المدير الحادة. انتظرت جوابا من المشردة القصيرة أمامها كما تراها.

استمع لصوت صراخ مساعدته بالخارج فتعجب. تحرك لخارج مكتبه يتطلع في حدة إلى جسد "تسنيم" الذي يحجب شيئا ما خلفه. سار فى بطء ومهل صوبها والفتيات حولها صمتن بحضوره.

بضع خطوات ووصل إليها. التف للجهة الأخرى ففوجئ بقبضها العنيف على طفلة صغيرة. اسرع مزيحا يد مساعدته صارخا بها:
-إنتى غبية! مسكاها كدة ليه؟!

تطلعت "تسنيم" في حرج للفتيات حولها حتى جفلت ومديرها أطال النظر بها. أجابت فى خفوت:
-يا فندم البنت دى سارقة ملف واحدة وعايزة تقدم على شغل.
-ها!

نطقها "أسد" في بلاهة من حديثها؛ تلفت في عجب لمن تراقبه زامة شفتيها متوجسة. تسمر ثوان قبالة لون عينيها البحري متمتما فى خفوت:
-سبحان من صور عينيكي!

استند على ركبته أرضا كي يصبح بمستواها والشفقة تحتل عينيه على حال المرتعبة كعصفور مبلل. كانت تخفت شهقاتها كمن تخاف إثارة غضبهم. وجد حاله يبسط كف يده تجاهها متمتما في مرح قليل العهود: 
- نتعرف بالجميلة؟

رفعت رأسها في بلاهة وعدم تصديق. بعدما انتظرت التعنيف قابلها الحنان الذي أرغمها بوضع يدها بكفه. ربت عليها بالأخرى الحرة فى ابتسامة حانية لتتحدث بنبرة تماثل اسمها: 
- "همس" 
- الله اسمك حلو أوى يا "همس" 

قالها في إعجاب جعله شديد الوضوح ليريحها عن كم التوتر الذي يتملكها وقد كان. فقد ألقته جانبا وهي تصيح في حماس وارتياح: 
- بجد 

ماثلها الحماس بالحديث مهمهما. أومأ عنيفا يؤكد حديثه. اتسعت بسمتها في خجل تحرك قدمها يمينا ويسارا. ابتسم عليها ونهض ممسكا كفها يتطلع للجالسات في اعتذار: 
- آسفين يا آنسات بس المقابلة هتتأجل للاتنين الجاي.

تذمرت وجوههن قبل ألسنتهن. حرك كتفيه فى بساطة وإرهاق لفرط التفكير بسرقة الأوراق. احتل الضيق كيانه فلا يقدر عقد عشرات المقابلات وزيادة جسده كللا. 

خرجت الفتيات واحدة تلو الأخرى والبعض يرى العمل هنا يستحق العناء والآخر يقسم عدم العودة لعدم تقدير المدير لهن بينما هو تجاهلهن. تلفت ناحية "تسنيم" الصامتة تطالعه في غيظ. احتد قوله: 
- وإنتي حسابك معايا لسة.
- يا فندم أنا بعمل شغلي ومينفعش ندخل الشحاتين شركة محترمة زي شركة حضرتك. 

أنهت حديثها مبتسمة في انتصار ظنا أن مدحها يزيل غمتها. وقع النقيض تماما لمّا صرخ عليها غاضبا:

رواية ملاك الأسد (المعدلة)
الكاتبة: إسراء الزغبي

ملحوظة: الرواية هيتم نشرها قريبا جدا بعد الانتهاء من روايتي الأخرى (خفقان) وقد يتم نشر كليهما معا حسب المقدرة وسأعلن هنا كل جديد.

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٣ ص - Momen
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٢ ص - صانعة السعادة
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٣٧ ص - anis
أبريل ١٣, ٢٠٢٢, ٣:٥٥ ص - Mohamed
مارس ١٨, ٢٠٢٢, ٣:٣٢ م - Sarora Fayez
فبراير ١٢, ٢٠٢٢, ١٠:٥٣ م - مريم حسن
About Author

كاتبة روائية