بدأ حياته يبيع المكانس ثم أصبح غولا ابتلع اقتصاد إيطاليا، من حواري ميلانو إلى دهاليز وأروقة الحكم، في عصره انتعشت المافيا الإيطالية، تاجر بالجنس وأشياء أخرى، أسقطته راقصة مغربية لم تبلغ الثامنة عشرة من عُمرها، سيلفيو برلسكوني مافيا السياسة .
ولد في مدينة ميلانو الإيطالية عام 1936، ينتمي لأسرة متوسطة، في شبابه عمل كبائع مكانس كهربائية، ثم انتقل للعزف والغناء في ملاهي ميلانو الليلية، كوَّن شبكة علاقات مع الراقصات في الملاهي، وانتقل للعمل كمتعهد حفلات، بالتزامن مع ذلك أسس شركة مقاولات صغيرة في مطلع ستينيات القرن الماضي .
وبعد عشر سنوات من ذلك أطلق شركة تجهيزات للمحطات التلفيزيونية، ستتحول فيما بعد لإمبراطورية إعلامية تتربع على عرش الإعلام في إيطاليا، وأطلق عليها اسم "ميدياست"، وضمت أكبر ثلاثة محطات تلفيزيونية في إيطاليا، وأكبر دار نشر وجريدة يومية، ونادي مبلان الإيطاالي لكرة القدم، بالإضافة لعشرات الشركات الأخرى والنوادي والملاهي .
وبعد ان أكمل اقتحامه لعالم الاقتصاد والترفيه والرياضة، وضع قدما له في السياسة بتأسيسه لحزب "فورزا إيطاليا" عام 1993، والذي يعني "إلى الأمام إيطاليا"، ولينجح في الوصول لرئاسة الحكومة في العام التالي، لكن حكومته سقطت سريعا، بعد اولى التهم التي طالت برلسكوني بالتهرب الضريبي، ما فتح الباب للتساؤل عن الرجل وثروته، ودفع للاعتقاد بأنه اتبع أسلوب المافيا .
أكَّد ذلك شهادة لعضو بالمافيا الإيطالية في غحدى مُحاكماته أوائل التسعينات، حيث أكد على وجود علاقة بين برلسكوني وأحد زعامات المافيا، الشاهد الذي يُدعى "جوفاني بروسكا" قل أيضا أن برلسكوني تلقى دعما من المافيا، ودفع الإتاوة بانتظام لقيادات المافيا، بمبلغ قدره 600 مليون يورو شهريا .
برلسكوني بدوره نفى هذه التُهم وعاد للترشح لرئاسة الحكومة، واستطاع إقناع الناخبين بفضل نجاحه الاقتصادي، كما وعد بإعادة بناء نهضة إيطاليا، ووصل للمنصب الأهم في إيطاليا ثلاث مرات، فحكم إيطاليا ما مجموعه 10 سنوات، وهي أطول فترة حكم يتقلدها شخص واحد في إيطاليا من بعد الحرب العالمية الثانية، وامتدت من التسعينات حتى عام 2011، حيث أدت فضائح أخلاقية لتقدمه باستقالته من رئاسة الحكومة، وعُرض على المحكمة بتهمة التهرب الضربي، وحُكم عليه بالسجن سبع سنوات .
استطاع برلسكوني تفادي تنفيذ العقوبة وتبديلها بعقوبة الرعاية الاجتماعية، حيث عمل لمدة عام في رعاية المُسنين والمصابين بالخرف، لتتوالى بعد ذلك فضائح الرجل وتُكشف معظم أوراقه، حيث نظر القضاء الإيطالي عام 2017 بقضية رشاوى قدمها برلسكوني لعدد من الأشخاص، من بينهم "كريمة محروقي" الشهيرة بـ"روبي"، وهي فتاة مغربية تعمل كراقصة في أحد النوادي التابعة لبرلسكوني، واتهم بممارسة الجنس معها قبل بلوغها سن الثامنة عشر، وكادت هذه القضية أن تضعه في السجن بقية حياته لولا أن بدَّلت روبي شهادتها واستطاع محاموه إقناع القضاء أنه لم يكن على علمٍ أن روبي لم تبلغ الثامنة عشر .
حياة برلسكوني كانت ملئية بمثل هذه القصص، فالرجل بنى ثروة طائلة من خلال تجارته القائمة على اللهو والترفيه والخدمات الجنسية، وهي تجارة ترتبط غالبا بالمافيا الإيطالية، التي ترعاها وتحميها وتُنظمها، ما يُدلل على العلاقة بين غول الاقتصاد الإيطالي وعصابات المافيا ورجالهان الأمر الذي دفع كثيرين للاعتقاد أن المافيا التي رفعت برلسكوني هي نفسها مَن أسقطته .
المصادر :
https://www.bbc.com/arabic/in-depth-42937023
https://www.youtube.com/watch?v=DPZwNoO9nqI
https://www.almasryalyoum.com/news/details/515829
https://www.bbc.com/arabic/worldnews/2013/05/130524_ruby_mahroug_berlusconi_sex_case
You must be logged in to post a comment.