تدفقت الدماء من فمه بصورة هائجة، كان يصرخ صراخ مدويََا، ألم يستطع أحدٌ سماعه؟
نعم، هو كذلك.. فليس في منزله ذاك أحدٌ سواه هو..
أمضى شهرََا على حاله تلك، كان يسكت ألمه ببعض المسكنات من الصيدليات، أو بعض الأدوية العشبية، لكن بعد مضي أسبوعين، طرحه مرضه طرحََا على فراشه البالي..
في بعض الأحيان كان يفكر.. لو أنه فقط حاول حل النزاع بين والديه، ألن يعيش حياة مبهجة؟
أو أنه حاول إقناع والده بعدم بيع أخته الصغرى لذاك العجوز الغني.. ربما إن فعل ذلك لكانت أخته حية ترزق الآن! ولكانت ساعدته في مرضه هذا !
كل ذلك أصبح أماني ضحلة، مستحيلة الحصول..
أوليس هذا مهلكََا..؟
كان ضعيف الشخصية.. يمشي كالماشية وراء عائلته..
أمه قالت: كذا، فكذا هو الشيء الصحيح لفعله، حتى لو كان في نظر العاقل جنونََا !
شيئََا فشيئََا أصبح كالشبح..
لا أحد يسأل عنه؛ لأنه لم يكن يسأل عن أحد
لا أحد يتصل به؛ لأنه لم يكن يتصل بأحد
هل لديه أصدقاء؟ لا،
هل لديه عائلة؟ لا،
هل لديه نفسه؟ أيضََا لا..
كان بشريََا شفافََا، وكأنه لم يكن مخلوقََا ..
فقد التنفس.. كان مستلقيََا على سريره، شاخصََا ببصره إلى السقف، شفاهه متشققة، مليئة بالدماء،
بشرته مسودة بشكل كبير..
- خُيل لي بأنه يبتسم..!
You must be logged in to post a comment.