ها أنذا أتكلم (كتابي)

 

هنا على حافة الليل مستلقية في مكاني المعتاد المثير للإكتئاب، هنا في هذا الركن الذي يعرف جل أسراري  

 

 المتساقطة سدى..

 

حل الظلام مجددا ..ها أنذا في القعر بعد وقعات متتالية، مرة أخرى علي الإعتراف بخسارتي لرهان كان محتم لي أن أخسره بشراسة.. 

 

وماذا كنت أتوقع ، الأمر مضحك من جهة ما.. أنا أعلم منذ البداية بأني سائرة نحو طريق لا خروج منه ولا تراجع..وقعت في شراك الأمل 

 

أجل،الأمل هو عدوي اللذوذ الذي جعلتي أتشبث به لكي أزداد غرقا في الأعماق والآن..ها أنذا أدفع ثمن تفائلي،تبا للأمل والتفاؤل..أنا بخير على هذه الحال،لما لا تدعني الحياة وشأني.. لما لا تدعني أعيش في بؤسي بسلام ..لما علي أن أشعر بالحياة مجددا ثم بعد وهنة من الزمن حين يبدأ الأمر بالإتضاح و تغدو الحياة من منظوري مشعة تنقلب رأسا على عقب، لما عند رؤيتي للضوء في آخر هذا النفق الأبدي يصدمني قطار .. لما علي أن أتسلق وعند اقترابي للقمة أقع من ارتفاع شامخ، لما لا أظل فاشلة وحسب..لما علي أن أحاول وأحاول وأفشل وأفشل مرة أخرى .. كم أنا بلهاء ..

فضولي دوما يقودني نحو المتاعب، ومن هناك أدرك أنني لست قوية كما أدعي ،أو كما أحاول ليل نهار خداع عقلي بهذا الهراء.. كيف أكون قوية وأنا مجردة بشرية تافهة تجر سلاسل مجتمع لا يرحم الضعف الذي هو ضعيف أيضا.

ربما لو ولدت في مكان ما أو في زمن مغاير.. لما اكتسبت هذا العقل المفكر الذي هو عبارة عن لعنة ونقمة أكثر مما هو نعمة..

بعد وهنة من التفكير اللامتناهي، خطرت ببالي فكرة ولأني كالفيلق في الماء فهذا يجعل من الصعب لي أن أنبعث من الرماد، لا يوجد نار متقدة،لقد أُخمِدت منذ  مدة ولن تعود كبركان خامد الآن، لكن وبما أن الأمل الذي أكرهه لازال بجواري فلما لا أرى إن كان حقا كما عهدته ،لربما بإمكانه إنقاذي يوما، وبما أني في القعر، لما لا أحفر في اتجاه القاع ،أعلم بأن أفكاري أحيانا منحرفة لكنها تفيدني تارة و تفقدني صوابي تارة أخرى ،لذا سأجرب هذه الفكرة بدل إلقاء نفسي هنا أكثر مما هي ملقاة ،وانتظار الموت.. وأكثر شيء أمقته هو الانتظار،لذا سأواجه الموت بدل ذلك،

أعلم كم هو صعب لي أن أنهض ،لذا سأغوص في الأعماق أكثر وأعود أعمق مما أنا عليه في عالمي بدل محاولة الصعود ..سأتجه للاسفل لأول مرة وآخرها، لا أدري إن كنت سأخرج على قيد الحياة أو ميتة ،لكني أفضل عدم معرفتي لهذا الأمر وتركه كما هو.. 

كيف لي أن أتعود على هذا الوضع وأنا لست مستقرة حتى في دواخلي ما عساك في حياتي من الخارج.. 

لكن لما لا ..فأنا لن أخسر شيء لاني خسرت كل شيء.. حسنا إذن..سأنام الآن..وفي الغد ربما سأغكر في كيفية تنفيذ خطة الموت هذه.

 

                        #نهاد من كتابي "#ها_أنذا_أتكلم "

 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٣ ص - Momen
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٢ ص - صانعة السعادة
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٣٧ ص - anis
أبريل ١٣, ٢٠٢٢, ٣:٥٥ ص - Mohamed
مارس ١٨, ٢٠٢٢, ٣:٣٢ م - Sarora Fayez
فبراير ١٢, ٢٠٢٢, ١٠:٥٣ م - مريم حسن
About Author