الانتحار مُحرّمٌ شَرعًا وقد اعتبره الإسلام من كبائر الذنوب والآثام التي قد يقوم بها المسلم، لأنه تعدي علي حياته التي وهبه الله إياها فيكون متعديا علي هبة الله له قبل تعديه علي نفسه وتوعد النبي صلي الله عليه وسلم فاعله بالعذاب الأليم وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أن اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا * وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا} ، وقال تعالى: ﴿ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إلى التَّهْلُكَةِ ﴾ وقال تعالى: ﴿ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِى حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا ﴾ كما وروى الإمام مسلم فى صحيحه من حديث أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قتَل نفسه بحديدة، فحديدته فى يده يتوجأ بها فى بطنه فى نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبداً» لكن لا يكفر عند الأئمة الأربعة ؛ لأن الكفر هو الإنكار والخروج عن دين الإسلام، وعند التأمل فى النصوص المحكمة نجد أن قتل المسلم لنفسه لا يُخرجه عن كونه آثمًا بفعله، مرتكبا لكبيرة".
وقد صرح أن المنتحر يُغسل ويصلى عليه، ومعلوم أن الكافر لا يغسل ولا يصلى عليه، وقد ذُكِرَ فى الفَتَاوَى الخانيّة: أن المسلم إِذَا قَتَل نَفْسَهُ فِى قَوْل أَبِى حَنِيفَةَ وَمُحَمَّدٍ يُغَسَّل وَيُصَلَّى عَلَيْهِ، وهذا صريح فى أن قاتل نفسه لا يخرج عن الإسلام، وعليه فلا نجزم بدخول المنتحر النار، بل هو تحت المشيئة أن شاء الله عذبه وإن شاء غفر له؛ لعموم قوله تعالى: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} وذهب بعض العلماء أن المراد بالخلود طول المدة وليس الدوام وذلك لما تواتر فى الأحاديث من أنه: «يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله خالصًا من قلبه.» وعليه فإن المنتحر تُجرَى عليه أحكام موتى المسلمين، فيُغسَّل ويُكفَّن ويصلى عليه ويدفن فى مقابر المسلمين، ويورث ماله ويترحم عليه ويدعى له والله أعلي وأعلم. ولابد من وجود حملات توعية للحد من انتشار هذه الظاهرة.
Ahmed gad
اللهم عافنا
You must be logged in to post a comment.