هل شعرت بالعته من قبل؟

يجدر بي الاعتراف أن يدي هي التي صنعت آخر زعزعاتي، وإن هذا لمؤلم حقا -أكثر من أي شيء مضى- أن تكون أنت الذي أشعلت شرارة الجحيم في داخلك.

كانت روحي آنذاك تتآكل في داخلي ويجوز أن أقول أنها بادت تماما وحل محلها الكثير من الصفعات. لا أبالغ، ولكني كنت أشعر بإشمئزاز أليم إزاء ضعفي المتراكم الذي استقر في نفسي ربما حتى نهاية المطاف، لقد مر وقت طويل على أن أشعر بالسكينة تتسرب من ثقوب عمري وبالطمأنينة تعبر شحابة وجهي البالي. وها أنا ذا، بعد كل ذلك المجهود الذي بذلته لأقف في وجه رعشة ذعري، أشعر بانكسار في داخلي وتضعضع في حيلتي.

ويا للمشقة، إن عقلي لا يكاد يكف عن ملامتي للحد الذي يجعلني أتمنى لو كان بالإمكان أن أعيد الزمان وأن أعيد الحدث، أعرف أن ما يحصل لي هو النتيجة حتما ولكني وعلى وجه الخصوص لا أعرف السبب الذي جعلني أستحقها، إنه لمن المرهق حقا أن أُتم عامي الثاني والعشرين من عمري وأنا في حال لايزال لا يسمح لي أن أفكر بشكل جيد بعد أو أن أتخذ قرارا صحيحا في حق نفسي، هل شعرت بالعته من قبل؟ أشعر برغبة عارمة بالبكاء وليتني أبكي، إنني أمضي لذات السبب الذي جردني ذات ليلة بوحشية من رشدي وألقى بي مدحورا في مهاوي العدم، أمضي حاملا في قلبي ليلا ينخر غريزة البقاء وفي يداي خيبتين من التيه.

إنني وبرغم كل تلك العواصف العابثة في صميم روحي لن أكون قادرا على وصف ما يجيش في صدري الآن، كما أنني أشعر بحرج شديد من نفسي عندما أكتب بهذا الصدق عن عواطفي، ويا له من شعور حاد، أن تكون كمن أبلى عمره كله كي يحصل في النهاية على نهاية مفككة لا تليق حتى بتأريخ كاذب أو مزيف.

حسنا حسنا! إنه عبث الليل لا تصدقه.. أسدل الستار، فلن يهز العالم أنين ضعفي!

رزان رواشدة 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٨ ص - jimina
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٥ ص - شهد بركات
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١:١٤ م - Amani
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١:٠٨ م - soha
أبريل ١٢, ٢٠٢٢, ٢:٠٠ ص - Zm23138244
أبريل ١٢, ٢٠٢٢, ١:٥٩ ص - Kawthar hasan
About Author

لا الدنيا أقبلت إليّ ولا الزمانُ أدبر