ما رأيت أفضل من شخص يجد الله حوله أينما ذهب ، أينما سعى ، حيث يرفع كفيه نحو السماء متجها بقلبه وجوارحه إلى الله ؛ فتناديه الملائكة فى الملكوت قد أجيبت دعوتك ياعبدالله ، هؤلاء يحبهم الله ليس لكثرة صلاتهم او صيامهم أو قيامهم ، فهم من طبع الله على قلوبهم بمحبته ورضاه ، تجد القبول فى وجوههم ، لقد نالوا رضا ربهم من حيث لا يحتسبوا .
وفئة أخرى ؛ أحبهم الله لما نالوا من رضا أمهاتهن اللاتى ولدنهن ، فحجبت رضائهن غضب الرب عليهم فيما اقترفوا من ذنوب ، فالنبي "موسى" عليه السلام ظل يدعوا على الطاغية " فرعون " أربعين سنة وما حجب دعائه غير بر " فرعون" بأمه ، فقد كان " فرعون " ابنا بارا بأمه ، كما لا يموت البار بأمه ميتة سوء أبدا ، وهى أيضا واحدة من مسببات أن ينال العبد أعلى الدرجات ؛ دعاء أمه له ؛ فهنيئا لمن نال رضاها وامتلك حبها .
وعبد صالح يحب الله ؛ يذنب مرة ويتوب مرة ، فخير الخطائين التوابين ، فيحبه الله لطيبة قلبه وصفائه ، ولأنه يخوض حربا نفسية بين الخير والشر ؛ بين فساد أعماله وصلاحها ، يغمر هذا النوع من العباد رحمة من الله ، قليل الإبتلاء فيكفيه المعارك النفسية التي يخوضها ، أموره هادئة إلى حد كبير ، ينقصه فقط الرضاء التام عم يقسم له من الأرزاق .
وطائفة أخرى لا يعنيها حب الله لها ، فحب المادة التى تمنحها طعاما شهيا وملابس فاخرة ؛ وفراشا من ريش النعام تكفيها ، تلك النفوس لا تسأل عن كون الله يحبها أم لا ولا تهتم لهذا الأمر ، ليس لهم صوتا يخرج من أعماقهم يحاسبهم فى جوف الليل عن مااقترفته أنفسهم فى وضح النهار .
حب الناس للمادة غاية لا تدرك ،،
وحب الله غاية لا تترك ،،
فادرك ما لا يترك واترك ما لا يدرك .
أحبكم الله ، فإن أحبكم أدهشكم بعطاءه .
Mervat
You must be logged in to post a comment.