جلست على شاطئ البحر وحيداً بلا أنيس ولا رفيق... تائه امضي لا أعرف للسعادة من طريق مثقلا باحزان وهموم نظرت إلى الماء ينساب فتمنيت أن ينزع البحر عن القلب آلامه. رأيت في الماء صورة لوجه قد رسم القدر عليه سطورا لكتاب يملؤه جراح وهموم وترك الحزن اثرا فوجه شاب وقلب عجوز وإذا بي انظر فأرى فتاة تجلس على كرسي ويزين رأسها قبعة جميلة تخفي وجه لحسن فاق الحدود وفجأة هبت نسمة رقيقة فالقت بالقبعة بالقرب مني وإذا بتلك الفتاة تقترب مني شيئا فشيئا... رويدا رويداً على مهل وكلما خطت خطوة إذا بي أشعر بقلبي وقد اهتز كيانه وتسارعت دقاته حتى ان صوتها ليعلو على صوت الماء مرتطما بالصور وفجأة اقتربت مني وبصوت رقيق ساحر. أشارت إلى القبعة وأوضحت أن تلك القبعة التي كنت ممسكا بها هي لها فقدمتها إليها واعطيتها إياها وقد قدمت لها قلبي مع تلك القبعة وكم كنت أتمنى لو كنت تلك القبعة التي احتوتها يداها فاروق بقرب منها آه جميلتي كم أريد أن أشكر تلك القبعة بل ان اقبلها لأنها أتت بك لي. ترددت أن اسألها وقد لاحظت هي حيرة وسؤال في عيني قالت:أراك تريد أن تطرح على سؤال قلت لها متعجبا : نعم أردت أن أسأل كيف لأجمل مخلوق رأته العيون أن يجلس وحيداً قالت: لم تجلس أنت وحيد؟ قلت لها: انا اجلس وحيداً هارباً ابحث عن مقبرة ادفن فيها حزني وألامي واسمح لدمعة تسقط من عيني أن تختلط بموج البحر فيلقي بها الموج بعيداً. فما بالك انت تجلسين وحيدة أليس هناك من أحد تعرفيه وكيف لهذا الجمال ان يكون وحيداً وهناك آلاف وآلاف يتطلعون للفوز منك بحديث بل أن القمر والنجوم تتطلع بغيرة إليك. قالت: قد جئت أشكو إلى البحر ما يجول بخاطري فاراه يسمع شكواي ويثبت على صدري قلت لها : كيف للبحر الا تخطفه أنوار لك؟ ولم تحملين هما قالت: ولم تحمل هما قلت: انا شجرة قد جفت فروعها وانت ما زلت خضراء ندية. قالت : ما حساب العمر بالسنوات. قلت:إن لمسة الحزن قد أضافت إليك بريقا وجمالا. قالت: هل أحببت؟ قلت : لقد أغلقت قلبي... كفاني ما عانيت لم يعد بقلبي من قدرة على احتمال. قلت: كم من محب هائم طاردني كي يفوز مني بكلمة... فما بال قلبي أراه مشدودا لك مهتما بك اتراه قد استسلم وتلك على الحب علامة؟ قلت: أميرة قلبي اخاف على كلينا من جرح يعاني القلب طويلاً من آلامه. قالت: إن مس حبي قلبك فلندع الماضي يمر ولنبدا معا نبني للحب عشا نسكنه ولنحقق للقلب آماله.
You must be logged in to post a comment.