لملمت أوراقي التي تساقطت مني كما تتساقط أوراق الشجر في فصل الخريف ومضيت وحيداً مثقل الخطوات شريدا في طريق مقفر فإذا بي يظهر أمامي ذلك الوحش المخيف وسط الطريق والذي اوقفني متسائلا :. هل اصابك حبك بمس من الجنون؟ أخبرني من انت ايه الشاب وماذا تريد؟ كيف تمضي في طريق لم يطاه من احد من العالمين؟ ألم يأتك احد بالنبا؟ ألم يصل إليك الخبر؟ ألا تدري ان الأشباح التي تلقى وتبث الرعب في نفوس البشر ليس لها على اجتياز وعبور هذا الطريق من قدرة فتقف عاجزة دون حراك؟ هل هانت عليك نفسك ام انك تقدم على الانتحار؟ أعلم أني أراك مبنى متصدع يتهاوي... أتراك ايه المخبول قد أوصلت نفسك إلى أقصى درجات الانهيار؟ ألم يبلغك من احد بأن ذاك طريق بلا عودة أو رجوع؟ الآن سوف انقض عليك وأودى بحياتك ولن ابقى منك من شيئا غير الضلوع. قلت له مخاطباً إياه : اصبر قليلاً واستمع إلى حديث مني ايه الوحش اللطيف. فما جعلني اكمل من حديث رد على قائلاً : يا ايه الذي مسك ضرب من الجنون أخبرني... هل تعي وتفهم ما يخرج على لسانك من لفظ؟اخبرني واصدقني القول:هل أبدو لك حقا لطيف؟ سوف اقتلعك كشجرة جفت اغصانها في فصل الخريف فلن ابقى لك أثر. قلت له : رويدك.... اتركني اكمل حديث. فقال لي: سوف اصبر عليك حتى تنتهي من حديث. أليس من حق من ينتظر الموت حقا أن نحقق له ما يبغى... فتحدث كما تشاء وأطلب ما تريد أن هي إلا لحظات وأغلق على روايتك الستار ولكن لا تطلب من أن اتركك ترحل أو ألا اقتلك فاتركك تعيش. قلت له : هل مس قلبك الحجري من ذرة من حب؟ هل تدرك ما يعانيه قلبي من عذاب؟ وهل في العيش بعيداً عن الحبيب من لذة؟ هل رأيت خيال أو طيف لحبيبك فاسدل الحزن عليك استاره؟ قال: كفى... قد اوجعت قلبي.. سوف اتركك تمر لتصل لمن تحب فما لي من قوة فامنع من أشعل الشوق ناراً واسكن في قلبه العذاب.
You must be logged in to post a comment.