بين الوحدة وانياب الثعالب
(( لافندر ))
لافندر فتاة يتيمة الابوين فقد توفيا والداها في حادث سير عندما كانت فتاة صغيرة في عمر الثلاث سنوات ، نجت لافندر من ذاك الحادث ونقلت الى المشفى حتى تحسنت ،
اخذت حظانتها جدتها والدة والدتها و ربتها بافضل ما استطاعت ،
فقد تعبت الجدة كثيراً في تربيت هذه الطفلة بسبب كبر سن الجدة، كبرة لافندر واصبحت في سن الثانية والعشرين ،
كانت الجدة تحصل على لقمت عيشها في محلها الصغير وهو محل لبيع الخضار والفواكه الطازجة وكان موقعه بجوار منزلها ،
ذات يوم مرضت الجدة بمرض شديد وشعرت انها في اواخر ايام حياتها وان الموت قريب فأمرة حفيدتها ان تحافظ على هذا المنزل بعد وفاتها ولا تستهين به ابداً صحيح ان المنزل ملك للعائلة وورثته الجدة من اجدادها لكن هناك سبب آخر يقلق الجدة هو ان الحياة قاسية ولا ترحم الضعيف ابداً وان حفيدتها لافندر يتيمة ووحيدة وضعيفة فكان كل ما يخطر على بال الجدة ان طالما حفيدتها تملك هذا المنزل وتترزق من محلها ستكون بخير وستعيش مرفوعة الرأس كل ما ارادته الجدة هو ان تموت مطمأنة على حفيدتها ،
قالت الجدة لحفيدتها :
يا ابنتي ربما هاذا المحل بسيط و لا يجلب لك الكثير وانتي صغيرة وطموحك كثيرة !!
لا امنعك ابداً ولا اقف بطريقك ان كانت رغبتك بالبحث عن عمل يعجبك والسعي وراء طموحك لكن لدي طلب صغير منك لا تبيعي ولا تهدي هاذا المنزل ابداً .
اورثيه لابنائك كما ورثته لك ابقيه ارجوك يا ابنتي ، اخشى واخاف عليك ان ضاق بك الحال او اغلقت الدنيا بوجهك ابوابها صدقيني ستجدينه مأوى يحتويك ولا تغرقك الدنيا بشرها فاليوم لا احداً يرحم الضعيف ،
كانت الجدة في فراش الموت تودع حفيدتها لم ترد ان تترك حفيدتها وهي مازالت صغيرة لكن ما كان بيدها فعل شيء غير توديعها ،
فقالت الجدة :
تمنيت يا ابنتي ان ابقي معك حتى ازوجك لكن المرض اقوى مني يا ابنتي كما ترين فانا عجوز كبيرة جداً وضعيفة ، سامحيني يا ابنتي لم يكن الامر بيدي ان الموت بيد الله وحده ،
مازلتي صغيرة كيف ساتركك تعيشين في هاذا العالم وحدك ،
اعتني بنفسك يا ابنتي جيداً ولا تدعي الدنيا تظلك عن الصواب كوني دائماً في الطريق الصحيح وابتعدي عن الشر والظلم فان نهايتهم أليمة ،
انت اجمل واغلى ما حصلت في حياتي ارى بك عين ابنتي وصوتها ولمستها وظحكتها ربما نخسر احبائنا في الحياة لكن تاكدي ان كل من احببته سيبقى دائماً بالقرب منك في قلبك .
كل ما كانت تفعله لافندر هو امساك يد جدتها غارقه في دموعها لم تعرف لافندر غير جدتها في حياتها منذ وفاة والديها لم يسال عنها احد ولم تعش طفولتها كما يجب ، فقد اعتمدت عليها الجدة كثيراً لكسب لقمة عيشهم بسبب ضعف الجدة وقلة حركتها ، علمت الجدة لافندر المسؤولية من صغرها وعلمتها كسب لقمت عيشها بنفسها ،
لقد كانت لافندر تحزن احياناً وتغضب بسبب عيشتها البسيطة فقد رغبت بحياة اخرى اكثر رفاهية وكانت لديها احلامها وامنيات كثيرة كحال اي فتاة صغيرة بريئة ،
و بعدما علمت لافندر انه قد حان وداع جدتها شعرت بالخوف وبالحزن الحقيقي علمت انها كانت محظوظة وكم كانت سعيدة ،
كم تمنت لافندر ان تبقى جدتها معها ولا ترحل عنها ،
توفيت الجدة وتركت لافندر في هذه الحياة وحيدة ،
وهنا بدأت مأسات لافندر ... يتبع
You must be logged in to post a comment.