قصة الجفوة بين أبناء علي بن أبي طالب الحسن ومحمد بن الحنفية
مما لا شك فيه أن الأخوّة من أعظم الروابط الإنسانية، إذ أن الأخ هو السند الحقيقي لأخيه. ولنا في تاريخنا الجميل نماذج عديدة كدليل على ذلك. ومنها على سبيل المثال لا الحصر مساندة سيدنا هارون عليه السلام لأخيه سيدنا موسى عليه السلام، وصدق الله العظيم إذ قال : سنشدًّ عضدك بأخيك. صدق الله العظيم.
بين أيدينا قصة من روائع قصص الأخوة في التاريخ الإسلامي، وقبل الخوض في القصة لا بد من بعض التقديم لأحد بطليها وهو سيدنا محمد بن الحنفية.
إستأذن سيدنا علي بن ابي طالب كرم الله وجهه سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم في أن يسمي أحد أبناءه محمد وأن يكنّيه بأبا القاسم، فأذن له النبي الكريم بذلك. تزوج سيدنا علي كرم الله وجهه من خولة بنت جعفر الحنفية وأنجب منها ولده محمد والذي ينسب اليها تمييزا له عن خيرة شباب اهل الجنة الحسن والحسين ولدا فاطمة عليهم صلوات ربي وسلامه الى يوم يبعثون.
وبعد، فقد كانت تلك توطئة للقصة التي بين أيدينا، حيث حدثت بين محمد بن الحنفية وأخيه الحسن بن علي صلوات الله عليهما جفوة، فأرسل محمد بن الحنفية كتابا إلى أخيه الحسن يقول فيه: أما بعد، فإن جدّك لأمك هو سيد الاولين والاخرين صلى الله عليه وسلم، وأما جدي لأمي فهو جعفر بن قيس. وأما أمك فهي خير نساء العالمين فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم، وأمي خولة بنت جعفر بن قيس.
فإن وصلك كتابي هذا، فتعال إلي فصالحني حتى يكون لك الفضل علي في كل شيء. فلما قرأ الحسن تلك الكلمات رقّ قلبه لأخيه وذهب إليه وصالحه.
أنعم بالحسن أبا محمد وأنعم بأبي القاسم محمد بن الحنفية الذي أراد الفضل لأخيه في كل شيء متناسيا جفوته وخصومته. وليس بغريب على أمثال هؤلاء أن يضربوا لنا النموذج تلو النموذج في محاسن الاخلاق ومكارمها، وهم الذين تربوا في بيت النبوة وفي بيت على كرم الله وجهه. اللهم إجعلنا ممن يسير على نهجهم إلى أن نلقاك متأسين بهم وبأخلاقهم وبأخلاق جدهم صلى الله عليه وسلم.
You must be logged in to post a comment.