رواية شبيه خطيبي (الفصل الثاني)

-بالمناسبة كيف مات باهر؟

-لقد كنت مع سيرين صديقتي بالسيارة وكان باهر بسيارته بمفرده وكان ثلاثتنا حديث السواقة لذلك قررنا التمرين فى طريق بعيد واثناء سواقته انقلبت السيارة وما هي لحظات حتى انفجرت ورأيته يحترق امام عيني وتمنيت ان تنقذه سيرين اولا ولكن لم يكن هناك وقت.

-اعتذر لجعلك تتذكرين الماضي، ولكن ماذا تقصدين انكِ تمنيتِ أن تنقذه سيرين اولا، هل انقذت احد اخر اولا؟!

-اقصد لم نلحق أن ننقذه، دعك من هذا هيا نتناول الغداء قبل أن يبرد يا با.. يا حمزة، لما لا تكمل طعامك انه من افضل المطاعم؟

-ان مذاقه جيد ولكنى احب الطعام المنزلي، هل تجيدين الطبخ؟

-نعم، انا طباخه جيدة.

-حسنا سأقيم طعامك.

وفى تلك اللحظة جاءت بسنت ورأت حمزة ومريهان يتناولون الطعام معا فأشعلت الغيرة قلبها وقالت:

-حمزة غريب انك تتناول طعام جاهز، لقد احضرت لك الغداء وقد اعددته بيدي كما تحب.

-شكرا يا بسنت، وهذا الطعام الجاهز جيد أيضا، فلا تتعبي نفسك بتحضير الطعام لي بعد ذلك.

اخذت بسنت الطعام ورحلت وهى غاضبة، ورأى حمزة نظرة الغيرة على مريهان فقال:

-انا لا احب الطعام الجاهز ولذلك عرضت بسنت عليّا ان تحضر لى الطعام معها فوافقت فنحن كالأخوة، كما انى احيانا اوصلها للمنزل مقابل ذلك، و...

فلاحظ غضب مريهان فحاول تصليح الامر مرة اخرى واكمل قائلا:

-ولكنى احببت الطعام الجاهز اذا كنتي أنتى من سيشاركني ذلك.

-سأطبخ لك طعام منزلي بيدي وسأنتظر رأيك. 

 

وعندما بدأت التدريبات مرة اخرى جاء اتصال من سيرين إلى مريهان وطلبت منها ان ترى شبيه باهر وأخذت العنوان وبعد مرور ساعة وصلت سيرين لتعرفها مريهان على حمزة وعندما رأته صرخت وقالت له:

-لو لم ارى جثة باهر وهى تحترق امام عيني لظننتك هو.

-اتفهم قصدك فقد رأيت صورته من قبل.

قالت مريهان:

-والان دعينا نشاهدهم من تلك المقاعد. 

وعندما جلسا معا قالت سيرين:

-الان تفهمت لما أنتى هكذا، فلم اتصور ذلك التشابه هما متطابقان.

-هناك مشكلة، حمزة يريد ان يتناول طعاما من طبخي.

-طبخ مَن؟ هل أنتى تطبخين!!

-يجب أن اتعلم الطبخ.

-هذا سهل، دعي الأمر لي. 

 

وفى المساء طلبت مريهان من حمزة ان توصله إلى المنزل كما هو متوقع ولكن اعتذر منها قائلا انه سيذهب مع المخرج من اجل بعض المهام وغدا يوم العطلة وسيراها بعد غد، نظرت مريهان بحزن ثم قالت له لا بأس ورحل  بعد ذلك ثم قالت لها سيرين:

-لما أنتى حزينة هكذا!! عندي فكرة؛ واقتربت من اذنها واخبرتها الفكرة فرحت مريهان وقالت: 

-نعم انها فكرة رائعة. 

 

وفى صباح اليوم التالي كان حمزة ووالدته يتناولون الفطور

فسمعا صوت طرق على الباب، فتح حمزة الباب ورأى امامه مريهان وسيرين فقال بصوتا خافت:

-ما الامر؟ لما اتيتما؟

ردت مريهان بنفس الصوت الخافت

-اريد التعرف علـى والدتك.

-لماذا؟

ثم سمعا صوت والدته عاليا وهى تقول:

-مَن يا حمزة؟

قالت مريهان بصوت عالي: 

-انا مريهان صديقة حمزة ومنتجة مسرحيته، وهذه صديقتي سيرين.

-وما هذه الأكياس؟

-انها خضروات ولحوم لأننا ننوى إعداد الطعام هنا واتفقت مع حمزة امس بشأن هذا، هل نسيت يا حمزة؟

-نعم نعم كيف نسيت؟! 

ووضعت سيرين المشتريات على الطاولة.

قالت وداد:

-وما مناسبة ذلك؟

قالت مريهان:

-للاحتفال بالمسرحية، هيا لنبدأ بالطبخ يا سيرين وهذا بعد اذنك، اين المطبخ؟

اشارت لها وداد على مكان المطبخ فتوجهت مريهان إليه ثم نظرت إلى ابنها وقالت من تلك الفتاة الحسناء هل هي حبيبتك؟

ابتسم حمزة وقال: 

-إن الامر ليس كما تظنين.

-سأدخل إلى المطبخ فيبدو انهما لا يعرفان الطبخ او حتى شكل المطبخ؛ وضحكت.

وكانت سيرين تتولى مسئولية الطبخ وهى مَن تخبر مريهان ماذا تفعل وبدأت مريهان بالتحدث مع والدة حمزة:

-هناك سؤال اود أن أسأله هل كان لحمزة اخ توأم؟

وقفت والدته واقتربت منها وقالت:

-لما تسألي هذا السؤال هل رأيتي احدا يشبهه؟

-نعم قابلت شخص مطابقة له تماما.

-أين رأيتي هذا الشخص؟

-قابلته بالخارج وتمت خطبتنا هنا منذ اكثر من عام فقد كان هذا الشخص خطيبي.

-وأين هو الان هذا الشبيه؟

-هو ميت الان، توفى منذ سنه.

-ميت ماذا قلتِ ميت!! 

-ماذا هناك؟ 

-انا اخشى سيرة الموت. 

 

فقالت سيرين: 

-لا تتهربي يا مريهان من الطبخ هيا نكمل معا.

وقالت وداد: 

-سأعود إلى غرفتي قليلا. 

 

دخلت وداد غرفتها واحكمت اغلاق الباب وبعد لحظات طرق حمزة باب غرفة والدته ففتحت الباب ووجد حمزة الدموع بعيون والدته فسألها:

-ما الامر يا أمي؟

-لا شيء، أنا تمنيت طوال عمرى ان تتزوج والان اخشى ان تتزوج وتتركني.

-لا تقولي هذا، نحن اصدقاء فقط.

ثم سمعا صوت سقوط الاطباق فتوجهوا إلى المطبخ

وقال حمزة:

-مريهان، سيرين، هل انتما بخير؟

قالت مريهان:

-بخجل لقد سقط من الطبق بدون قصد اعتذر سأقوم بشراء أخر

ضحكت وداد وقالت لا تقولي هذا فانتي مثل ابنتي ونظرت إلى ابنها وقالت اتركنا حتى ننهى الطعام. 

 

وبعد مرور ساعة دخل حمزة إلى المطبخ وقال: 

-ان رائحة الطعام شهية.

قالت مريهان:

-كما قلت لك انا طباخه ماهرة.

ضحكت والدته وسيرين ضحكة عالية فقال حمزة:

-ما الامر لما تضحكون؟

فقالت مريهان:

-لا تفكر بالأمر وانتظر حتى ننتهى.

وبعد الانتهاء تذوق حمزة الطعام وقال:

-انه حقا لذيذ يا مريهان انه مثل طعام أمي.

ضحكت امه وقالت:

-لأنه طعامي بالفعل، لأن مريهان احرقت الطعام.

فقالت مريهان إلى حمزة:

-في الحقيقة انها المرة الاولى التي اطبخ فيها والعيب على سيرين التي أفهمتني انها تعرف الطبخ قليلا وبالحقيقة هي مثلى تماما.

قال حمزة:

-ولما لم تخبريني من قبل ذلك؟

-لأنى شعرت انك ستفرح اذا كنت اطهو جيدا.

-لا تتجملي وكونى كما أنتى، دون ان يهمك رأى احد.

فقالت سيرين:

-انا اعرف طبخ بعض الاكلات ولكن مريهان احضرت اطعمه لا اجيدها نعتذر على هذا يا باهر.

وقعت ملعقة وداد من يدها على الطاولة فأعدها حمزة إليها وقال:

-أنتى بخير يا أمي؟

-نعم بخير سأرتاح قليلا بغرفتي. 

 

وفى نهاية اليوم رحلت مريهان وسيرين وعاد الاثنان إلى منزلهما وبعد ذلك طلبت وداد من حمزة الابتعاد عن تلك الفتاتين فسألها حمزة بتعجب عن السبب فقالت:

رواية شبيه خطيبي الفصل الثالث من هنا

 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٣ ص - Momen
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٢ ص - صانعة السعادة
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٣٧ ص - anis
أبريل ١٣, ٢٠٢٢, ٣:٥٥ ص - Mohamed
مارس ١٨, ٢٠٢٢, ٣:٣٢ م - Sarora Fayez
فبراير ١٢, ٢٠٢٢, ١٠:٥٣ م - مريم حسن
About Author