الثاني من حزيران ، بداية الصيف و بهجة الصيف ، بداية حزينة . من المتوقع دائما سقوط آخر قطرات الندى مع بداية كل صيف سقوط الندى الذي يضفي على صباحانا النقاء ، الطمئنينه ، الصفاء . لكن سقوط ندانا في ذلك الصباح كان بداية السواد .
لم نكن ننتظر منك السقوط ولا الذهاب ، لم نكن ندرك أن سقوط الندى هذا الصيف يعني ذهابك ، و كم كان مؤلم ذهابك ، في ذلك اليوم لم تغمض جفوننا ولا غفت عقولنا أصحيح أن ندى ماتت ! أيعقل أننا لن نراها كما عهدنا في كل صباح أو مساء ! لن يتردد ذلك الصوت البريء في أرجاء زوايانا ، أهذا من المنصف أن تتركينا بذهول ، لماذا لم ترحمي فينا قلوبنا المتعلقة فيك ، لماذا فطرتي نفوسنا ، و قهرت قلوبنا ، لا نقول سوا حمدا لرب جعل من ذكراك حسن الخلق و الأدب و الحب .
لم أكن أتصور أن أولى الكتابات ستكون في ذكراك ، و إنه من الصعب الكتابة عليها . لازلنا نستذكر تلك اللحظات الجميلة و الليالي المليئة بصوت ضحكاتك ، لا بل نحن لا نكاد نذكرك حتى تعود الذكرى مرة أخرى ، في كل جلسه ، في كل ضحك ، في كل طبق ، في كلمات الأغاني و في ذكريات الصور و في كل تاريخ .
متعب و قاسي ذلك الشعور ، شعور اللاوعي أيعقل أنها ذهبت ، أم أنها لم تكن ، ماذا لو كان ذلك حلما ؟ يا ليته حلما ، أتعلمين أننا في كثير من الأوقات نلوم أنفسنا . لقد قالوا أن من يقترب من الموت يشعر و أنت شعرتي قلتها لكننا لم نصدق رأينا فيك الفتاة المتشائمة ذات الشخصية المفتعلة للدراما الحزينة و الكئيبة و قد تبين أن كل تلك الدراما نهايتها حزننا نحن و غيابك أنت .
النور موجود لكن سوادا تركته فينا لن يزول ، نعم نضحك نكمل حياتنا لكن مازال جزئا فينا يفتقر للسعادة الكاملة ، تلك السعادة التي تنتهي بابتسامة عفوية لطيفه على وجوهنا قبل أن ننام ، بات يومنا ينتهي بدمعة نكتمها رغما عنا حتى لا نحزنك فقد جئتنا في أحلامنا تطلبين عدم الحزن و البكاء و قلت أنك سعيدة ، نعم سعيدة و لما لا ، فتاة تبكي القطط إن مرضت وإن ماتت فتاة تحرم على من حولها قطف الزهور بقولها إنها روح لا تؤذوها .
عزائنا الوحيد في فقدك أننا لا نذكر منك إلا كل شي جميل الأخلاق الفاضلة ، الحب و الصداقة ، ثلاث سنوات كانت كفيله لإبقاء ذكريات جميله خفيفة لطيفه مليئة بالبسمة منك مذ أن ذهبت ذهب جمال الندى .
You must be logged in to post a comment.