الآثار الايجابية لتداخل الثقافات

فبعد ان تعرضنا لبعض من أسباب تناقل الثقافات المختلفة وانتشارها فى مجتمعات غير مجتمعاتها الأصلية على حساب الثقافات الأساسية لدى المجتمعات نفسها، وتبنى الجيل الجديد لمثل تلك الظاهرة. علينا هنا أن نطرح بعض الأسئلة الهامة التي تساعد المجتمع على إدراك مثل هذه الظواهر.. وهذه الأسئلة تتمثل فى

هل لمثل تلك الظاهر( تداخل الثقافات) أثر سيئ فى المجتمعات أم أثر نافع!ام انها تمتلك النوعين من الأثر على المجتمعات المختلفة؟ وكيف يمكن للمجتمع أن يتدارك هذا؟

بعد النظر فى هذه الظاهرة التي سرعان ما انتشرت فى المجتمعات المختلفة، ظهر أنها تمتلك آثارا نافعة كما تمتلك ايضا آثارا سيئة، فعلى الرغم من كون الثقافات المختلفة أثرت فى تناقل العادات الصحية والصحيحة وربما ساعدت فى تغيير بعض الروتين لدى أغلب المجتمعات مما كان له آثاره الإيجابية على الجمهور والمجتمعات، فبعض الأفراد يشعر بالتحسن لتغيير بعض عاداتهم بالإضافة الى أن مثل هذا السلوك يكسبهم الشعور بأنهم مواكبين للعصر وخاصة عند تقليدهم لثقافات مجتمعات متقدمة، إضافة إلى أن هذا بالفعل يضفى ميزته على المجتمعات التي تمتلك بعض من العادات الغير صحيحة والغير مبررة بأسباب منطقية.


ولكن هناك شروط كي تأتى بثمارها.


أما عن تداخل الثقافات فله العديد من الفوائد ولكن هناك شروط كي تأتى بثمارها النافعة على المجتمع بشكل عام وعلى كل من يتعرض لها، فأولا: يجب على الآباء أن يقوموا بتدريب أبنائهم جيدا وتسليحهم بشكل جيد ولكن كيف يتم هذا؟
يتم هذا من خلال تعليم الأبناء العلم الصحيح وتنشئتهم النشئة القويمة التي يعرف الأبناء من خلالها هويته جيدا بل ويعتز بها أيضا غير مكتفيا بالمعرفة، ويعرف جيدا العادات والتقاليد التي سيتقبلها مجتمعه والعادات والتقاليد التي لن يتقبلها مجتتمعه، حيث يعرف هذا جيدا من خلال بناء مرجعية ثقافية ودينية بشكل سليم منهجي، بحيث لا يختلط عليه الأمر إذا ما تعرض للثقافات المختلفة بشوائبها المختلفة التي يقع فى وحلها الكبار الجهال قبل الصغار. 


اللغة العربية.


وحرص الأهل على الاهتمام باللغة العربية وتعليمها لأطفالهم هذا بالطبع بجانب الاهتمام باللغة الانجليزية، إلا ان هناك فرق كبير فى الأهداف الخاصة بتعلم كل لغة، فهذه من أجل فهم الثقافة بشكل جيد بل والتعلق بها والاعتزاز بها أيضا، والاخرى من أجل إيجاد الفرص الجيد للعمل، وهنا يتجلى الفارق الكبير، فبتحديد الأهداف يسهل الوصول، إلا أن أغلب الآباء اليوم يقعون فى درك الانغراز فى الثقافة الغربية، متجهين الى تعليم أبنائهم اللغة الإنجليزية بشكل جيد ومتقن، متناسبين اللغة الأم لأصلهم وبلدهم التي نشأوا فيها وهي اللغة العربية ، فإذا ما قام هذا الطفل ذي الأبوين الجهال بقراءة كتاب للرافعى او كتاب فى الشعر الجاهلي أو الأدب العربي، تجده يقف أمام بعض كلمات اللغة العربية مزهولا منها، لا يعرف الذى تعنيه هذه الكلمات ويشعر وكأن تلك الكلمات مجرد طلاسم كتبت لغيره او ربما كتبت لغير زمانه. 

هذا كان بالنسبة الى اللغة والثقافة، بقي هنا مقام متابعة الأبوين لأبنائهم، وانعقاد الجلسات الأسرية كل اسبوع مرة على الأقل يتحدث فيها الأب عن الهوية العربية وخاصة الإسلامية، ويحكى لأبناءه الحكايا التي ملأت التاريخ العربي والإسلامي، مما يزيد لديهم رابطة الصلة بثقافتهم بشكل جيد.
وهنا يكون الأبناء قد استعدوا كل الاستعداد لاستقبال ثقافة الغرب منتقيين ما ينفعهم وتاركين الشوائب التي لا تنفعهم. 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
About Author