البشر من وجهة نظر

البشر من وجهة نظر

يؤسفني ان بعض البشر وجدو من الاخرين لعبة وتسلية لهم بان يتلاعبوا بهم وبمشاعرهم ويستغلونهم لمصالحهم الشخصية غير ابهين بهم كأنهم يعبثون بدمية ما ولكنهم لا يعلمون ان هذه الدمية ستدب فيها الروح وتسعى لانتقام قاس من الذي تلاعب بها، وما أن تبدأ هذه الدمية بالانتقام لا تتوقف عن ذلك.

 وذلك بصرف النظر عن المنتقم منه وهي ترى ان البشر كلهم متشابهين ويجب ان يتم الانتقام منهم وبغض النظر عن ماهية الانتقام اما بفعل المثل او الزيادة على ذلك مما يجعلها بدورها تعبث بدمية اخرى شبيهة بها مما يجعل تلك الدمية ايضا تسعى للانتقام لتبدأ الدائرة من جديد ببحثها عن دمية سليمة للتلاعب بها وهكذا دواليك حتى يعم الشر في الارجاء بدون ان تترك الدمى فرصة لها للتوقف والتساؤل هل الامر فعلا يستحق ان اهدر فرصة وجودي الوحيدة في محاولاتي للانتقام.

 الامر الذي يبعد تلك الدمى عن ما معرفة من تكون وماذا  تريد ان تكون وقد صارت تلك الدمية مغيبة بمشاعر الحقد والغضب ومشاعر اخرى بالنقص والضعف وان الالم الذي تشعر به في كل الاوقات ناتج من سوء فهمها لذاتها وتخلفها عن الوصول الى مرحلة الانسان وأن تلك الدمية لم تتعرف بعد على كمية الفراغ المتواجد داخلها جراء التلاعب بها  ولم تبحث عن كيفية ان تكون انسانا له قيمه ومبادئه ويعيش من اجل نفسه.

 فعلا يؤسفني حقيقة ان البشر لا يستطيعون التمهل والتوقف والتأمل الا بعد فوات الاوان، لماذا يا ترى تكون الامتحانات والنتائج قبل تعلم الدروس في هذه الحياة وليس كما عودنا منذ الصغر في المدارس ففيها الدروس قبل الامتحانات وصدور النتائج.

 ويؤسفني ايضا عدم تقبلهم لحقيقة وجودهم ووجود غيرهم فأغلب تلك الدمى لا تتقبل وجود الاخر في حيز وجودها ولا تسعى الى ارتباط حقيقي جسدا وروحا مع الاخر فقد اكتفت بكونها تستمد قوتها من الحقد وشعور مرير بالانتقام وتغافلت عن حقيقة كونها انسانا في الاصل الذي يأنس بالاخرين ويستمد قوته منهم الامر الذي يؤدي به الى شعور بالرضى التام عن نفسه.

 والامر الذي يدعو على الاسى أنني اجد البشر لم يكتشفوا بأنهم كائنات مختلفة عن باقي الكائنات فأنا اجدهم معتادين على العيش كما الحيوانات فهم لا يختلفون بأي شيء عن الحيوانات سوى تلك العينات الفريدة التي كسرت تلك الدائرة اللعينة وذلك بمحاربتها وبحثها الدائم والتوقف والتدبر في امرها لتخرج من كونها دمية للوصول الى مرحلة الانسان المتصالح مع ذاته الانسان الاعلى الذي ذاق الطمأنينة بغير الانتقام بل بالتصالح والتفاهم.

 فأنا اجد ان هذه العينات تمتلك انسانية اكثر من تلك الدمى التي تتدعي الانسانية وانا اعرف ان ذلك الانسان قد يكون احمقا وشاذا بالنسبة لتلك الدمى ولكن على الاقل فإنه في النهاية سيرقد في سلام ابدي وطمأنينة لا يعكر صفوها اي شيء  على عكس الدمى التي وقعت ضحية لتلك الدائرة اللعينة فهي في النهاية ستكتشف انها عاشت حياتها لغيرها وانها لم تنعم بكونها انسان ولم تستغل تلك الفرصة الوحيدة لتحقيق وجودها.

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٤ ص - عبد الفتاح الطيب
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٢ ص - عبد الفتاح الطيب
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٨ ص - jimina
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٥ ص - شهد بركات
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١:١٤ م - Amani
About Author