الذكاء الإنفعالي

ذلك الشخص الهادئ والمتحكم بإنفعالاته بينما الجميع يذعر ، هل تساءلت يومًا كيف يستطيع البقاء صامدًا رغم الإنهيار الذي يحدث بالجوار؟ هذا ما يُسمى بالذكاء الإنفعالي ولنتعرف على هذا المصطلح تابع القراءة من فضلك.

 

 

“الأشخاص ذوي المهارات الأنفعالية المتطورة تكون فرصهم أكبر للرضا والنجاح في الحياة، واكتساب عادات ذهنية تمكنهم من زيادة إنتاجيتهم، أما الذين لا يتحكمون في حياتهم الأنفعالية فيواجهون معارك داخلية تدمر قدرتهم على التركيز في العمل وكذلك على التفكير السليم.”

― دانيل جولمان

 

بداية ً فلنتعرف الى مصطلح  self efficacy او الكفاءة الذاتية هو مصطلح يعبر عن معرفة الشخص لنفسه ولقدراته وسيطرته على الأحداث وتحديه العقبات وإجتيازها ليصل الى اهدافه وهو الأمل والإصرار بشكل مختصر.

 

 

 

والآن إليك نصائح تجعل منك شخصًا أفضل ومسيطر على إنفعالاته:

 

 

1ـ كن أنت المتحكم:

هل تذكر نوع الشخصية التي تحدثنا عنها في المقدمة؟ ألا وهي الشخصية الجذابة المتمكنة من السيطرة على إنفعالاتها العصبية. حسنًا السيطرة على الإنفعالات أمر بالغ الصعوبة في بداية المشوار ولا يحدث بين عشيةِ وضحاها ولكن ما المهم إن أردت ذلك؟ لا شيء بالطبع فلا يوجد مستحيل أمام إرادتك!. يكفي أن ترغب حقًا ان تتخلى عن اللسان السليط والغضب الذي يجعلك شخصًا أعمى.

 

2ـ لا تكن بداخل المعمعة:

المعمعة ألا وهي الفوضى. في جدال او مشاجرة بين الأطراف قد يغضب احدهم فقط لأن الآخر غاضب ايضًا وينعدي بطاقته السلبية فقط لأن الطرف الآخر يتهجم عليه ويلقي بالكلمات فيصبح ايضًا كذلك وهذا ما يُسمى بالمعمعة اي أن تنغمس داخل الفوضى بدون أن تحكّم عقلك وتفصل بين الحقائق والعوامل ففي مثل هذه المواقف ينبغي أن تحكّم عقلك وتنتبه لمثل هذه التفاصيل حتى لاتغضب على شيء تافه بلا مبرر وتسأل نفسك ما التصرف والكلمة الصحيحة التي عليك قولها.

3- المعمعة من جهة أخرى:

قد تنغمس بداخل المعمعة بدون علم وبشكل غير مباشر حينما لا تستطيع أن تفصل بين أسباب غضبك الغير حقيقية  والحقيقية من الأشخاص وعندما تستعمل الآخرين كـأكياس ملاكمة لتفرغ بهم غضبك ختى إن كانوا غير مذنبين وأيضًا المعمعة هي أن تغضبك تصرفات او كلمات الآخرين فتصمت ولا تتحدث في المناسب بل تتراكم المواقف لتنفجر في وقتٍ لاحق بمناسبة او غير مناسبة ،دعني اقول لك شيئًا " حينها قد تبدو كشخصية مضطربة وإن كنت على خلاف ذلك".

 

 

 

 

 

 

4ـ حسّن من نفسك دوريًا:

أفضل طريقة ممكنة لتحسين النفس هي " الملاحظة  " أن تلاحظ نفسك وتصرفاتك مع نفسك ومع الآخرين ويا سلااام إن فعلتها يوميًا في نهاية كل يوم وراجعت كلماتك وأفعالك لكن ليس الى حد الهلوسة!، والوسطية هي ديننا ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا ). بعد أن تراقب تصرفاتك حللها وابدأ التصرف بطريقة أفضل في المرة القادمة فمثلًا بدلًا من التصرف بقظاظة دون داعٍ،كن لطيفًا. لا يمكن حصر فوائد تطوير الذات فذاتك هي أهم مايجب أن تعتني بها فكل شيء مرتبط بهذه الذات مزاجك،حالتك النفسية،حالتك المادية فمثلًا عندما تكون متعلم بإستمرار ستكون لديك الأسبقية عن أقرانك وستكون فرصك في الحياة أكثر ممن أقل تعلمًا. 

في كتاب " فن اللامبالاة " المؤلف مارك مانسون يقول عبارة رائعة : عندما نطور أنفسنا نحن في الواقع نتحسن من سيء الى أقل سوءً.

وهذا يجعلنا نرغب بأن نتطور بالإستمرار عندما نلاحظ ونتذكر طبيعتنا الخطاءة.

 

5ـ تقدير الذات وأهميته:

 

كلما كان تقديرنا لذاتنا سليمًا وجيدًا، قويت رغبتنا في أن نعامل الآخرين بإحترام  وود وعدل وإنصاف بما أننا لا ننزع النظر إليهم على أنهم بمثابة تهديد لنا ، ولأن إحترام الذات هو أساس إحترام " الآخرين " .

ـ ناثانيال براندين 

 

كلما إحترمت نفسك وأحببتها كل ما أنعكس ذلك على تعاملك مع الآخرين ولهذا نرى المتنمرين كأكبر مثال يعانون من مشاكل نفسية ومشاكل في تقدير ذواتهم كما أن نسبة كبية منهم قد تعرضوا للتنمر سابقًا بينما على العكس الأشخاص الذين يعاملون الغير بكل إحترام فنجد علاقتهم بأنفسهم بالأساس علاقة صحية،فمثلأ هم لا يحطمون معنوياتهم ولا يتشائمون بل يثقون بأنفسهم ويدعمونها قبل أن يفعل احد آخر وتذكر أن البداية تبدأ منك.

 

 

 

 

 

 

6ـ تحلى بالصبرّ:

 

في الواقع أهم ركيزتيّ للذكاء الإنفعالي هي الصبر ثم الإدراك ، تتملك أعصابك حينما تكون صبورًا تُرفِق بنفسك ثم بالآخرين ولا تتوقع الكمال في كل شيء من الجميع فلا بد ان يحدث خطأٌ ما ومايعينك على الصبر هو أن تتذكر أنها طبيعة الإنسان وأنك أنت ايضًا تخطأ وقد تغُضيّ عنك فهذا دورك الآن في التغاضي وبالخطأ يتعلم المرء أكثر من أن ينجح ، ايضًا التعاطف الوجداني وأن تضع نفسك مكان أحدهم يجعلك بداخل الموقف أكثر من تلك النظرة التي من أعلى السطح والإدراك أن تدرك ما العوامل المؤدية لهذا الموقف ما الخطب بهذا الشخص،يعطيك نظرة نافذة ويجعلك أكثر تفهمًا.

 

 

7-اللباقة:

في بداية كل تغيير تحتاج الى بذل مجهود وهذا مايحدث تمامًا حينما تبدأ بإختيار كلماتك وتصرفاتك بعناية حتى تكون مراعيًا لكي لا تجرح احدًا على العموم وليس من تحب فقط. اللباقة ضرورية لأنه لا أحد سيسمعك إذا تحدثت بشكل جارح او بفظاظة ف الجميع لا يقبل ذلك حتى أنت! ، هذه طبيعة النفس البشرية.

لفتة من حياة ونستون تشرشل وزوجته كليمنتن:

في مرة بعد أن اشتكت السكرتيرة من تشرشل الى زوجته،تحدثت كليمنتن الى زوجها بلباقة وذكاء وحُب كعادتها.

فقالت : ما الذي يزعجك؟ تبدو غاضبًا اليوم 

فأجاب تشرشل:السكرتيرة اشتكت مني صحيح؟ ، دعكِ منها فهي طائشة ولا تستطيع الكتابة ولا فعل أي شي وليست بقدر المسؤولية

 

فكليمنتن هنا غيرت موضوع الحديث بطريقة ذكية وذكرت تشرشل بأيام تعارفهم فهدأ قليلًا..

 

فقال تشرشل: لازلتي جميلة كأول مرة 

كليمنتن: وأنا أحببتك من ذلك اليوم..وأتمنى أن يحبك ويراك الناس كما احبك وأراك أنا..

 

فألتقط تشرشل هذه الرسالة من زوجته وطبّقها دون تكبر وهذه كانت نقطة تحول ونستون تشرشل من شخصية فظة الى لطيفة ومقربة من الناس.. تشرشل الذي لم يكن محبوبًا جدًا و بعيدًا عن الناس منذ طفولته وذو شخصية متناقضة وفظة بعض الشيء تغير الى الأفضل بسبب ذكاء كليمنتن.

للكلمات تأثير قوي لا يُستهان به!.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
أبريل ١٢, ٢٠٢٢, ٢:٥٤ ص - Salma karam
يناير ١٧, ٢٠٢٢, ٢:٢٢ ص - Bayan Adel
نوفمبر ١١, ٢٠٢١, ٧:٤٤ ص - Dena Shokry
أكتوبر ٦, ٢٠٢١, ٥:٤٩ ص - Mostafa
About Author

كاتبة ولا اجد لنفسي شغفًا اكثر من زيادة المعرفة ولا اندم على اي معرفة احصل عليها حتى إن كانت في امرٍ لا يستهويني ، يسرني ان اكتب لكم ما قد يسهل حياتكم من مقالات وافيدكم بها. للمزيد تابعوني!