المعتقدات الشعبية إرث الحضارات. حقيقة أصابها الخرف فأصبحت خرافة. قد نختلف في معتقداتنا وأساطير بلداننا المتناقلة عبر الغناء والسرد وفي بعض الاحيان الرقص. لكن هذا هو الغنى المتجذر ما يشكل التاريخ ويثري الثقافات ويجعل البشر مختلفين عن باقي المخلوقات. وبكل تلك الاشكال المستخدمة زادت طلاء جديد على أصل الحادثة. لكن تحت الصدأ قد تكتشف البذرة، والتي إن نبشت عنها التراب، قد تجد قبر أحدهم، وتصاب بالهلع عندما تجد تلك الجثة الحديثة المهترئة بعض الشيء تمد ذراعاها بطريقة غير متسقة. تتضارب سرعات نبض قلبك وترتبك. لا تصدق ما تراه عيناك أمامك. كيف لميت أن يتحرك.
تتذكر مشاهد أفلام الزومبي وتحاول أن لا تتقيء من بشاعة المنظر والخوف الذي يجعل قلبك يحاول الهروب من صدرك. قد تستيقظ لاحقا لاعنا كل أفلام الرعب والخيال.
لكن من أين جاءت تلك الفكرة المخيفة. إعادة إحياء الأموات مرة أخرى.
أرجع الباحثون تاريخ الزومبي للعبيد الأفارقة المستعبدين في هاييتي خلال القرن السابع عشر. حيث أن هناك ارتباط كبير بين الزومبي والفودو. والفودو هنا ليس كما يعتقد بأنه نوع من أنواع السحر، لكنه في الأصل كان ديانة منتشرة في غرب وجنوب القارة الأفريقية. انتقلت ممارسات تلك الديانة إلى هايتي مع المستعبدين الأفارقة الذين تم اختطافهم للعمل في مزارع قصب السكر في العالم الجديد”الامريكتين”.
وحسب الاعتقاد السائد بين متبعي ديانة الفودو، فالساحر والذي يلقب باسم “بوكور” يقوم باستدعاء الارواح ليتركوا العناء وشقاء العبودية ليهنؤا بالجنة التي ستحررهم من عبوديتهم في الحياة الآخرة.
You must be logged in to post a comment.