روما،من منا لا يعرف العاصمة الإيطالية صاحبة برج بيزا المائل والكولوسيوم وهما اثنان من أهم المعالم السياحية في أوروبا بل والعالم؟
أنشئت عاصمة إيطاليا أول ما نشأت في القرن الثامن قبل الميلاد على نهر التيبر واشتقت اسمها بحسب عدد من الروايات التي أوردها المؤرخون إما من روميلوس أسكانيوس الذي أنشأها في موقعها الحالي أو من الكلمة اللاتينية روما التي تعني القوة وبالرغم من تضارب الأقوال حول سبب التسمية إلا أن المدينة سرعان ما علا شأنها ونحولت من مستوطنة صغيرة إلى عاصمة الجمهورية الرومانية عام 210 ق م وعام 27 ق م أصبحت عاصمة الامبراطورية الرومانية وذلك بفضل التوسع العسكري والاستفادة من الحضارات الأخرى على يد الامبراطور أوكتافيان حتى صارت ولايات غرب أوروبا وجنوب المتوسط تحت سيطرة المدينة الصغيرة سابقاً .
زادت أهمية روما روحياً علاوة على أهميتها السياسية،فقد أصبحت المسيحية ديانة الرومان خلال عهد قسطنطين الأول بعدما أصبح أسقف روما بابا الكنيسة الكاثوليكية التي ينتمب لها غالبية سكان أوروبا وختى عندما حدث الانشقاق الكنسي خلال القرن السادس عشر الميلادي على يد القس الألماني مارتن لوثر ظلت روما في قلب المشهد بالرغم من مقارعة الكنيسة البروتستانتية لها وظلت أنظار المتدينين والساسة - على حد سواء - ترنو إليها .
وكما عودت روما المؤرخين كانت انطلاقة عصر النهضة الذي غير وجه القارة العجوز والعالم من المدينة العريقة، وكما انطلق الحكم الامبراطوري الروماني من روما انطلقت الفاشية الموسولينية لتحتل أماكن شتى في العالم وتتحالف مع النازية الهتلرية لاستعادة المجد الامبراطوري الغابر غير أن الأيقونة التاريخية لبلاد الرومان دفعت ضريبة باهظة لمغامرات الفاشيست المريض ولم تسلم من الدمار على يد قوات الحلفاء المناوئين لحلف موسوليني - هتلر والذي كانت فصوله الأقسى خلال العامين الأخيرين من الحرب العالمية الثانية .
لكن مدينة كل العصور نجحت في تضميد جراحها سريعاً وتحولت كما عودت الجميع لواحدة من أزهى المدن الأوروبية، ونجحت إيطاليا في العودة لواحدة من أعم القوى الصناعية في العالم كما استضافت عاصمتها حدثين رياضيين هامين الأول دورة الألعاب الأوليمبية عام 1960 والثاني كأس العالم لكرة القدم عام 1990،وما زال المهتمون بإيطاليا ينتظرون المزيد من المفاجآت من عاصمتها العريقة
You must be logged in to post a comment.