السعادة
بين ظلمات البئر منكدر بائس يائس لا أدري هل انا حي ام ميت جل ما أفعله هو الاستماع لصوت السعادة من حولي ودون امل في تحصيلها فقد انطفأ نور الأمل في داخلي وتبدل بظلام اليأس فلا ارنو الى حياة ولا اطمح إلى سعادة منكفئ على ذاتي اشغل نفسي بالتحدث لها عن الموت والظلام والنهاية الحتمية لكل الاشياء وتتسلى هي بدورها بهذه الأحاديث فلا ونيس ولا جليس لها سواي.
وتمضي الايام وتمر السنين ويبقى الحال على ما هو عليه.....
ولكن في يوم من الايام تسقط ورقة شجر بيضاء علي توقظني من سباتي, تهبط في البداية على رأسي تلمسني بنعومة فتهبني شعور بالقشعريرة لأنني لم يسبق ان شعرت بشي غير اليأس منذ سنين، ارفع يدي متلمسا رأسي متحسسا اياها أجدها هشة ناعمة احملها بقلبي خوفا من أن تتلاشى أضعها موضع قلبي فيشتعل جراء النور الساطع منها ويبدأ بالعمل موقظا جميع جسدي الذي لم يسبق ان عمل لأي سبب كان.
واول شيء يفعله هذا الجسد بأن يقف على قدميه ويرفع رأسه إلى الأعلى ليرى مصدر هذه الورقة فيرى شجرة بيضاء قد نمت بجانب البئر ويقرر حينها بأن عليه الخروج من ظلمته واحتضان هذا النور ليعاوده هذا الشعور الجميل الذي شعر به.
فيتسلق مسرعا بلهفة متخليا عن كل اليأس الذي لطالما اعتاد عليه، متحليا بالشجاعة والحماس والامل الذي اشتعل لديه بان هناك شيء جميل في الخارج ينتظره. ويتسلق مستمرا بكامل قواه حتى يصل باب البئر.
يخرج من البئر ليغمره شعور بالطمأنينة والراحة جراء النور الذي يسطع في كل مكان ويرى تلك الشجرة التي تشع بالنور وتهب المتظللين من حولها شعور بالسعادة والطمأنينة.
يتجه إلى تلك الشجرة البيضاء ليلف ذراعيه حولها ويعانقها عناقا طويلا اشعره اخيرا بالسعادة.
You must be logged in to post a comment.