وبعد انتهاء الشرطة من التحقيق رحل بواب العمارة ،وهنا فكر ضابط الشرطة لم يخرج احد من العمارة، والمصعد معطل، وصعود دينا والبواب السلم يمنع الفاعل الذى تنكر بهيئة الضحية من الخروج، وايضا زوجة البواب تجلس في الاسفل ،كما ان باب سطح العمارة مغلق بمفتاح، وايضا ليس متصل بأي سطح مبنى اخر للهروب، اذا القاتل مازال بالداخل وهو احدى سكان تلك العمارة، والوقت الذى استغرقته دينا لنزول اربع طوابق على السلم ثم تعبر الطريق المزدحم بالسيارات يكفى لتعليق الجثة والرحيل سريعا ،فالفاعل عريض وضخما مثل الضحية، ولابد ان يكون رجلا لتحمل رفع الضحية وتعليقها والشنق بتلك القوة ،وبالتفكير في كل من بالعمارة فكل شخص يمكنه فعل الجريمة، والجميع ليس لديهم دليل واضح كما ان كل شخص كان بمفرده وقت وقوع الحادث، فسنقوم بالتحقيق مرة اخرى مع كل شخص.
ذهب المحقق الى منزل حسين، ووجد غرفة المكتب محاطه بمطاط كاتم للصوت، وايضا وجد تلحين للأغنية، ولكن غرفة المكتب بجوار باب المنزل وبعيدة عن اتجاه المطبخ والغرفة التي بها الشرفة المقابلة للمفرقعات، فربما يخرج ويعود دون ان تراه زوجته، كما انها لن تأتي وتزعجه حتى ينهى عمله.
ثم ذهب المحقق الى منزل منال ،تم استثناء منال نظرا لحالتها المرضية ،اما عن زوجها محمود فقد اغلق باب غرفة زوجته والنافذة قبل منتصف الليل بقليل من اجل تخفيف صوت المفرقعات، ذهب لإعداد الشاي وتأخر في العودة لإعداده الكعك مع الشاي، ومنال لا تعلم كم مضى من الوقت اثناء ذهابه وعودته.
ثم ذهب المحقق الى منزل مي، وتذكر انها كانت تحت تأثير المنوم عندما جاءت الشرطة للتحقيق اول مرة، كما ان بنيتها اضعف من بنية القاتل ،واخبرها انه كانت جريمة قتل فمن تظني انه الفاعل ،هل له اعداء؟
-فردت: انه قبل ذلك الورث لم يكن له أي عدو، ولكن بعد ذلك اصبح له كثيرا
-فقال: وماذا عن أخيكِ حسن؟
- فقالت: انه خرج من منزل زوجها بعد حديث دام لساعة تقريبا، فعاد في الحادية عشر أي قبل تلك الجريمة، وبعدما اخبرها بما حدث اخذت المنوم لتنام.
وتحدث المحقق مع حسن عن سبب عدم عودته لمنزله تلك الليلة، فقال انه شعر ان اخته حزينة ولا تريد التفكير بالأمر، ولم يستطع تركها وحيده لذلك ظل بجوارها متحججا بالازدحام، واخبرهم انه رأى فاتن تنظر من شرفتها ايضا.
وبعد عمل تحريات للبحث عن الدافع ،اتجه الشك نحو حسين، ربما اراد الانتقام بسبب تلك الوصية فهو كان متأكد انها مزورة، ولكن الحقيقة انها لم تكن كذلك ويشعر ان ذلك المال من حقه، واذا قتل عمه سيعود جزء من ميراثه اليه ،وبعد مراقبته اكتشفوا انه قابل شخصيا غريبا، وعند عمل التحريات عن هذا الشخص اكتشفوا انه قاتل مأجور.
كما اتجه الشك نحو محمود فقد تم اكتشاف انه طرد من العمل هو وزميله بسبب الاختلاس، وطلبت الشركة منهم ارجاع تلك الاموال خلال فترة قصيرة قبل اللجوء الى القضاء، فهو لم يكن في اجازة كما كان يدعى، والمشكلة ان محمود وزميله خسروا تلك الاموال في البورصة.
كما كان حسن مشكوكا به، فربما عندما رآها حزينة قام بقتله انتقاما اولا، ولكى ترث اخته قبل ان يتم الطلاق رسميا ثانيا، ويكون لها نصيب كبير من الاموال، فالان هي سترث نصيبها، ولكن اين الدليل الذى يظهر حقيقة الفاعل !!!
اغلق الضابط شقة السيد جمال شاهين، وتم القبض على ذلك القاتل المأجور، فحقق معه الضابط هاني، وحاول القاتل المأجور الانكار في البداية عن معرفته بحسين، فقام هاني بالضغط عليه من اجل الاعتراف، فان لم يقل الحقيقة سيلفق له قضية اخرى، فاضطر الى الاعتراف، ولكن المفاجأة انه لم يقتل جمال، هو حاول مسبقا قطع فرامل السيارة، ولكن في ذلك اليوم راحت ابنته ضحية تلك المؤامرة، وكان هناك اتفاقا اخر بالقتل في ليلة رأس السنة، ولكن ذلك القاتل المأجور لم يذهب، لأنه اخذ جرعة عالية من المواد الممنوعة وتعرض الى التشنجات، وتم حبسه واستدعاء حسين في قضية التحريض على القتل.
وعاد المحقق الى نقطة الصفر، من الذى قتل جمال شاهين؟ جلس هاني في مكتبه يفكر بحل لغز تلك القضية، وطلب فنجانا من القهوة، وظل يفكر بهدوء واعادة تمثيل الجريمة.
كيف يرفع القاتل الجثة ويعلقها؟
هل رفعه على كتفه وصعد الى الكرسي بالضحية؟
لا، فقد يجد صعوبة في تعليق جثة لرجلا ضخما وعريضا بالحبل وهو يحمله.
اذن كيف؟؟
ربما وضع كرسي ومقابله كرسي حمل الضحية واسنده على كرسي ووقف القاتل على الكرسي الاخر، وعلق الحبل حول رقبته هكذا اذن، لذلك ربما نجد بصمات القاتل هناك.
عاد الضابط هاني الى شقة الضحية، وعندما دخل الى الغرفة وجد طاولة وبها كرسي اخر مثل الواقع على الارض، فطلب البحث عن بصمات على الكرسي الاخر، وتم ايجاد بصمات قدم اخرى، فتم استدعاء محمود وحسن واخذ بصمات الأيدي والقدم وايضا حسين.
وتم القبض على الفاعل الذى تطابقت بصمات اقدامه مع البصمات الموجودة على الكرسي، فقد كان محمود زوج منال ابنت الضحية، وبعد الضغط عليه في التحقيق قام بالاعتراف بجريمته.
You must be logged in to post a comment.