الشاهدة وخدعة الانتحار - الفصل الثاني

‏كانت منال شابة شديدة الجمال، في الثالثة والعشرين من عمرها، بشرتها بيضاء شاحبه وعيونها رمادية شعرها اسودا، وطويلة القامة.

 

وتوجه المحقق الى محمود زوجها وسأله اين كان وقت الاحتفال، فقال محمود انه كان في المطبخ لتحضير الشاي ثم فكر في اعداد كعكة لمفاجأة زوجته.

وكان محمود شابا في السادسة والعشرين من عمره، بشرته خمرية وعيونه خضراء طويل القامة وعنده عضلات لأنه شخص رياضي.

 

اما عن الطابق الاول حسين كامل ابن أخي المنتحر، ولم يرث شيء فقد وجد وصية بحرمانه من الميراث، لأنه تزوج فاتن الذى كان والدها منافسا له في الاسواق التجارية، وكان السبب في خسارته الكثير من الاموال، وقد قام حسين برفع دعوة للتحقيق من حقيقة الوصية ولكن المحامي اخبره انها قضية خاسرة وان من الافضل التصالح مع عمه، وتواصل المحامي مع جمال عمه للتصالح، فقام عمه بإعطائه شقة الطابق الاول كنوع من الارضاء ومائة ألف جنيها، ولم يجد حسين سوأ قبول ذلك العرض، كما ان حسين لم يعتمد على مال ابيه وكان له عملا خاص وناجح.

وكان حسين شابا في الثلاثين من عمره، بشرته بيضاء وعيونه سوداء شعره بنيا، وكان عريضا وطويل القامة.

حسين اخبر المحقق انه كان في مكتبه يقوم بتلحين اغنية جديدة ،سأله الشرطي: كيف تقوم بالتلحين وكان الجو صاخب بالأصوات؟ 

قال حسين: لان المكتب مزود عند الباب والنوافذ بمطاط كاتم للصوت، فهو لا يستطيع العمل او التركيز في وجود أي صوت، وان مؤلف الاغنية اعطاه الكلمات اليوم وطلب منه الاسراع في التلحين.

فسأله المحقق: هل عمك من النوع الذى يقدم على الانتحار؟

فرد حسين: نعم، يبدو انه كذلك، ربما اصيب بحالة جنونية جعلته يفعل ذلك، فبعد ان كان يستلف المال لإكمال اخر الشهر فجاه اصبح مليونيرا.

اما فاتن زوجته فقالت: انها كانت في المطبخ تعد الحلوى بمناسبة رأس السنة، ثم ذهبت لرؤية المفرقعات من الشرفة في الجهة الاخرى المقابلة للمفرقعات، ولان زوجها لا يحب الازعاج ولن يخرج قبل ان ينتهى من عمله فذهبت للشرفة بمفردها ومعها كاميراتها، وقامت بالتصوير اثناء اطلاق المفرقعات وكانت تنوى لرسم تلك الصور للذكرى، فهي كانت رسامه بارعه.

كانت فاتن فتاة في العشرين من عمرها، بشرتها بيضاء وعيونها زرقاء وشعرها بنيا مائلا للاحمرار، متوسطة القامة.

 

ثم جاءت نتيجة فحص الجثة، فقد كان هناك اثار عنيفة على اصابع الضحية وكأنه حاول الحماية من ضغط الحبل حول الرقبة.

فقال الضابط هاني اذن فقد كانت جريمة قتل ،كما ان البصمات الموجودة على الكرسي لم تكن بصمات اقدام الضحية فقط بل كان معها بصمة اخرى.

طلب الضابط هاني التحقيق مرة اخرى مع دينا

-هل رايتي وجه الضحية؟ 

-لا لقد كانت اضاءة الغرفة ضعيفة لذلك رأيت هيئته فقط، كما ان الطريق واسع بين المبنيين

-هل لكى ان تخبرينا بما رايتي تحديدا؟ 

-نعم، لقد رأيت حبلا معلقا وشخص يضع رأسه بالحبل، وهو واقفا على شيء عالي، غالبا الكرسي فهكذا يتم الانتحار، ثم تحركت لإنقاذه ونزلت مسرعة، لذلك لم ارى وهو يسقط الكرسي، فاصعب حادث ان يجرم الشخص في حق نفسه، وعندما وجدته كان هناك كرسيا ملقا على الارض، ولكنى لم استطع رؤيته بوضوح عندما رأيته من شرفتي.

-هل كانت هيئته نفس هيئة الضحية؟ 

-نعم، لقد كان يبدو عريض ضخما، ولم استطع تحديد طويل ام لا بسبب عدم وضوح ما كان يصعد عليه.

 

بعد انهاء التحقيق رحلت دينا، وهنا تأكد انها جريمة قتل، واراد القاتل شاهدا ليثبت انها جريمة انتحار، ولكن لولا اثار الحبل العنيفة على الاصابع لبدت انها انتحار، ثم طلب بالتحقيق مع بواب العمارة.

كان بواب العمارة رجلا في الستين من عمره، وكان يعمل حارسا للعمارة منذ اكثر من ثلاثون عاما ومعه زوجته.

-اين كنت عند منتصف الليل؟ 

-كنت جالسا في المقعد امام باب العمارة منتظرا صديقا من البلد، تأخر بسبب ازدحام الطرق

-كيف كانت الغرفة عندما دخلت اليها؟

-وجدت كرسي على الارض وصاحب العمارة معلق بحبل، ورفعت الكرسي الملقى على الارض، وكانت انفاسه متوقفة، وفى الحقيقة أخبرتني دينا ان ارجع الكرسي مكانه حتى لا يتغير مسرح الاحداث، ثم نزلت الى الطابق الثالث لأخبر زوجته، فوجدت اخيها هو من فتح الباب وهو من اتصل بالشرطة، وقد كانت زوجته نائمة وظل اخيها محاولا ان يوقظها.

-قال الضابط: اذن كانت بصمات اقدامك انت الموجودة على الكرسي، هل خرج احد من العمارة او جاء اليها احد؟ 

-لم يخرج احد من العمارة فقد ظللت عند البوابة منتظرا صديقي.

متابعة: الشاهدة وخدعة الانتحار - الفصل الثالث

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٣ ص - Momen
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٢ ص - صانعة السعادة
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٣٧ ص - anis
أبريل ١٣, ٢٠٢٢, ٣:٥٥ ص - Mohamed
مارس ١٨, ٢٠٢٢, ٣:٣٢ م - Sarora Fayez
فبراير ١٢, ٢٠٢٢, ١٠:٥٣ م - مريم حسن
About Author