العذراء الحديدية وإليزابيث باثوري

تعتبر تجارة مستحضرات التجميل من أكثر أنواع التجارة رواجاً ونجاحاً

فالجمال من أكثر المواضيع تداولاً بين الناس، وأكثرها مدعاة للجدل بين مهتم، ومقدر

 وآخر مهوس به

 

فثقافة الجمال متجذرة منذ عهد الفراعنة الذين ابتدعوا مساحيق التجميل ، مروراً بالإغريق الذين بنوا حضارتهم على أسس الجمال البشري وتخليد الأجسام المفتولة للرجال والخصور الضيقة والعيون الواسعة للنساء،، فألِّه الجمال.. وأريقت دماء في سبيله.

 

إلى أي مدى قد تذهب بأفعالك وتطلق عنانك لتبلغ حاجتك؟؟ أتسرق.. تكذب.. تخون..أم تقتل!!

 

القتل..

 

تاريخ الدماء في حياة البشر وإزهاق الأرواح مشين، وبشع، لكن أن يكون الدم ثمن الجمال..

 

أن يكون الدم ثمن الشباب!!

 

أن يكون مقابل إكسير الخلود!! 

 

دروب الجنون كثيرة وعندما يجتمع عنصري الهوس والسلطة في وقت لم تكن فيه حياة العامة ذات قيمة كما هو الحال في عصور الملوك والنبلاء تكون النتيجة مفجعة.

 

وبطلة هذا المشهد بطولة مطلقة "الكونتيسة الدموية" إليزابيث باثوري ذات الأصول المجرية ووريثة عرش بولندا في حال تنحي ابن عمها الملك "استيفن بتثوري الثاني" عن الحكم.

 

تزوجت إليزابيث وهي في الخامسة عشر من الكونت "فرانز ناديسدي" الذي كان يكبرها ب10 أعوام، وحاز على لقب "فارس هنغاريا الأسود" لدوره الكبير في الحرب ضد الأتراك

 

اتهمت الكونتيسة إليزابيث بقتل أكثر من 650 فتاة، هي و 4 من مساعديها.

 

فبعد أن قل عدد الخادمات في القصر بصورة كبيرة ومتسارعة، وانتشار أخبار عن ممارسات سادية وأعمال للسحر والشعوذة، أمر إمبراطور هنغاريا رئيس الحكومة بتفتيش القلعة.

 

دخلت الجنود ليل 30 ديسمبر 1610 وتفاجأوا بما استقبلته أعينهم من مشاهد مروعة، لفتيات معلقات منهن الميت، والأخريات في انتظار سابقاتهن.

 

قتل هذا العدد من الفتيات الشابات في سبيل الحصول على بشرة ناعمة وتجديد شباب الكونتيسة إليزابيث، التي ذاقت ذرعاً من تقدمها في السن وفقدان نضارتها كلما تقدم بها العمر، فاستخدمت حمامات من الدم للوصول إلى تلك النتيجة، فكانت تعلق الفتيات من سقف الحمام بعد ذبحهن لتستحم به، كما كان لها مشروعها الخاص من دماء الأطفال الرضع الذي كانت تتناوله قبل نومها

 

والحق يقال أن الأمر تطور لدى تلك السيدة التي اتفق الكثيرين على تلقيبها بالسفاحة، فكانت بذرة حب الإيذاء وإلحاق الألم بدأت عندما انتقلت إليزابيث للعيش عند عمتها التي اشتهرت بإقامة حفلات للسحر وتمجيد الشيطان.

 

وتطور الحال عندما عاد زوجها من الحرب مع الأتراك لتقوم بمرافقته في حملات تعذيب السجناء الذين كانوا يسكنون القلعة التي أهداها لها زوجها الكونت فرانز كهدية زواجهما، وفي جولة معه أحست بالحماس ولحظت وجود مقص فضي، فأمسكته وقامت بطعن السجين وملأت الزنزانة بضحكاتها، حتى أمر زوجها الحراس بإخراجها وعدم حضورها لمثل تلك الجلسات مرة آخرى.

 

زاد جنون إليزابيث وزادت معها غيرتها فكانت تعذب وتقطع جلود وأطراف خادماتها لمجرد كونهن أجمل وأصغر منها، وأحياناً آخرى كانت تأمر بإحراقهن أحياء للمتعة عندما ينتابها الملل.

 

وكانت الكونتيسة تعلم بخيانة زوجها، فازداد هوسها وازدادت وحشيتها، وعندما انتقلت الشائعات بين سكان قريتهم، تقدم قِس لهداية الزوجين، ما أغضبها بشدة، لكن الكونت إرتأى أنه من الأفضل أن تبتعد إليزابيث عن الخادمات لأنه أهو الوحيد الذي من حقه معاقبتهم وإن خالفت أمره ستواجه حساب عسير.

 

رغم إخفاء تلك المرأة السادية تلك الأفعال عن زوجها إلا أن توفي، فلم يعد هناك رقيب واستشرى الجنون الذي في العروق ليملأ دماغها بهلاوس، غذتها همسات العاملين لديها والخائفين من غضبها.

 

حفلات مجون تمتد لأيام، قرابين من أجساد فتيات عذارى تقدم للشيطان، وممارسات فاضحة كانت تتم في سبيل إكسير الخلود والجمال.

 

لم تعد السكاكين والمسامير والشفرات تشبع غريزة إليزابيث الوحشية، فابتكرت آلات لقتل الفتيات، من أشهرها وأكثرها فظاعة آلة "العذراء الحديدية" وهي دمية بحجم الانسان من الحديد مرصعة بالمجوهرات تقبض على الضحية وتغرز فيها المسامير والسكاكين.

 

أمر الإمبراطور بإعدام مساعدي الكونتيسة الأربعة، وبسبب قانون ساكسونيا، لم تحاكم الكونتيسة، لكن تم حبسها في قلعتها المعروفة باسك "كيجا"، بعد إغلاق جميع النوافذ والابواب بالحجارة، ولقت إليزابيث حتفها عن عمر 54 بعد أن وجدها الحراس ملقية على وجهها بغرفة نومها.

 

من الجدير بالذكر أن الكونتيسة الدامية كان لها ابن واحد، أوصى والده الكونت فرانز بأن ينتقل للعيش مع أهله بعد وفاته.

 

ويرجع البعض سادية هذه السيدة الشنيعة لحادثة تعرضت لها وهي في السابعة من عمرها عندما هجم مسلحون على قصر والدها، في وقت كانوا يحتفلون فيه بحفل، ورأت والدها وعمها يقتلون أحد الأولاد الذي كان في مثل عمرها بطريقة بشعة.

 

 

هناك مقولة تقول " الغاية تبرر الوسيلة" فهل ينطبق هذا على بطلتنا هنا.. ؟؟!!

 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١٢:٤٧ م - مايكل جرجس جابر اسكندر
ديسمبر ٩, ٢٠٢١, ١٢:٤١ م - إيمان خالد الأخرس
أكتوبر ١٠, ٢٠٢١, ٩:١٠ ص - DR Ahmed Zaki
أغسطس ٣٠, ٢٠٢١, ١٠:٤٥ م - أسامة إسلام
About Author