الليل صديقي الصدوق، بحر أسراري منذ نعومة أظافري. لا يتذمر من كثرة كلامي، معي في السراء والضراء، اشاركه تلك الأحاسيس اللعينة التي خلّفها الحبُ بي ودائماً ما يكون على الموعد ويقدم لي الحلول. أتذكر في إحدى المرات إشتَدَّ علي ألم الفراق حتى نخر فؤادي… هيجان مشاعر لا يوصف جميع مسكنات الصبر فشلت واصبحت بلا جدوى، فما كان من الليل الا ان حلّق بي وارآني حال باقي العاشقين، فاكتشفت انني أفضل المتالمين حالاً.عندئذ، هدأت النار التي كانت تشتعل بقلبي. كانت خدمة لم استطيع سدادها حتى الآن. فهو لا يحتاجني نهائياً، معدوم المشاعر والاحاسيس، لا يملك ايَّة ذكريات تقّلب عليه المواجع بين الحين والاخر، وحيداً منذ خلقه الله، يرى الدنيا من أوسع الابواب. انا واقع حرفياً في حبه. أحببت الهالات السوداء الظاهرة تحت عيني لأجله، اصبحت أشتاق للنوم باكراً خشية ألا اراه، حتى أنني وعدته في إحدى الجلسات ان رزقني اللَّه طفلة سوف أُطلق عليها إسم "ليل". فكانت ردة فعله غريبة، كأنه شعر بالعرفان؟. لقد شعرت أنني سددت الدين له، وبالفعل هذا ما حصل. فقرر ان يرد الصاع صاعين، وأخبرني انه سيرد لي كبريائي المبعثر بفعل الحب. سينتقم لي ممن كان السبب بكل هذا الخراب بداخلي، حبيبتي. اكون كاذبا لو قلت انني لا اريد هذا ان يحدث فهي تركتني في منتصف الطريق، اعاني لوحدي غير آبهة بما قد يحدث لي. بدأت عملية الإنتقام وكانت تسير كما كنت أريد واكثر لقد قض مضجعها، واذآقها شتى أنواع الإرهاق والالم. حتى اتتني تستغيث من الم الفراق وانا انظر اليها بنظرة الشماتة من جهة وقلبي يعتصر حزناً عليها من جهة اخرى، فقررت أن أضع قلبي على رف اللامبالاة وأن أُكمل ما بدأه صديقي. استخدمت سلاح صديقي الفتّاك. الصمت، فما كان منها الا ان ذهبت والحزن يسيطر على محياها. كلمة شكراً لا توفّي صديقي حقّه قيد أنملة فهو سفينة نجاتي، ألحمد للَّه على نعمة الليل…
بقلمي/ عمر محمد
You must be logged in to post a comment.